المواهب الجديدة ضرورة للحياة
يرى علي الحجار أن عبء اختيار عمل فني غنائي جديد ليس بالسهل، خصوصاً لو كان للفنان تاريخ طويل ومكانة بين الجمهور، ذلك أن مهمة اختيار العمل تستغرق وقتا طويلا حتى يخرج بصورة تحقق له نجاحاً يضاف إلى رصيده وليس مجرد رقم لألبوم من ضمن قائمة ألبومات أو أعمال فنية قدمها، لذا يغيب فترات طويلة عن الجمهور استعداداً لطرح عمل غنائي يليق بمكانته.لا يجد الحجار غضاضة من الاستماع إلى كلمات وألحان شعراء وملحنين شباب موهوبين، لافتاً إلى أن من بينها أعمال تستحق أن تجعل من مؤلفيها أو ملحنيها نجوماً في الصفوف الأولى، وليس مجرد ملحنين أو مؤلفين في الساحة الفنية فحسب، لذا يعمد أن يكون بعض أغانيه من تأليف شعراء كبار على غرار عبدالرحمن الأبنودي، أو الدكتور نبيل خلف الذي كتب كلمات أغنيات ألبوم كامل له، فضلا عن ملحنين شباب يتيح لهم الحجار فرصة للظهور، بالاستماع إلى أعمال لهم، سواء غناها مطرب آخر أو لم تظهر إلى النور، للحكم على موهبتهم.
معادلة ناجحةيرى خالد سليم أن التجديد والتمرد على الصورة السائدة للمطرب، شغله الدائم في اختيار الكلمات والألحان، فضلاً عن مراعاة التطور في المجتمع من ناحية حاجة الناس إلى أغنية قصيرة في المدة وعميقة في المعنى ويسهل تردادها، من خلال لحن مميز وراق، معتبراً أن تلك المعادلة تكفل النجاح للأغنية من دون غيرها، فمن يستطيع معرفة أذواق الناس وتقديم أغنية تصل إليهم في كل مكان، سواء عبر الإذاعة أو الكليب أو مواقع المشاهدة والاستماع، سيتمكن من إيصال رسائله بشكل كامل.يؤكد أن «من لا يتعامل مع المواهب الجديدة سيكتب له الموت»، مشيراً إلى أن الحياة لن تقف عند حدود فنان بعينه، أياً كان ما يقدمه، وإلا فكيف يمكنه الانطلاق في بداياته الفنية، موضحاً أن الفنان الواعي والذكي يبحث عن موهبة جديدة لدعم موقعه وتأثيره في الساحة، وألا يكتفي بانتظار أحدهم الذي يحاول الوصول إليه.بدورها توضح جنات أن ثمة أنواعاً من الكلمات تتعدد مستوياتها من ناحية الجودة باختلاف المؤلف، وبالتالي يرتبط التراجع في مستوى كلمات الأغاني، بالدرجة الأولى، بمدى حرص المطربين على التدقيق في اختيار أكثر الشعراء تميزاً، مشيرة إلى أنها تحرص على إصدار ألبوم غنائي في أفضل صورة ممكنة، من ناحية الكلمات والألحان والتوزيع، رغم ما يتطلب ذلك من صبر وانتظار. تشدد على ضرورة عدم الاستسلام للإحباط وتكرار جمل ذات مستوى هابط، لأن أهل الوسط الغنائي يصنعون الفارق ويغيرون الواقع الذي يرونه غير جيد، بإبراز نماذج شابة وموهوبة من المؤلفين والملحنين.الحكم للجمهورأثناء تحضيره لأي عمل غنائي، يعتمد حمادة هلال على الحالة التي يحب أن يظهر عليها، وتتوقف في بعض الأحيان على المزاج العام السائد في البلد، في فترة معينة، كظهور طاغٍ للأغنية الوطنية في السنوات الأربع الأخيرة، فتبرز معه مواهب من جيل الشباب المتحمس الذي يحاول التعبير عن أفكاره بالغناء، فتكون الأغنية نبضاً للشباب في الشارع وتلاقي استحسانهم.يضيف أن اختياره للأغاني العاطفية لا يعبّر، بالضرورة، عن حالته، لكنه يوافق على أغنية رومنسية من دون الأخرى بعد الاستماع إلى كلماتها ومدى ترابط أفكارها مع بعضها البعض، بغض النظر عن كون مؤلفها شاعراً كبيراً أم شاباً يحاول إظهار موهبته الفنية.يتابع أن اللحن المتميز يفرض نفسه على المطرب بمجرد الاستماع إليه، ويدرك إذا كان ثمة إحساس لدى الملحن، لكن الأهم أن يذهب اللحن إلى نقاط موسيقية قريبة من القلب أو تألفها الأذن من دون استخدام جمل لحنية من أعمال أو مقاطع موسيقية أخرى، هنا يجد المطرب نفسه أمام عنصر تجديد يضيف إلى الأغنية، ويحقق نجاحا لها.من جهتها تشير زيزي عادل إلى أن رغبتها في تقديم عمل جديد محترم كلفها إنتاج ألبومها “أنا أنثى” على نفقتها الخاصة، رغم انشغالها بتفاصيل كثيرة، لكنها تعتبر ذلك ضريبة يجب أن تدفعها لتقديم عمل متميز.حول اتجاهها للمشاركة في وضع كلمات أغاني ألبومها الجديد وألحانها تؤكد أنها لم تقدم على تلك التجربة خوفاً من أن تجامل نفسها، لكنها استشارت من تثق فيهم بشأن تقييم تلك الأعمال، لافتة إلى أن الحكم أولاً وأخيراً للجمهور.