غداة سيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثية على صنعاء، لقي اتفاق السلام، الذي تم توقيعه بين الفرقاء السياسيين والحكومة مساء أمس الأول برعاية أممية، ترحيباً حذراً مشوباً بالقلق من قبل الدول الراعية للمبادرة الخليجية.
ورحب سفراء مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة (دول مجلس التعاون والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن) بتوقيع "اتفاق السلم والشراكة"، إلا أنهم دانوا "استخدام كل أنواع العنف والتهديدات لاستهداف الخصوم السياسيين، أو تحقيق أهداف سياسية"، مؤكدين دعمهم لدور الأجهزة الأمنية لحماية مؤسسات الدولة.وطالب السفراء بـ"الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في صنعاء والجوف ومأرب ومناطق الصراع الأخرى، لحماية حياة المدنيين الأبرياء".بدوره، رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعه الذي عقد في نيويورك بالاتفاق، وأكد "دعمه للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وجهوده في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء".من ناحيتها، أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها حيال التطورات الأخيرة وأحداث العنف في اليمن، لكنها رحبت في الوقت نفسه بالاتفاق.وجاء هذا الترحيب القلق بينما أفادت تقارير يمنية بأن الحوثيين رفضوا التوقيع على الشق الأمني من الاتفاق، والذي يتضمن جدولاً زمنياً لانسحاب مسلحي الجماعة من صنعاء، ولتسوية الأوضاع في الجوف ومأرب، تمهيداً لوقف المعارك المتواصلة هناك.ميدانياً، سجلت العاصمة صنعاء أمس انتشاراً كثيفاً للمسلحين الحوثيين الذين استحدثوا نقاط تفتيش في معظم الشوارع رافعين أعلامهم عليها.وأشارت تقارير من صنعاء إلى أن الحوثيين داهموا منازل آل الأحمر ومنازل لناشطين مناهضين لهم بينهم منزل الحائزة جائزة نوبل توكل كرمان المقربة من "الإخوان".وأظهرت صور نشرت أمس أن الحوثيين سحبوا عدداً من الدبابات والآليات العسكرية من المعسكرات التي استولوا عليها من العاصمة باتجاه معاقلهم.إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة اليمنية انتشال 53 جثة من صنعاء أمس، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 200 في المعارك التي اندلعت قبل أسبوع بين المتمردين الشيعة من جهة، وفرق من الجيش ومقاتلين من حزب "الإصلاح" من جهة أخرى. (صنعاء، الرياض، كونا، رويترز، أ ف ب)
آخر الأخبار
ترحيب دولي وخليجي حذر بـ «اتفاق اليمن»
23-09-2014