كشفت مصادر قبطية، أن أعداداً كبيرة من الأقباط الذين كانوا يقيمون في محافظة شمال سيناء هجروا مقار إقامتهم، في المنطقة التي تحولت منذ 30 يونيو 2013 إلى مسرح عمليات لجماعات جهادية مسلحة، يواجهها الجيش المصري براً وجواً، منذ صعود الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم مطلع يونيو 2014.

Ad

ويُعاني الأقباط الذين يمثلون نحو 10% من السكان مشكلات كبيرة في مصر، منذ أطاحت ثورة يناير2011 بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وبعد دعم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

وشددت المصادر، على أن أغلبية أقباط سيناء هاجروا إلى محافظات أخرى خوفاً من الإسلاميين، خصوصاً تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، الذي سبق أن وجه تهديدات صريحة إلى الأقباط باستهدافهم، في حال لم يتركوا منازلهم، حيث تمّت معاقبة قبطي يبيع سكاكين بقتله أمام محله، مثلما تمّ حرق منزل آخر يدعى عبد الشهيد.

منسق "ائتلاف أقباط مصر" في العريش أبانوب جرجس قال، إن "هناك حالة من الفزع بين سكان العريش بعد استهداف أقباط بالقتل والحرق والذبح من قبل مسلحين"، مشيراً إلى أن "27 أسرة قبطية هاجرت أخيراً بعدما علمت بأن الجماعات ترصد كل المسيحيين في شمال سيناء"، وأضاف أبانوب: كانت تعيش في العريش نحو 2000 أسرة قبطية وبعد أربعة أعوام لم تبق

هناك سوى 200 أسرة فقط، أي هاجر ما يقرب من 90 في المئة من الأقباط".

وبينما قال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل إن "كنائس العريش مغلقة بقرار من البابا تواضروس الثاني منذ مقتل القس مينا عبود يوليو 2013، وهناك تهديدات لا ينكرها أحد للأقباط في سيناء"، شدد النائب البرلماني السابق جمال أسعد، على أن "الدولة جيشاً وشرطة تواجه الإرهاب في أكثر من ميدان"، معتبرا أنه "لا توجد مشكلة في أن يرحل الأقباط من منطقة إلى أخرى، خوفاً عليهم".

يُذكر أن الأعوام الأربعة السابقة، شهدت حالات خطف وطلب فدية، لعدد من الأقباط في بعض محافظات الصعيد والوجه البحري وسيناء، بينما شهدت حرق 80 كنيسة ودار عبادة مسيحية أغلبها في محافظات الصعيد.