قتل نحو 50 من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في الساعات ال24 الاخيرة في مدينة عين العرب السورية خلال اشتباكات مع المقاتلين الاكراد وفي ضربات جوية للتحالف الدولي، في احدى اكبر خسائر هذا التنظيم المتطرف منذ بدء هجومه على المدينة الحدودية مع تركيا.

Ad

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني الاحد ان "ما لا يقل عن 50 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية لقوا مصرعهم جراء ضربات التحالف العربي الدولي وخلال الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة".

وهذه احدى اكبر خسائر الجماعة المتطرفة التي تحاول الاستيلاء على عين العرب منذ ثلاثة اشهر، كما قال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين في سوريا.

ودارت السبت معارك عنيفة بين المسلحين الجهاديين والمقاتلين الاكراد في المدينة التي يطلق عليها الاكراد اسم كوباني، شملت للمرة الاولى منطقة المعبر الذي يصل المدينة الكردية بتركيا حيث وقعت ثلاثة تفجيرات انتحارية نفذها مقاتلون ينتمون الى تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال مسؤولون محليون اكراد والمرصد السوري لحقوق الانسان ان الانتحاريين عبروا من الجانب التركي للحدود، لكن انقرة التي اكدت وقوع هجمات عند المعبر من الجهة السورية نفت ان يكون هؤلاء اجتازوا الحدود من اراضيها.

وراى مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان "الجهاديين ارادوا مفاجاة المقاتلين الاكراد، الا انهم فشلوا في ذلك" حيث انهم لم ينجحوا في السيطرة على المعبر اثر الاشتباكات العنيفة التي اعقبت الهجمات الانتحارية.

وبدأ تنظيم الدولة الاسلامية زحفه على عين العرب في 16 سبتمبر وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي في محيطها، وصولا الى دخولها في السادس من تشرين الاول/اكتوبر واحتلال اكثر من نصف المدينة التي تتراوح مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع.

الا ان تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البشمركة العراقية الى المدينة للمساندة، اوقفت تقدم التنظيم الجهادي المتطرف.

وتشن الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ 23 اكتوبر غارات على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، في اول تدخل اجنبي منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، يستهدف بشكل خاص تنظيم الدولة الاسلامية.

وبحسب المرصد السوري، فقد قتل في غارات التحالف منذ بدئها وحتى منتصف ليل الجمعة 963 شخصا هم 838 من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، و72 من مقاتلي جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و52 مدنيا، ومقاتلا اسلاميا اخر.

والسبت نفذت طائرات التحالف 30 ضربة على الاقل استهدفت مراكز لتنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة (شمال) ومحيطها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال عبد الرحمن "لم نر منذ زمن بعيد عددا مماثلا من الضربات الجوية في فترة زمنية قصيرة".

ورغم ذلك، راى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان ان غارات التحالف لم تضعف هذه المجموعة الجهادية المتطرفة في سوريا بعد، قائلا في مقابلة مع قناة "الميادين" بثت الجمعة "هل داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) اليوم وبعد اكثر من شهرين على غارات التحالف اضعف؟ كل المؤشرات تقول انه ليس اضعف".

واضاف "اذا لم تقم الولايات المتحدة واعضاء مجلس الامن بجهد حقيقي لاجبار تركيا على ضبط حدودها فان كل هذه الحركة وحتى غارات التحالف لن تقضي على داعش"، مشيرا الى ان المقاتلين الاجانب في صفوف هذا التنظيم دخلوا سوريا عبر الاراضي التركية.

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس 2011 نزاعا داميا قتل فيه اكثر من 195 الف شخص.

وقتل الاحد 21 مدنيا على الاقل بينهم طفلان وسبع نساء واصيب العشرات بجروح في قصف للطيران الحربي السوري على بلدة جاسم في محافظة درعا الجنوبية، فيما قتل ثمانية مدنيين بينهم طفل في قصف مماثل على بلدة عندان في محافظة حلب الشمالية، بحسب المرصد.

وقتلت السبت سيدة سورية وابناؤها الثلاثة السبت بقذيفة اطلقها مسلحو المعارضة على حي موال للنظام في حلب، ثاني مدن البلاد.

وفي شمال غرب سوريا، اعدمت جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة 13 مقاتلا ينتمون الى الوية سورية معارضة في ريف مدينة ادلب وذلك اثر اقتحام قرية كوكبة.

وسيكون الملف السوري حاضرا في اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقرة الاثنين، والذي ياتي بعد ايام قليلة من استقبال بوتين لوفد سوري تراسه وزير الخارجية وليد المعلم وبحث معه سبل اطلاق محادثات سلام مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

وقال الاستاذ في جامعة اسطنبول ايلتر توران لفرانس برس انه "يمكن ان يكون هناك تقارب بشأن سوريا لان ظهور (تنظيم) الدولة الاسلامية يشكل تطورا من مصلحة روسيا محاربته مثل تركيا ان لم يكن اكثر".