أحمد الحريري: علاقاتنا مع الكويت تاريخيّة ولبنان بلدكم الثاني

نشر في 24-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-01-2015 | 00:01
No Image Caption
• «حزب الله» أداة إيرانية في لبنان ... ونرفض تصريحات نصرالله المُسيئة للبحرين
• اتصالات مُكثفة يجريها سعد الحريري لتجنيب لبنانيي الخليج آثار التصريحات
اتصالات مكثفة يجريها رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري كشف عنها الأمين العام لتيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري، هدفها تجنيب اللبنانيين آثار تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ضد البحرين. ووضَعَ الأمين العام لـ «المستقبل» كلام نصرالله ضد البحرين في إطار «الصراع الكبير في المنطقة» بين إيران ودول الخليج.

أكّد الأمين العام لتيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري أن «حزب الله» أداة إيرانية في لبنان، مبدياً رفض التيار التصريحات الأخيرة الصادرة عن الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وهاجم فيها مملكة البحرين الشقيقة.

وشدد الحريري في تصريح صحافي أمس الأول، على هامش حفل الاستقبال الذي نظمه تيار المستقبل في الكويت على شرفه في قاعة الشيخة سلوى الصباح بالسالمية، على عُمق العلاقات اللبنانية – الكويتية وتجذّرها، واصفاً إياها بالتاريخية والقائمة أساساً على علاقات أخوية بين الشعبين، قبل أن تتطور إلى علاقات دبلوماسية، «فلبنان هو البلد الثاني للكويتيين».

وعن توقعاته باتخاذ دول مجلس التعاون الخليجي أي إجراءات حيال اللبنانيين المقيمين في الخليج، لاسيما إثر تصريحات نصرالله آنفة الذكر، قال الحريري: «كلام نصرالله يأتي في إطار الصراع الكبير في المنطقة مابين إيران ودول الخليج»، كاشفاً عن «سعي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من خلال اتصالات مكثفة إلى تجنيب اللبنانيين آثار هذه التصريحات»، مذكّراً بمواقف الدولة اللبنانية تجاه بعض التصريحات السابقة عن مسؤولي حزب الله معتبرة إياها لا تمثل لبنان قطعاً.

تقارب سعودي - إيراني

وبشأن توقعاته حيال حدوث تقارب سعودي- إيراني قريباً كبداية لحل الأزمة اللبنانية وباقي الأزمات التي تشهدها المنطقة، أكد الحريري أن «أي تقارب عربي– إيراني، وأي عودة إيرانية إلى المنظومة العالمية دون أي «مشاكسة» تفيد كل المنطقة.

وأضاف:»علينا أن ننتظر مدة ستة أشهر للإعلان عن نتائج أولية للمفاوضات الأميركية الإيرانية، وعلينا خلال هذه المرحلة الحفاظ على لبنان ثابتاً ومستقراً، ولهذا دخلنا في الحوار مع حزب الله ، وهذا يعدّ تمهيداً لحوارات مستقبلية».

وبخصوص ما جرى في القنيطرة السورية أخيراً، وما إذا كان ذلك سيجرّ لبنان إلى مواجهات مع اسرائيل، أكد الحريري أن ما جرى «جزء من الصراع الإيراني الإسرائيلي»، موضحاً أن «توسع العمليات العسكرية لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في سورية جعل إسرائيل تأخذ ذلك ذريعة لضرب هذا التمدد الحاصل».

وأضاف، «هناك تساؤلات كثيرة تدور حول ما جرى في القنيطرة، من ناحية كيفية انكشاف هذا الموكب، ومن المبلّغ عنه، والخرق الذي حصل أمنياً، لكن من الناحية السياسية نظن أن إيران لا تستطيع أن تردّ على إسرائيل حالياً وهي على طاولة المفاوضات مع الدول الست»، مؤكداً أن حزب الله لن يحرك ساكناً أيضاً بدوره، «فهو أداة إيرانية في لبنان».

