أردوغان يستخدم ورقة الإسلام انتخابياً

نشر في 18-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-05-2015 | 00:01
 قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات التشريعية في تركيا نزل الرئيس رجب طيب أردوغان الى الحلبة السياسية لدعم حزبه مستخدما بشكل خاص ورقة الإسلام.

وبالرغم من أن الدستور يحتم عليه البقاء على الحياد في المعركة التي بدأت ترتسم لانتخابات السابع من يونيو فإن رئيس الدولة (61 عاما) حاضر في كل وسائل الإعلام.

ونظم سلسلة احتفالات تدشين في ارجاء البلاد تحولت الى مهرجانات انتخابية مدح فيها انجازات حزبه في الحكومة، حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، والذي اسسه وترأسه حتى عام 2014.

وأثار الرجل الذي يحكم تركيا منذ 2003 الجدل لدى تلويحه بمصحف مترجم الى الكردية امام حشود محافظة في الاناضول، في بادرة غير مسبوقة في هذا البلد العلماني، حيث تحظر اي اشارة الى الدين.

وقال الرئيس التركي المسلم السني: «انني اهتدي بالكتاب المقدس في حياتي. هكذا عشت وأعيش وسأعيش». في هجوم واضح على كمال كيليتش دار اوغلو زعيم الحزب المعارض الرئيسي المنبثق عن الاقلية العلوية.

وتابع أردوغان «لا نعرف جيدا مراجعه بالنسبة للقرآن» متحدثا عن زعيم حزب الشعب الجمهوري (وسط- يسار) الذي عبر من جهته عن «صدمته للاستغلال الكثيف للكتاب المقدس» لغايات سياسية.

ونددت كل الطبقة السياسية وغالبيتها سنية بتصرف رئيس الدولة.

لكن أكرم بدري الذي جاء ليأخذ منشورات من المكتب الانتخابي لحزب العدالة والتنمية في انقرة، دافع عنه قائلا: «ان رئيسنا مسلم ورع وهو يعلن ذلك، ولا شيء غير طبيعي في أن يمسك مصحفا بيده».

واعتبر المراقبون ان سلوك اردوغان يهدد حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002، والذي اضعف بسبب افتقار رئيسه الجديد، رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو، للكاريزما.

ولفت ترهان اردم مدير معهد كوند لاستطلاعات الرأي الى «ان حزب العدالة والتنمية يخسر اصواتا، ولهذا السبب يلوح الرئيس بالمصحف (...) لكسب أصوات ناخبين متمسكين بالاسلام»، متوقعا حصول حزب العدالة والتنمية على 41 في المئة من نوايا التصويت في اقتراع يونيو مقابل 47.5 في المئة في انتخابات 2011.

وقال سركان دميرطاش رئيس مكتب صحيفة «حرييت دايلي نيوز» إن «اردوغان صاحب خطاب شعبي جدا، يحظى بإعجاب انصاره الذين لا يستطيعون فهم خطاب داود أوغلو الفكري اكثر».

وأضاف اردم «حتى مع نتيجة مرتفعة فإن الغالبية المطلقة في البرلمان غير مضمونة لحزب العدالة والتنمية».

وهي غالبية قد يكون الرجل القوي في تركيا بحاجة اليها، خاصة انه يسعى الى فرض «ضرورة» تحويل النظام البرلماني الساري حاليا الى نظام رئاسي، ما يعني تعزيز صلاحيات الرئيس التي تعتبر حاليا بروتوكولية الى حد كبير.

(أنقرة - أ ف ب)

back to top