اعتبر النائب السابق رجب هلال حميدة، الذي يعتزم الترشح للبرلمان مجدداً، أن المجتمع المصري حديث عهد بالديمقراطية ويحتاج إلى سنوات طويلة جداً ليفهم معناها.

Ad

وانتقد حميدة، خلال مقابلة مع «الجريدة»، تصدر المتلونين والمنافقين و«عواجيز» السياسة المشهد السياسي، مشيراً إلى أن خاطفي الثورة كان هدفهم إسقاط الدولة لا النظام... وفيما يلي نص الحوار:

• بصفتك أحد الذين بُرِّئوا من قضية «موقعة الجمل» إبان ثورة يناير 2011، كيف ترى حالة الجدل التي أثيرت بعد براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك؟

- لابد أن يعي الجميع ألا تعليق على أحكام القضاء، لكن دعنا ننظر إلى الأمور في سياقها، فمصر مرت بظروف صعبة جدا منذ ثورة «25 يناير» حتى الآن، ومازالت تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية، وهي في رأيي ثورة حقيقية قامت لتسقط النظام اعتراضا على الفساد السياسي والمالي وغياب القدر الكافي من الديمقراطية وتزوير الانتخابات إلى آخره، لكن بعد أن نجح الشعب في ذلك خطف الثورة مجموعة من المتآمرين والخونة، ممن تربطهم علاقات مريبة بمحافل دولية وبالصهيونية العالمية بأميركا ودول في أوروبا، وهؤلاء أرادوا أن يسقطوا الدولة لا أن يسقطوا النظام.

وهنا خرج الشعب عليهم مرة أخرى في «30 يونيو 2013»، وصحح المسار، وبالطبع حكم براءة مبارك ترك لغطاً كبيراً في المجتمع المصري، لأن المجتمع لايزال حديث العهد بالممارسة الديمقراطية، وأمامه سنوات طويلة جداً إلى أن يفهم أن الديمقراطية عبارة عن الرأي والرأي الآخر.

• هل هنأت مبارك بعد حصوله على البراءة؟

- ليس بيني وبين مبارك أي اتصال، وليس هناك أي علاقة تربطنا بعد أن خرجت من السجن، لكنني  التقيته مرتين في السجن، وقدم إلي مجموعة من المعلومات ورؤيته الكاملة حول الأحداث التي مرت بها مصر والمنطقة العربية، ولكني كمواطن مصري أفرح دوما عندما يبرأ إنسان من اتهام التصق به، خاصة إذا كان الاتهام يفتقد الأدلة الفنية والمادية، وأنا مع القائلين إن مبارك مسؤول فقط عن الجانب السياسي،  وقد ترك الحكم الآن.

• وكيف ترى المشهد السياسي الآن في ضوء عودة فلول الحزب الوطني المنحل إلى المشهد؟

- المشهد السياسي في مصر يبدو عبثيا، بعدما تصدره مجموعة من المتلونين والمنافقين وأصحاب المصالح و»عواجيز» السياسة، ونتج من ذلك أن تسلل الكثير من أعضاء الحزب الوطني المنحل، الذين يحاولون العودة من جديد إلى المشهد السياسي، وأنا ضد العزل والإقصاء سواء بالقانون أو بالدستور، لكن مع أن يتم الإقصاء عبر صناديق الانتخاب من قبل الشعب، وأطالب المواطن المصري بألا يترك الفاسدين والمتورطين في أعمال فساد سياسي ومالي قبل 25 يناير 2011 يعودون إلى العمل السياسي من جديد.

• شاركت أيمن نور في تأسيس حزب «الغد»... كيف ترى وجهة نظره في التقرب إلى جماعة الإخوان؟

- نور جزء من تاريخ العمل السياسي المصري، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، لكنه يرى أن القوى الحقيقية التي يمكن أن تسانده في طرح أفكاره هي جماعة «الإخوان» لإيمانه بأنهم الأكثر تنظيما وعطاء وأكثر قدرة على التغيير، وهو ما أرفضه تماما لأن الجماعة متورطة في أعمال عنف وقتل تتعلق بالأمن القومي، وكان من الأفضل لنور أن يبقى في مصر، ويمارس دوره معارضا للنظام، خاصة أن هناك أسماء كثيرة مازالت موجودة على الساحة المصرية مختلفة مع النظام الحالي، لكنها تمارس دورها بكل حرية.

• هل ستترشح في انتخابات مجلس النواب المقبل؟

- نعم سأخوض الانتخابات في دائرة «عابدين» بالقاهرة، وأعتقد أن فرصي كبيرة للفوز، لأن أدواتي السياسية والإعلامية كثيرة، إضافة إلى خدماتي التي يعرفها أبناء الدائرة جيدا خلال فترة تمثيلي لأهالي الدائرة في المجالس النيابية السابقة.