الانتخابات الرئاسية

وعن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قال الحريري: «نسعى إلى استكمال هذا الاستحقاق، وتمكّنا أيضاً من تشكيل حكومة تمام سلام الحالية، كان هناك حينذاك ابتعاد إقليمي لكننا استطعنا إيصال وجهات النظر وتمرير تسوية بتشكيل الحكومة»، لافتاً إلى أن «الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله أنتج حوار حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وهو حوار جدّي ويمكن أن يتوصلا إلى تسويات مسيحية، كاشفاً عن ورقة مسيحية - مسيحية يتم تحضيرها حالياً.

وبشأن الخطة الأمنية في لبنان، أوضح أن الأهمية حالياً «نوليها لمدينة طرابلس، والـ500 مذكرة توقيف الصادرة بحق أشخاص في المدينة، إذا اعتبرنا أن 300 من هؤلاء هم مظلومون، فهناك 200 شخص مشاركون في المعارك بين جبل محسن وباب التبانة، و»هؤلاء سجنوا 1.5 مليون شخص في منازلهم خلال 4 سنوات»، مؤكداً استمرار الخطة الأمنية.

كويت الخير

وفي كلمته خلال الحفل، أكد الحريري «أنهم كعائلة الحريري يعتزون بعلاقتهم بالكويت وبقيادتها الحكيمة»، لافتاً إلى أن «رئيس التيار سعد الحريري حريص كل الحرص على تعزيز العلاقات التي أسسها الشهيد رفيق الحريري».

وأضاف أنه افتتح هذا العام مشروعين إنمائيين بدعم من الكويت في منطقة عكار، وبالتعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الذي يولي لبنان عناية خاصة، مشدداً على أن «لبنان بقلب الكويت والكويت بقلب لبنان»، مضيفاً أن الصندوق نموذج يحتذى به للصناديق العربية الناجحة في تحقيق التنمية في الأماكن التي هي بحاجة لذلك.

وذكر أن زيارته إلى الكويت باتت محطة سنوية، وهو حريص على أن يجريها بمقدار حرصه على العلاقة بالجالية اللبنانية، مخاطباً أبناء الجالية اللبنانية في الكويت قائلاً: «كأبناء للوطن لبنان ... نرفع رأسنا بكم ونفخر بنجاحاتكم في الكويت وسائر دول الخليج»، واصفاً البلاد بأنها «كويت الخير» مثل كل دول الخليج،...خليج الخير للبنان ولأبنائه»، مؤكداً أنه «من دون احتضان الخليجيين للبنانيين المغتربين ودعمهم للبنان سياسياً واقتصادياً لما بقي لبنان».

مواقف غير مسؤولة

وذكر الحريري أن تيار المستقبل، «ضد المواقف غير المسؤولة التي تصدر من قبل قيادات لبنان ضد دول الخليج العربي» رافضاً «تلك المواقف التي تنكر جميل الدول الخليجية، والتي تهدد لقمة عيش اللبنانيين فيها ومستقبلهم».

وقال: «عندما تكون الكويت ودول الخليج العربي بخير يكون لبنان بخير»، مثمناً الجهود التي بذلت وتوجتها قمة الرياض الأخيرة بلمّ الشمل وتوحيد الصف الخليجي بمواجهة جميع التحديات خلال هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخنا، لاسيما في ظل المؤامرات الخبيئة التي تُحاك ضد أمن واستقرار دول الخليج العربي، سواء في البحرين أو اليمن أو في الجزر الإماراتية.

وشدد الحريري على أن «تيار المستقبل، كتيار اعتدال في هذا العالم العربي والإسلامي، يعتبر نفسه في صلب المواجهة مع الإرهاب، وأيضاً منذ زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان التيار ومازال ضمانة للإسلام المعتدل في العالم».

وقال الحريري: «نقوم بمسؤولية كبيرة بمواكبة جميع الجهود العربية الدولية لمحاربة الإرهاب»، وفي مقدمتها النداء التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وجهود الكويت ودول الخليج عموماً.

