مغامرة أم أمر واقع؟ أجزاء جديدة للمسلسلات مع أبطال جدد...
يخوض صناع الدراما المصرية في 2015 مغامرة جديدة غير محسوبة، من خلال إنتاج أجزاء جديدة لمسلسلات قديمة بعيداً عن أبطالها الأساسيين، على غرار أحمد الفيشاوي في {تامر وشوقية}، ودنيا سمير غانم في {الكبير قوي}، وغادة عادل في {سرايا عابدين} بالإضافة إلى تقديم جزء جديد من {حدائق الشيطان} واستحداث شخصيات فيها.
تعاقد إدوارد على بطولة سيت كوم {تامر وشوقية} بعد اعتذار أحمد الفيشاوي، بطل الأجزاء الأولى، الغريب أن إدوارد لن يكون بديلا للفيشاوي بشكل مباشر، بل يجسد شخصية أحد أبناء عائلته، وسيظهر في دور مدير الأعمال الذي يتولى شؤون مكتب المحاماة والمنزل، بعد طلاق شوقية وتامر وسفر الأخير إلى الخليج، لذلك تغيّر اسم المسلسل إلى {لما تامر ساب شوقية} مع استمرار كل من مي كساب، نضال الشافعي، لطفي لبيب، إنجي وجدان، إنعام سالوسة، ورجاء الجداوي.أدى اعتذار دنيا سمير غانم عن المشاركة في الجزء الجديد من {الكبير قوي} إلى إجراء تغيير في الأحداث، وتم الاتفاق على الحيلة التي ستختفي بسببها دنيا في المسلسل، مع الاعتماد على ظهور نجم كضيف شرف في كل حلقة، للتعويض عن غياب البطلة التي بدأت العمل في المسلسل مع أحمد مكي منذ حلقاته الأولى.
يعزو البعض اعتذار دنيا سمير غانم إلى زيادة أجر أحمد مكي بمفرده من دون باقي الأبطال، والبعض الآخر لانشغالها بتصوير أعمالها الأخرى، وفريق ثالث لعدم رضاها فنياً عن الجزء الأخير من المسلسل.بعد اعتذار غادة عادل عن استكمال دورها في الجزء الثاني من {سرايا عابدين} عمد صناع المسلسل إلى استبدالها بريم مصطفى. كانت انتقادات حادة وجهت إلى المسلسل، متهمة إياه بالتشويه المتعمد لتاريخ العائلة العلوية الملكية في مصر، وإظهار الخديو إسماعيل، خلال الأحداث، في صورة رجل لا يهتم سوى بالنساء، بالإضافة إلى اللوم الذي وجه لغادة بسبب المشاهد الجريئة التي قدمتها مع {الخديو}.اختلافيستعد فريق عمل {حدائق الشيطان} لتقديم جزء ثان سيكون مختلفاً عن الأول، بدءا من المؤلف والمخرج، إذ يكتب الجزء الثاني المؤلف ناصر عبدالرحمن بدلاً من الراحل محمد صفاء عامر، ويخرجه حسني صالح بدلاً من الراحل إسماعيل عبدالحافظ مع بقاء أغلب أبطال العمل، على غرار: جمال سليمان، سمية الخشاب، أحمد سلامة، أميرة العايدي بالإضافة إلى تغيير اسمه إلى {عودة مندور} مع إدخال أبطال جدد لم يتم الإفصاح عن أسمائهم لغاية الآن، بعدما طلب المخرج ذلك من المنتج أحمد الجابري، لكن ما تم إعلانه لغاية الآن اشتراك يسرا اللوزي وسارة سلامة والفنان القدير عبدالعزيز مخيون. المخرج حسني صالح الذي كان أحد الممثلين في الجزء الأول من {حدائق الشيطان} يوضح: {بالفعل بدأنا التجهيز للجزء الثاني ونحن في مرحلة اختيار نجوم جدد سينضمون إلى العمل، بالإضافة إلى الأبطال الأساسيين، على غرار: رياض الخولي، جمال سليمان، سمية الخشاب وأحمد سلامة، مشيراً إلى أنه يتم حالياً تحديد الأماكن التي سيتم فيها تصوير الأحداث}.يضيف أن نجاح الجزء الأول كان سبباً رئيساً في تقديم جزء ثان، لافتاً إلى أنه سيتم إدخال أحداث جديدة وإضافة خيوط درامية لإثراء المسلسل، وسيُهدى الجزء الثاني للراحلين إسماعيل عبدالحافظ ومحمد صفاء عامر، نظراً إلى ما قدماه للدراما العربية، وكونهما صاحبي فضل في الظهور الجيد للجزء الأول من {حدائق الشيطان} منذ حوالى عشر سنوات.مخاطرة ونجاحترى الناقدة خيرية البشلاوي أن المسلسلات ذات الأجزاء العديدة تلقى نجاحاً، في أغلب الأحيان، لا سيما في الأعمال التي تتطلب الضرورة الدرامية ذلك، وفي المسلسلات التي ترصد التاريخ أو تعالج قضية ما، على غرار {ليالي الحلمية} أو {رأفت الهجان}، موضحة أن الفترة الزمنية الطويلة التي تتناولها الأعمال الدرامية هي التي تحتم على صناع المسلسل تقديمه في أجزاء عدة.تضيف: {في ما يخص تقديم جزء جديد لمسلسل قدّم منذ فترة طويلة، فالمخاطرة تكون أكبر في هذه الحالة لأسباب، أولها أن صناع المسلسل لم يضعوا في حسابهم أن تكون أجزاؤه عديدة، ما يؤثر سلباً على السياق الدرامي، بالإضافة إلى رحيل بعض الفنانين وكبر سن البعض الآخر وتغير ملامحهم، ما يجعل الجمهور لا يتقبل العمل بسهولة}.أما الناقد محمد صلاح الدين فيشير إلى أن بعض الشخصيات التي تتم إضافتها إلى الأجزاء الجديدة تكون غير مناسبة وغير ملائمة للدور ولا يتقبلها الجمهور، بسهولة، لاعتياده على مشاهدة نجم معين في هذا العمل، خصوصاً المسلسلات التي عرضت منذ فترة طويلة وينفذ جزء ثان لها، مشيراً إلى أن استقدام نجوم جدد يجب أن يكون محسوباً بشكل جيد ولا يأتي من قبيل حل الأزمات فحسب.يضيف:{ليس بالضرورة أن ينجح الجزء الثاني في بعض الأعمال مثلما نجح الجزء الأول، ولا سبب يدعو صناع الأعمال الدرامية إلى تقديم أجزاء جديدة من مسلسلاتهم بعدما انفرط عقدها، لاعتذار البعض عن المشاركة، خصوصاً أن دراما الأجزاء تتطلب مراعاة ذلك عند كتابة الجزء الأول، وتكوين شخصيات أساسية للعمل، ليكون ثمة تصاعد للأجيال والأحداث بوتيرة محددة، ما يفرض على الكاتب التطويل لتقديم الأحداث بتفاصيلها وإيصال المراد منها}.