عزز العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعائم سلطته عبر تعديل وزاري واسع واقالة اثنين من ابناء سلفه الملك عبد الله بعد اسبوع على اعتلائه عرش المملكة العربية السعودية، ابرز قوة نفطية في العالم.

Ad

وقال خبراء انه رغم ان هذه التغييرات هي الاكثر اهمية منذ عقود، فان السياسة العامة للممكلة وخصوصا في مجال النفط ستبقى على حالها.

وهكذا، فقد احتفظ كل من وزراء النفط علي ابراهيم النعيمي والخارجية الامير سعود الفيصل والمالية ابراهيم بن عبد العزيز العساف بحقائبهم.

وبين ابرز القرارات التي اعلنها العاهل السعودي الذي خلف في 23 كانون الثاني/يناير الملك عبدالله الذي توفي عن اكثر من تسعين عاما، تعيين الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان مكان رئيس الاستخبارات الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز.

وفي امر آخر في سلسلة الاوامر الملكية التي صدرت مساء الخميس ونشرتها وكالة الانباء الرسمية، اعفى العاهل الأمير بندر بن سلطان، أمين عام مجلس الأمن الوطني من منصبه، كما امر بالغاء هذا المجلس الذي ستؤول مهامه كما مهام العديد من الاجهزة التي الغاها الملك الجديد الى احد مجلسين تم استحداثهما هما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية" و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية".

وكان الامير بندر طيلة 22 عاما سفيرا للسعودية في واشنطن حتى العام 2005.

كما اعفى الملك سلمان اثنين من ابناء الملك الراحل من منصبيهما، وهما الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة الذي حل محله الأمير خالد بن فيصل، والأمير تركي بن عبدالله أمير منطقة الرياض الذي عين محله الامير فيصل بن بندر.

في المقابل بقي في منصبه ابن ثالث للعاهل الراحل، هو الأمير متعب بن عبدالله الذي احتفظ بحقيبته كوزير للحرس الوطني، الجهاز العسكري الموازي للجيش والذي يبلغ عديده نحو 130 الف عنصر.

واعفى العاهل الجديد امير منطقة القصيم فيصل بن بندر بن عبد العزيز من منصبه وعين مكانه الامير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز.

وفي الاجمال، فان العاهل السعودي الملك سلمان (79 عاما) الاخ غير الشقيق للملك عبد الله، اصدر اكثر من 30 امرا ملكيا ينص احدها على منحة تعادل ضعفي الراتب الشهري الاساسي لكل الموظفين في الحكومة من مدنيين وعسكريين، بحسب الوكالة.

وسيحصل الطلاب والمتقاعدين على منح ايضا.

وقال العاهل السعودي على تويتر في كلمة موجهة الى الشعب السعودي ان هذا الاخير يستحق اكثر من ذلك وانه مهما فعل لن يتمكن من منحه ما يستحق، طالبا من السعوديين الدعاء من اجله.

وبلغ عدد اعضاء الحكومة الجديدة التي اعاد الملك سلمان تشكيلها 31 عضوا، وبين الاوجه الجديدة وزراء الثقافة والاعلام والشؤون الاجتماعية والاتصالات.

واعتبر الخبير انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة ان "الاصلاحات" تهدف الى مواكبة الوتيرة في كافة انحاء العالم.

وقال ان معظم التغييرات حصلت في مجال التربية والثقافة. وقد دمج العاهل السعودية هكذا وزارتي التربية والتعليم العالي.

والمملكة التي تواجه انتقادات لسياستها في مجال حقوق الانسان، تحاول تحسين نظامها التربوي مع السعي في الوقت نفسه الى تنويع مصادر اقتصادها الذي يعتمد بصورة كبيرة على النفط.

لكن في هذا الجانب كما في الجانب الدبلوماسي، ستبقى سياسة المملكة دون تغيير، على حد راي الخبير.

وقد دفع انهيار سعر برميل النفط الخام (دون خمسين دولارا) الرياض الى توقع عجز في الموازنة في 2015، وذلك للمرة الاولى منذ 2011. وترفض الرياض خفض انتاجها خشية ان ان تفقد حصصا في السوق النفطية.

وقد تم استبدال رئيس هيئة السوق المالية السعودية في حين ان هذه الاخيرة الاكبر في العالم العربي، ستفتح ابوابها امام المستثمرين الاجانب في 2015.

وقد اعفي ايضا مسؤولون كبار في هيئة ادارة المرافىء والمفوضية الوطنية لمكافحة الفساد والشرطة الدينية.

واعتبر جون ماركس الخبير في شؤون الشرق الاوسط لدى مؤسسة شاتام هاوس في لندن ان "التغيير على مستوى المسؤولين الدينيين الكبار يبدو انه يعكس رؤية الملك سلمان الصارمة والمحافظة للعالم. هذا لن يلقى الترحيب لدى المنتقدين في الداخل وفي الغرب".

وراى المحلل السياسي خالد الدخيل انه على الرغم من ان التغييرات مهمة جدا، لكنها في الاساس "ادارية ولن تؤثر على سياسات المملكة".

واضاف "كانت هناك قرابة عشرة مجالس وتم تحديدها باثنين بهدف التقليل من البيروقراطية".

وكانت اولى القرارات التي اصدرها الملك سلمان اثر توليه العرش تعيينه وزير الداخلية النافذ الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد، ليكون بذلك اول من سيتولى الحكم من ابناء "الجيل الثاني" في آل سعود.

كما عين الملك ابنه الامير محمد وزيرا للدفاع، وهي الحقيبة التي كان يشغلها بنفسه حين كان وليا للعهد.

والامير مقرن هو اصغر الابناء ال35 الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز، وقد عين في آذار/مارس 2014 وليا لولي العهد.

كما ان تعيين الامير محمد بن نايف يعزز سيطرة فرع السديريين في العائلة المالكة الذين فقدوا بعض نفوذهم ابان عهد الملك عبد الله.