محاربة الإرهاب

وشدد على أن «التيار موقفه ثابت وهو محاربة الإرهاب دون انتقائية، وأنه لايمكن القضاء على إرهاب داعش في سورية والعراق، من دون القضاء على أسباب وجوده وفي مقدمتها نظام الأسد، كما أنه لايمكن القضاء على أي إرهاب من دون القضاء على إرهاب العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة».

وبشأن الحوار بين تيار المستقبل و«حزب الله» أشار الحريري إلى أنه «حتى الآن عُقدت ثلاث جلسات للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله تحت عنوان تخفيف الاحتقان ودعم الوضع الأمني» لافتاً إلى أن «اللبنانيين تعبوا من التعطيل والفراغ، ويريدون عودة الاستقرار والنمو الاقتصادي».

وقال: «كتيار مستقبل نتعاطى مع الحوار بإيجابية ونقيّمه جلسة جلسة، هذا الحوار كان مقدمة لحوار التيار الوطني الحر والقوات، بحيث يمكن أن تكون هذه الحوارات مقدمة لتسوية وطنية لانتخاب رئيس جدّي للجمهورية» .

وتابع: «أما بخصوص الموضوعات الخلافية مع حزب الله فربط النزاع سيبقى قائماً بشأن موضوعات عدة أولها السلاح، وسرايا المقاومة وقتال الحزب في سورية والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

السلاح ... والشرعية

وشدّد على أنه «لا يمكن تغطية أي استخدام للسلاح، وسيبقى موقفنا ثابتاً بالمطالبة بحصر السلاح بيد الشرعية والبحث عن استراتيجية دفاعية».

وعن المحكمة الدولية، قال: «تسير ونشاهد جلساتها ونرى قدر التضحية للرئيس الشهيد، ولن نتوقف لحظة عن الدعوة إلى تسليم المتهمين بالاغتيال لأن البريء يجب أن يساعد العدالة، لا أن يقف بوجهها، وبالتالي نريد العدالة ولا نريد الثأر ولا الانتقام.

وبشأن انتخاب مفت جديد للجمهورية، أكد أنه «كان أكثر من ضرورة إبان هذه المرحلة نتيجة ما حدث في دار الفتوى خلال السنوات الماضية»، مبيناً أن انتخاب عبداللطيف دريان مفتياً للجمهورية

أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح، وتحديداً على صعيد العودة الميمونة لدار الفتوى بخدمة السلم الأهلي والوطني.

السلم الأهلي

من جهته، قال منسق تيار المستقبل في الكويت مازن طبارة :»إن اهمية الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله جاءت من أجل الحفاظ على الوطن والسلم الأهلي»، مشيراً إلى أن تيار المستقبل يحرص عليه «لأجل أمن لبنان وانتظام الحياة السياسية فيه وأن ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين بمكوناتهم السياسية كافة».

وأشار طبارة إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية من أولويات تيار المستقبل، فالرئيس هو رأس الدولة مؤتمن على الدستور، ومن دونه لايستقيم عمل الموسسات.

وذكر أن «الاعتدال في الدين والسياسة شبكة الأمان التي نسج تيار المستقبل خيوطها منذ إنشائه وحمل لواءها رغم جميع التحديات انطلاقاً من مبدأ أن التطرف لا يمكنه أن يعيش طويلاً».

وأضاف: «لقد غرس الرئيس الشهيد رفيق الحريري نهج الاعتدال عندما كان أول من أدان هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وها هو سعد الحريري حمل الأمانة ويتصدى بجميع إمكانياته لكل المحاولات لجرّ قاعدته الشعبية نحو التطرف ولايوفر مناسبة إلا ويكرّر موقف التيار في رفض الإرهاب والسعي إلى الحفاظ على السلم الأهلي وتحقيق النمو الاقتصادي».

ولفت إلى أن «محاربة التطرف تأتي أيضاً من خلال دعم الجيش اللبناني لأنه الجهة المخولة التصدي للإرهاب والفتن، وما كان اهتمام الرئيس سعد منصباً على صرف الهبة السعودية المخصصة للجيش إلا نتيجة لإصراره على أن أمن وأمان المواطن اللبناني موجود بوجود المؤسسة العسكرية».

back to top