شهدت جرود الطفيل في منطقة القلمون الحدودية بين لبنان وسورية، فجر أمس، مواجهات وكمائن بين «جبهة النصرة» وحلفائها من الفصائل السورية المقاتلة من جهة، وحزب الله وميليشيات مؤيدة للنظام السوري من الجهة الأخرى.

Ad

وتحدثت مصادر «حزب الله» عن تحركات لـ «جبهة النصرة» من مواقعها في الطفيل، بهدف إعادة التموضع ما لبثت أن انتهت بعد استهداف «حزب الله» مجموعة كاملة منهم في كمين متقدم، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى من القياديين لـ»النصرة».

أما «الجبهة»، فقد أكدت قتل قائدين من الحزب أمس، غداة مقتل القيادي في الحزب علي عليان المسؤول عن معركة القلمون بعد ساعات من تعيينه.

نصرالله

في موازاة ذلك، تتجه الساحة السياسية الداخلية الى مزيد من التصعيد والتوتر. وأتى كلام الأمين العام لـ «حزب الله» مساء أمس الأول ليصب الزيت على النار، إذ كرر انتقاداته للمملكة العربية السعودية، وأكد مضيه في الحرب في القلمون، بالرغم من الانتقادات التي وجهت اليه.

وإذ أكد أن معركة القلمون «واقعة حتماً»، من دون أن يحدد أهدافها أو توقيتها، لفت الى أن «الإعلام سيغطي تلك المعركة، وأن الحزب لم يصدر بياناً رسمياً بعد عنها». وتطرق الى الأوضاع في القلمون والسلسلة الشرقية، مؤكداً أن «لا رابط بين ما يحدث في سورية وتلك المنطقة». وذكر بأن «معادلة المعركة بعد ذوبان الثلج كانت بعد توافر مؤشرات لاستعداد المجموعات المسلحة لمهاجمة لبنان. نحن لا نتحدث عن تهديد مفترض وإنما عن عدوان فعلي وقائم كل ليلة، ويعبّر عنه عبر مهاجمة المواقع واحتلال أراض، والاعتداء المستمر على الجيش اللبناني، عدا عن خطف لبنانيين واستمرار حجز الجنود اللبنانيين وتهديد عائلاتهم، وأخيرا التهديد بقصف المناطق اللبنانية».

وأضاف: «الدولة غير قادرة، ولو كانت قادرة لفعلت، وفي حال كانت قادرة ولم تفعل فهي مقصرة ويجب أن تُسأل، ولو قامت بدورها لما وصلت الأمور الى هذا الحد».

وأوضح الأمين العام لـ»حزب الله» أن «الحزب لم يعلن شيئاً رسمياً بعد، ولم تعلن أيضاً أهداف المعركة في القلمون، وأن الحزب غير ملزم شيئاً حتى الآن. نحن لن نصدر بياناً رسميا، والعملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها، وستفرض نفسها على الإعلام، ومكانها وزمانها لن نعلن عنهما». وعن وجود تكليف أو إجماع لبناني على خوض معركة القلمون، قال: «لو كنا نريد أن ننتظر إجماعاً لكانت هذه الجماعات المسلحة داخل المناطق اللبنانية، لذلك سنذهب الى المعالجة. ولمن يسألنا من كلفكم هذا الأمر، نقول: «هذا تكليف إنساني وأخلاقي وديني، ومن يتخلّف عن هذا الأمر، إذا كان يستطيع أن يقوم به، فهو يتحمل المسؤولية».

الحريري يرد

وردّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على خطاب نصرالله قائلا: «السيد حسن نصرالله يتعامل مع عاصفة الحزم باعتبارها هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن، ويتناول الموضوع اليمني كما لو كان يتحدث عن الضاحية أو النبطية، ويتصرف كما لو أنه القائد الفعلي للحركة الحوثية».

وتابع مغردا على حسابه الخاص في تويتر:» الاهتمام المثير لنصرالله بالملف اليمني، يؤكد المتداول من أن إيران كلفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمى أنصار الله».

وقال:» نصرالله مسؤول عن الخدمات الإيرانية الأمنية والسياسية في اليمن، ومصلحة لبنان بند أخير في اهتماماته، بعد مصالح ايران في اليمن والعراق وسورية، ومصلحة لبنان باتت في آخر السطر من تحاليل السيد حسن، والأمر المؤكد أن الدولة في لبنان مشطوبة من عقله».

واعتبر أنه «لا مكان للجيش والحكومة والمؤسسات، وحزب الله هو البديل عنها، وسيقوم مقامها في الذهاب الى الحرب في القلمون».

وأضاف:» السيد حسن يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالا، كأراض مملوكة لحزب الله يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء، ويقول إن الذهاب الى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها، لأنها تكليف أخلاقي ووطني وديني، ونحن نقول للسيد حسن، أنت تكلف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية. أنت تتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية».

وختم الحريري قائلا: «إذا كان نصرالله يخشى من مخطط أميركي لتقسيم البلدان العربية، فليعلن الانسحاب من الحروب الأهلية العربية ومن النزاعات في اليمن والعراق وسورية، أليس هو شريك في تلك الحروب ويعد الشعب السوري بالمزيد منها؟ آن الأوان بساعة للوعي يا سيد».

قهوجي

في موازاة ذلك، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في كلمة ألقاها خلال احتفال اليوم الوطني لشهداء الجيش الذي أقيم في بيت المحامي، أمس، أن «الجيش لن يسمح بأن يكون هناك أي موطئ قدم للإرهاب في لبنان».