اليمن: انفصاليو الجنوب يصعّدون ويغلقون الحدود رمزياً

نشر في 01-12-2014 | 00:17
آخر تحديث 01-12-2014 | 00:17
No Image Caption
توافق نادر بين الفصائل... ورسائل تحذير للحوثيين
في تحرّك هو الثاني من نوعه منذ بدء جماعة الحوثي بالتمدد في المحافظات اليمنية الشمالية، احتشد آلاف اليمنيين الجنوبيين، أمس، في ساحة العروض بمنطقة خور مكسر بمدينة عدن جنوب البلاد، إحياء للذكرى الـ47 لاستقلال جنوب اليمن عن الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967، وسط توافق جنوبي نادر بات يتزايد، مستفيداً من سقوط دولة الوحدة المركزية وعاصمتها صنعاء في دائرة غير مسبوقة من الضعف.

ورفع المتظاهرون أعلام الدولة السابقة وشعارات مناوئة للوحدة، ولافتات كتب عليها «الجنوب العربي وطن وهوية»، و»لن نتراجع، لن نهدأ حتى تحقيق النصر المتمثل بالتحرير والاستقلال»، و»لا للإقصاء، نعم للشراكة الوطنية»، و«جنوب جديد يتسع لجميع أبنائه».

وعكر التحرك مقتل متظاهر وإصابة 6 آخرين خلال فض الشرطة للتظاهرات.

وفي خطوة رمزية، أعلنت فصائل جنوبية، أمس، إغلاق كافة المنافذ الحدودية الجنوبية مع الشمال في الضالع وكرش ومكيراس، كما دعت إلى يوم غضب اليوم استكمالاً للتصعيد.

وقال ردفان الدبيس، المتحدث الرسمي باسم ساحة الاعتصام في عدن، حيث يعتصم المئات منذ أسابيع، إن «كافة المكونات السياسية في الجنوب باتت مقتنعة ومتفقة على ضرورة استقلال الجنوب واستعادة دولته»، وأكد أن «الفعاليات الاحتجاجية الجنوبية ستتواصل، ولن تنتهي إلا بتحقيق استقلال تام وكامل للجنوب».

من جانبه، قال رئيس «المجلس الأعلى للحراك الجنوبي الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب»، حسن باعوم، في بيان، إن «شعب الجنوب يرفض بشدة المشاريع والمبادرات التي تنتقص من حقه المشروع في حريته وسيادته الوطنية والاستقلال بدولته، ولا مجال لمساومة الشعوب المحتلة في أوطانها، وقدرها مواصلة مسيراتها التحررية والذود عن سيادتها الوطنية حتى التحرير والاستقلال بأوطانها».

وقال رئيس اللجنة التحضيرية لـ»المؤتمر الجنوبي الجامع»، الذي من المقرر أن يعقد أواخر ديسمبر، ويضع خطة متكاملة للانفصال، صالح العولقي، إن «التصعيد الثوري للحراك الجنوبي سيكون سلمياً دون الانجرار إلى مربع العنف، وإن أي دعوات للعنف أو محاصرة المؤسسات الحكومية وإسقاطها لا تمثّل إلا أصحابها، أما الحراك الجنوبي فسيظل ملتزماً بأدبياته السياسية والثورية».

ووجّه حسين بن شعيب، أحد قادة «الحراك الجنوبي» انتقادات شديدة لجماعة الحوثي، واتهمها خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأول مع قيادات في ساحة الاعتصام الجنوبي المفتوح بالمدينة، بالسعي الدؤوب للتمدد نحو المحافظات الجنوبية والشرقية للبلاد. ووصف جماعة الحوثي بـ»الحركة الشيعية المرفوضة في مناطق السنّة الشافعية في وسط وجنوب اليمن»، معتبراً أن تمددها هو «تمدد إيراني في اليمن».

في المقابل، قفز الرئيس عبدربه منصور هادي على مطالب الانفصال، متمسكاً باليمن الموحد، ودعا الجنوبيين إلى منح الحكومة الفرصة للعمل معهم، وأن يكونوا جزءاً من الحل، لا جزءاً من المشكلة.

وقال هادي مساء أمس الأول، في خطاب عشية عيد الاستقلال إن «اليمن بوحدته سيبقى قوة ستكبر بالتنمية وبالإصرار، كما أنه سيكون عامل استقرار بموقعه الاستراتيجي المتميز وكثافته البشرية، والعالم كله يقف اليوم في مؤازرة اليمن موحداً». وأضاف: «إن شعبنا في الجنوب يدرك ويلات التمزق، وأثق بأنه بات يميز بين الحل الوطني العادل وبين المراهنات غير المضمونة العواقب».

back to top