أنهت القاهرة أمس استعداداتها للمؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري، الذي ينطلق غدا، ووصل إليها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أمس، متقدما الوفود المشاركة في المؤتمر، حيث استقبله الرئيس السيسي.

Ad

قبل 48 ساعة من تدشين المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري، الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ غدا، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في القاهرة أمس، بينما ذكرت مصادر ان الحرس الجمهوري المصري تسلم ملف تأمين المنتجع في جنوب سيناء.

وتقدم ولي عهد أبوظبي الوفود العربية والدولية المشاركة في المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، وتعقد عليه القاهرة آمالا عريضة لانتشال اقتصادها من عثرته في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، بالتزامن مع زيادة قياسية في عدد السكان اقتربت بمصر من تخطي حاجز 100 مليون نسمة.

وبدا لافتا استقبال السيسي لمحمد بن زايد في مطار القاهرة، حيث اصطحب الرئيس ضيفه لعقد جلسة مشاورات، استباقا لترؤس ولي عهد أبوظبي وفد بلاده في المؤتمر.

وبدأت وفود دولية التوافد إلى مصر أمس، إذ وصل رئيس لجنة الاستثمارات الخارجية لمنطقة عجمان الحرة بالإمارات عبدالله وحيدي، فضلا عن رئيس جمهورية جزر القمر إكليل ظنين، كما وصل إلى القاهرة المستشار الإعلامي لملك البحرين، في حين يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم على رأس وفد بلاده المشارك في المؤتمر.

مراجعة نهائية

في السياق ذاته، راجع السيسي أمس مع رئيس الحكومة إبراهيم محلب استعدادات المؤتمر الاقتصادي والملفات السياسية والاقتصادية والأمنية المتعلقة به، وقالت مصادر في مجلس الوزراء إن «محلب ناقش توجيهات الرئيس خلال اجتماعه بأعضاء حكومته مساء أمس لوضع اللمسات الأخيرة على استعدادات الوزارات المعنية، في ما يتعلق بالوضع الأمني وطرح المشروعات المختلفة».

إلى ذلك، كثفت اللجنة العليا للإصلاح التشريعي مجهوداتها، تمهيدا للمؤتمر الاقتصادي، حيث عقدت سلسلة من الاجتماعات تناولت حزمة تشريعات مشجعة لمناخ الاستثمار، حيث أكد مقرر اللجنة وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدي أنهم ينظرون في تعديل «قانون التظاهر»، دعما لموقف مصر في ملف حقوق الإنسان، وسط انتقادات غربية للقاهرة بممارسة القمع ضد المعارضين والناشطين.

وأكد الهنيدي، في تصريحات للمحررين البرلمانيين، أمس، أن مصر قبلت حوالي 80 في المئة من توصيات مجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف حول منظمات المجتمع الدولي وتمكين المرأة وحرية الرأي والإعلام.

وعلمت «الجريدة» ان وزارة الاستثمار بصدد إقرار توحيد «ضريبة الدخل على الأفراد والشركات»، بعد موافقة الحكومة عليها، بهدف خفض الحد الأقصى لتشجيع الاستثمار وتحقيق العدالة في الضرائب، على أن يتم تثبيت الضريبة الجديدة مدة عشر سنوات.

من جانبه، كشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ»الجريدة» أنه تم رفع درجة الطوارئ إلى الحالة «ج»، وهي أقصى درجات الاستنفار الأمني، بالتزامن مع المؤتمر الاقتصادي، مؤكدا أن الحرس الجمهوري تسلم عمليات الإشراف على تأمين مدينة شرم الشيخ منذ صباح أمس، في إطار خطة أمنية متكاملة تشمل استخدام كاميرات مراقبة لتأمين مداخل المدينة، وتأمين كامل لمطار المدينة الذي يخضع لإشراف الجيش كليا، لتتحول المدينة الساحلية إلى ثكنة عسكرية حتى الانتهاء من المؤتمر. وكشف المصدر عن جانب من الخطة الأمنية، قائلا إنه تقرر مرافقة عناصر أمنية مصرية لكل وفد مشارك في المؤتمر، لزيادة الإجراءات الأمنية، مع إغلاق جميع الطرق المتجهة إلى شرم الشيخ طوال فترة المؤتمر.

على صعيد آخر، واصلت قوات الجيش المصري مساعيها لمطاردة عناصر التنظيمات «التكفيرية» في سيناء، وقتلت 10 أشخاص أثناء حملة على قرى جنوب الشيخ زويد أمس الأول.

ولم تنجح التحركات الأمنية في استعادة الهدوء بشكل مطلق، إذ قتل ضابط في الجيش إثر استهدافه بطلق ناري أثناء تواجده في موقع خدمته بمدينة رفح شمالي سيناء أمس، بينما اقتحم مجهولون نقطة شرطة بشبين الكوم في محافظة المنوفية، وأشعلوا النيران فيها بعد الاعتداء على أفراد الكمين.

«حماس»

إلى ذلك، ذكر مصدر قضائي أن هيئة قضايا الدولة، التي تمثل الحكومة المصرية في المحاكم، طعنت على حكم أصدرته محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة باعتبار حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) جماعة إرهابية.

وقال المصدر إن دائرة غير التي أصدرت الحكم في محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة ستبدأ نظر الطعن 28 مارس الجاري.