غداة خسارته اثنين من أبرز قادته في سورية، تلقى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضربة هزت كيانه من الداخل، مع قيام مجموعتين مجهولتين بشن سلسلة هجمات متزامنة استهدفت مقار وتجمعات لعناصره في دير الزور.

Ad

بعد يوم واحد من إعلان نظام الرئيس السوري بشار الأسد تصفية اثنين من أبرز قادة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، أحدهما «والي البادية» في عملية نوعية بمحافظة حماة، نفذت مجموعتان مجهولتان هجمات متزامنة على مقر وتجمع لعناصر في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن مسلحين يستقلون دراجات نارية استهدفوا دورية لعناصر «داعش» في شارع الجيش بالميادين، ما أسفر عن مصرع 12 على الأقل، مشيرا إلى أن المجموعة ذاتها هاجمت مقر المحكمة التنفيذية الواقع في نهاية شارع الجيش أيضا، واشتبكت مع حراسها، ما أدى إلى خسائر بشرية في الطرفين.

وأكد المرصد أن المجموعة الثانية نفذت بالتزامن مع العملية الأولى هجوماً على حاجز للتنظيم المتطرف قرب فرع الأمن السياسي في الميادين، وأسفر الهجوم عن مصرع وجرح عدد من مقاتلي «داعش».

 ووثق المرصد وقوع 4 هجمات مماثلة استهدفت في 23 فبراير الماضي مقر «الحسبة» في المدينة ذاتها، وسط تعتيم من «داعش» على حجم الخسائر البشرية في صفوف عناصره، وقبلها بيوم واحد استهداف دورية للتنظيم أعقبها تكثيف الحواجز وتفتيش للمواطنين والمارة في المدينة، ودورية أخرى في 9 فبراير في شارع الاوتستراد بين دوار البلعوم ودوار النادي بالميادين، وفي الخامس من الشهر ذاته، هوجم مقر له في المنطقة الصناعية بمدينة البوكمال.

معركة تدمر

وفي حمص، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش واصلت تقدمها في الريف الشرقي للمحافظة، حيث أحكمت سيطرتها الكاملة على حقل جزل النفطي، بريف تدمر، وقضت على آخر تجمعات لإرهابيي تنظيم فيه ودمرت أسلحتهم وعتادهم، وصادرت كميات من الأسلحة والذخائر كانت بحوزتهم».

ولفتت «سانا» إلى أن السيطرة على الحقل النفطي جاءت بعد معارك دامية، تمكنت فيها «وحدات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية من إيقاع العشرات من إرهابيي داعش بعضهم من جنسيات أجنبية، بينهم أبوصهيب البلجيكي، و»أبوالعز اليماني».

«والي البادية»

وفي حماة، نقلت الوكالة الحكومية عن مصدر عسكري آخر في ريف المدينة، تأكيده مقتل «الإرهابي ديب حديجان العتيبي»، الملقب بـ»أبي عمار الجزراوي»، والذي نصّبه تنظيم «داعش» واليا في المنطقة الوسطى، ووصف بأنه «أبرز المسؤولين العسكريين في التنظيم».

وذكرت أن مقتل «والي داعش في المنطقة الوسطى» جاء في «عملية نوعية نفذها سلاح الجو دمر بنتيجتها رتلا يضم عشرات العربات القتالية في منطقة حمادي عمر»، إضافة إلى مقتل «العشرات من التنظيمات الإرهابية التكفيرية».

وأكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 26 عنصراً من «داعش» من بينهم القياديان في «ولاية البادية» في غارات نفذتها طائرات النظام الحربية أمس وأول أمس، استهدفت آليات كانت تقل عناصر من التنظيم في ناحية عقيربات بالريف الشرقي لحماة.

ووفق المرصد فإن مناطق قرى ناحية عقيربات ومناطق أخرى بريف حماة الشرقي، الواقعة تحت سيطرة «داعش»، شهدت حركة نزوح واسعة للأهالي جراء الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي المستمر بعنف لقوات النظام.

الحسكة ودمشق

وفي الحسكة، حيث تجري معارك على ثلاثة محاور، قال المرصد السوري إن الاشتباكات المستمرة منذ يومين بين وحدات حماية الشعب الكردي و«داعش» في محيط بلدة تل تمر، أسفرت عن مقتل 40 من الجانبين، مؤكداً أن قوات النظام تمكنت من التقدم في الريف الجنوبي للقامشلي والسيطرة على خمس قرى في المنطقة عقب اشتباكات عنيفة ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وفي دمشق، أشار المرصد، في بيان آخر، إلى سقوط ثلاث قذائف صاروخية أمس على ساحة الأمويين القريبة من قيادة أركان الجيش ومبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، كما سقطت عدة قذائف على مناطق في حي المزة 86.

علاقات ومؤشرات

وكانت «بوكو حرام» أعلنت دعمها للتنظيم في تسجيلات سابقة، لكنها لم تعلن ولاءها لها رسميا من قبل. ومع ذلك وفي الأشهر الأخيرة ظهرت مؤشرات على تشابه في وسائل الدعاية التي يتبعها التنظيمان، ما دفع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان للتأكيد في فبراير الماضي على وجود عناصر تدل على صلات بين الطرفين. وجاء هذا الاعلان غداة ثلاثة انفجارات هزت مدينة مايدوغوري، مهد «بوكو حرام» في شمال شرق نيجيريا أمس الأول، أوقعت 58 قتيلا على الأقل و139 جريحا، وكذلك قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي تهدد الجماعة بتقويضها.

(دمشق، كانو- أ ف ب، رويترز، د ب أ)