حب الوطن عطاء
معيار الوطنية لا يعنى إطلاقاً الحجر على الآراء، ولا يمكن اختزاله في قرار، لكنه يكمن في القدرة على العطاء والإخلاص في العمل واحترام الرأي والرأي الآخر، وهو ما نفقده هذه الأيام نتيجة تداعيات الربيع العربي، فمنذ انطلاقه والأمة تعيش حالة من التعصب.
على رسلك لا تضع سهمك في كبد القوس قبل أن تسمح لعقلك أن يبصر أفق الوطنية، فهي لا تقاس وفق منظورك الضيق، فحب الوطن ليس صكاً توزعه حسب رغبتك فتخلعه وتضعه على من تشاء.هناك لغة نتنة يستخدمها البعض، تنطلق من منظور طائفي في تفسير الوطنية، جعل من اختلاف الرأي الفيصل في الانتماء، مع علم من يتبنى هذا الطرح وهذا المنطق بخطورته على المجتمع، وأنه يسير بخلاف المصلحة الوطنية والطبيعة البشرية.نتائج هذا الفكر المتطرف كارثية على الشعوب، فالدمار الذي أصاب بلاد الربيع العربي فاق كل التصورات، ومع ذلك مازال هناك من يصرّ على المضي قدماً في هذا المشروع تحت مبرر تنظيف الجبهة الداخلية من الفرقاء مهما اقتضى الأمر من تضحيات.معيار الوطنية لا يعنى إطلاقاً الحجر على الآراء، ولا يمكن اختزاله في قرار، لكنه يكمن في القدرة على العطاء والإخلاص في العمل واحترام الرأي والرأي الآخر، وهو ما نفقده هذه الأيام نتيجة تداعيات الربيع العربي، فمنذ انطلاقه والأمة تعيش حالة من التعصب، بيد أن مفاهيم الإصلاح تغيرت من حالة طبيعية تنشدها المجتمعات إلى قتل وتشريد بعد أن لبست ثوب الطائفية كوسيلة للتغيير.الخطر والحذر من إقحام الكويت وإدخالها ضمن هذه الدائرة يحتاجان إلى وقفة وقراءة تحليلية للواقع بعيداً عن الحسابات العاطفية، فالمتابع البسيط يعي أن هناك تحركاً محسوباً ومفاهيم دخيلة أقحم بها المجتمع الكويتي على شكل اتجاهات مبنية بأسس عرقية ومذهبية تهدف إلى تحقيق غايات، بعضها يتعدى المكاسب الشخصية. الهدف من هكذا طرح مكشوف إدخال الكويت ضمن دائرة الفوضى لا قدر الله، ومن هنا يجب على الحكومة والمجلس أن يقفا ضد هذه النوعية من الأفاعي بتطبيق القانون بحزم وبمسافة ومسطرة واحدة دون محاباة أو خوف، فأمان الكويت أهم من شخوصهم وشخوص من وراءهم.لقد حذّر سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، في أكثر من مناسبة عن أهمية استثمار مساحة الحرية وتوجيهها لمسارها الذي يبني المجتمع، ويؤصل ركائزه بالبعد عن لغة التطرّف والإقصاء.حقيقة:- تراجع معظم مؤسسات المجتمع المدني عن أداء دورها الريادي لم يكن بالأمر المستغرب بعد أن سيطرت التيارات السياسية على معظم مجالس إداراتها.حل:تعميم تجربة الصوت الواحد على جمعيات النفع العام وعلى كل التنظيمات النقابية.ودمتم سالمين.