ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن من الصعب استنساخ {فاتن حمامة} أخرى، ولكن يمكن إحداث {مقاربة} بينها وبين أحد الوجوه المعاصرة، معتبرة منى ذكي الأجدر بأن تكون إحدى أكثر الفنانات المنتميات إلى مدرسة فاتن حمامة، على مستوى الأداء التمثيلي وسمات الشخصية التي تقف أمام الكاميرا، فتكاد تشعر بأنها الأقرب إلى شخصية الراحلة، وتلمس أرضية مشتركة بينهما.

Ad

تضيف أن اختيارها لاسم واحد يخلف هذه الفنانة العملاقة، يعكس {أزمة واضحة} يعانيها الوسط الفني، لأسباب على رأسها المناخ السياسي والاجتماعي، موضحة أن الزمن الذي ظهرت فيه حمامة كان أفضل من وقتنا الحالي على الأصعدة كافة، وأفرز وجوهاً وقامات لن تنسى على مر التاريخ، بينما نجد راهناً أسماء ليست على المستوى ذاته.

تتابع: {يتوجب علينا التركيز على علاج المشكلات، وفي حال تغلبنا عليها سنعود إلى العصر الذهبي وتبرز أسماء لامعة في مجال الفن، أولها الاهتمام بالتعليم وإصلاحه كأساس لنهضة الفنون، محاربة الظواهر السلبية في المجال الفني، منع احتكار المنتجين للمواهب الشابة، التصدي لانتشار الأعمال التجارية، علاوة على {إعلاء منظومة قيم} تقضي على الإسفاف والابتذال في الأعمال، وبالتالي نرقى بذائقة الجمهور الذي سيعلي بدوره من شأن فنانين عظام.

فاتن حمامة جديدة

يوضح الكاتب والناقد الفني كمال رمزي أنه {لو فتشنا جيداً  لعثرنا على {فاتن حمامة} جديدة في وجوه معاصرة، لأنها الهمت كثيرات من اللواتي تأثرن بها، على مستوى: طريقة التمثيل ونبرة الصوت والنظرة إلى الكاميرا}، مرشحاً نيللي كريم من الجيل الحالي لخلافة فاتن على عرشها السينمائي، بالإضافة إلى إلهام شاهين وملامحها العذبة -على حد وصفه- مردداً قول فاتن حمامة إن شاهين تشبهها.

يضيف أن الأمثلة التي استعان بها لا تعبر عن {تماثل} بينها وبين فاتن حمامة، فلكل واحدة شخصيتها وطريقتها، لكن تجمعهن سمات موحدة، مفسرا َعدم وجود {توأم} لفاتن حمامة لا يقتصر على الممثلة فحسب، لكن لما قدمت الأخيرة من قضايا وشخصيات تختلف عن السينما الحالية وقضاياها.

يضيف: {لا توجد ممثلة موهوبة لم تتأثر بسيدة الشاشة أو علق بذهنها شيء منها، رغم ذلك أداء فاتن حمامة نفسه قد تطور، منذ أدوارها في فيلمي {أشتكي لمين، وأنا بنت ناس} وصولا إلى {ضمير أبلة حكمت}، وبالتالي قد نجد ممثلات يقدمن أعمالا لا تصنف ضمن العلامات، لكنهن قد يثبتن جدارتهن بمزيد من التطور}.

إكمال المسيرة

تلفت الناقدة الفنية ماجدة موريس إلى صعوبة تحديد اسم بعينه من أبناء الجيل الحالي ليكمل مسيرة فاتن حمامة: {عندما قرر السينمائيون اختيار أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية عام 1996، كان لفاتن 18 فيلماً ما يصعب إيجاد بديلة}.

تضيف: {التلقائية صبغت أداء {سيدة الشاشة} بالتميز، وعلينا وضع معايير واضحة نسقطها على الواقع الحالي لنرشح أقرب الوجوه الحالية ونضعها في خانة فاتن حمامة في المستقبل: الموهبة، الدراسة العلمية كما فعلت فاتن في معهد المسرح، التواصل مع الأجيال كافة، التعاون مع مخرجين عمالقة، تناول قضايا تركز على مشكلات حقيقية مثلما فعلت فاتن مع المخرج أسامة أنور عكاشة وإنعام محمد علي، في أعمال ركزت على التعليم في مصر وغيرها}...

تابعت: {عندما يهتم أبناء الجيل الحالي بمثل هذا المسار القيم، والنسق الفني المتكامل نستطيع القول إن ثمة من يتسلم الراية من فنانة بحجم فاتن حمامة}.

شبه بالأداء

كشفت ريهام عبد الغفور أن  فاتن حمامة قالت لها ذات مرة إنها تشبهها في الأداء السينمائي، معبرة عن حزنها على رحيلها ومؤكدة أن {فاتن حمامة تسكن وجدان أبناء الجيل الحالي، حتى إن لم يكن ذلك ظاهراً للجميع، لكننا نستحضر شخصيتها في كثير من الأعمال التي نقدمها}.

تضيف: {بمجرد أن قالت لي القديرة فاتن حمامة بوجود نوع من الشبه بيننا حتى شجعني ذلك على عدم المشاركة في أي أعمال بشكل غير محسوب، حتى لا أهدر الإمكانات التي أتمتع بها، وكان ذلك دفعاً قوياً من فنانة تعلمت منها أجيال كاملة، وستظل مصدر إلهام للأجيال المقبلة}.