تحديث: اليمن.. استمرار الغارات في ظل محادثات بين الأميركيين والحوثيين

نشر في 03-06-2015 | 14:48
آخر تحديث 03-06-2015 | 14:48
No Image Caption
تحديث 1

استمر التحالف العربي الذي تقوده السعودية الأربعاء بضرب مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن في الوقت الذي يجري فيه الأميركيون محادثات مباشرة مع المتمردين في مسقط سعياً لتجنيب اليمن مخاطر مزيد من الانزلاق.

وشب حريق في مجمع عسكري يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في صنعاء إثر استهدافه فجر الأربعاء بغارة شنها التحالف العربي حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقُتِلَ ثلاثة أشخاص على الأقل وأُصيب 11 آخرون بجروح عندما ضربت المقاتلات مجمع 22 مايو، وهو مجمع صناعي تابع للجيش ويسيطر عليه حالياً المتمردون الحوثيون الذين حولوه إلى مخزن للسلاح والذخائر، وذلك بحسب مصدر طبي وسكان.

وهزت العاصمة اليمنية عدة انفجارات نتيجة الغارات العنيفة التي شنها طيران التحالف خلال الليل وصباح الأربعاء والتي استهدفت أيضاً مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً إضافة إلى مجمع 22 مايو، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وأُصيب السكان بحالة من الهلع جراء شدة الانفجارات.

وقال مراسل وكالة فرانس برس "لقد أمضيت أربع ساعات من الرعب مع عائلتي بسبب الانفجارات"، مضيفاً أن "رائحة المتفجرات والغبار المنبعث من الانفجارات" عمت المنزل الذي يقع على بعد كيلومتر تقريباً من المواقع التي استهدفت.

كما شن الطيران ليل الثلاثاء الأربعاء غارات على معسكر للشرطة في صنعاء وعلى مواقع للحوثيين وللقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لاسيما في همدان شمال صنعاء إضافة إلى مواقع في محافظتي حجة وصعدة في الشمال وإب في الوسط وتعز والضالع في الجنوب بحسب سكان.

وكثف التحالف مؤخراً ضرباته الجوية التي أطلقها في 26 مارس ضد المتمردين الحوثيين لمنعهم من السيطرة على اليمن بكامله.

كما استمر القتال على الأرض بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، والمجموعات المسلحة الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي الموجود في الرياض، والمنضوية تحت لواء ما يُعرف بـ "المقاومة الشعبية".

وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين تقدموا في عدن باتجاه حي المنصورة، بمقدار كيلومتر واحد تقريباً.

وتدور في المدينة الجنوبية الكبرى معارك عنيفة بين "المقاومة" والمتمردين فيما شن التحالف غارات مساندة للمقاومة أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من ميليشيات الحوثيين كما تم تدمير ناقلة جند ودبابة بحسب الناطق باسم المقاومة علي الأحمدي.

وذكر الأحمدي أن "جثث الحوثيين موجودة لدى المقاومة".

وأكد شهود عيان على أن تعزيزات عسكرية للقوات الموالية لهادي في عدن تتقدم نحو خطوط التماس بالقرب من حي المنصورة.

وقد سقط ثلاثة قتلى من مسلحي "المقاومة الشعبية" في اشتباكات اندلعت أمس الثلاثاء في عدن، كما أصيب 42 شخصاً بجروح بينهم أربعة أطفال بحسب مدير مكتب الصحة في عدن خضر لصور.

وقد بدأت الولايات المتحدة منذ أيام في سلطنة عمان اتصالات مباشرة مع الحوثيين المدعومين من قبل إيران، للدفع باتجاه عقد محادثات سلام يمنية برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وعقد موفد أميركي رفيع للمرة الأولى محادثات مع المتمردين وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية الثلاثاء.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف أن كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين للشرق الأوسط آن باترسون التقت في سلطنة عمان ممثلين لأطراف معنيين بالنزاع المستمر في اليمن "بينهم ممثلون للحوثيين" في محاولة لاقناع جميع الأطراف بالمشاركة في مؤتمر السلام المقترح عقده في جنيف.

وأوضحت هارف أن الاجتماع مع الحوثيين هدف إلى "تعزيز فكرتنا القائلة أن حلاً سياسياً للنزاع في اليمن هو وحده ممكن وأن كل الأطراف بمن فيهم الحوثيون" ينبغي أن يشاركوا فيه.

ولفتت إلى أن باترسون توجهت أيضاً إلى المملكة السعودية لإجراء مشاورات حول حل النزاع اليمني مع مسؤولين سعوديين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت الحكومة اليمنية في المنفى أن المفاوضات بين الأطراف اليمنيين قد تعقد خلال نحو أسبوعين في جنيف.

وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي لوكالة فرانس برس "هناك جهود ومشاورات من أجل عقد لقاء تشاوري بين السلطة الشرعية والمتمردين الحوثيين في جنيف برعاية الأمم المتحدة، في غضون أسبوعين".

وشدد على أن "أساس هذه المحادثات يجب أن يكون، وهذا ما نتمسك به، تنفيذ القرار 2216" الذي يدعو خصوصاً إلى انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها.

وأيد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء دعوة أطلقها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالباً أطراف النزاع ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت.

وتعليقاً على المحادثات الأميركية الحوثية في مسقط ومدى تناغم المواقف الأميركية والسعودية، قال خبير شؤون الأمن والإرهاب مصطفى العاني لوكالة فرانس برس أن "السعودية متشبثة بالقرار 2216 وتربط أي هدنة بتنفيذ هذا القرار".

واعتبر أنه "لا خيار أمام الأميركيين إلا التحرك على أساس هذا القرار"، مشيراً إلى أن "الأميركيين لا يستطيعون أن يغضبوا السعودية لأن هنالك حاجة لصمت إن لم يكن تأييد سعودي للاتفاق النووي مع إيران".

أما المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله فقد توقع أن تتكثف الغارات قبل بداية شهر رمضان للضغط على الحوثيين من أجل قبول تنفيذ القرار 2216 الذي يطلب منهم الانسجاب من المواقع التي احتلوها، مشيراً إلى إمكانية إعلان هدنة طويلة الأمد خلال شهر رمضان.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أيد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالباً أطراف النزاع في هذا البلد ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت.

وقال أعضاء المجلس الـ 15 في بيان صدر بالاجماع انهم يبدون "خيبة أملهم العميقة" ازاء ارجاء مفاوضات السلام التي كانت مقررة الأسبوع الماضي في جنيف.

وأفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس أن الموعد الجديد لهذه المفاوضات سيحدد قريباً جداً، مرجحاً أن تعقد قرابة 10 يونيو.

وأضاف أعضاء مجلس الأمن في بيانهم انهم "يؤيدون دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لارساء هدنة إنسانية أخرى من أجل السماح بوصول المساعدات إلى الشعب اليمني بصورة عاجلة".

وكان التحالف العربي الذي يشن بقيادة السعودية غارات جوية على المتمردين الحوثيين في اليمن أرسى في مايو هدنة إنسانية من خمسة أيام، مما أتاح لمنظمات الإغاثة ايصال المساعدات للمدنيين العالقين بسبب النزاع، لكن جهود الأمم المتحدة لتمديد تلك الهدنة باءت بالفشل.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "المفاوضات في فيينا يجب أن تعقد من دون شروط مسبقة".

وفشلت الأمم المتحدة في عقد جولة أولى من المحادثات اليمنية في جنيف في 28 مايو بهدف الخروج من الأزمة.

ويواصل تحالف بقيادة السعودية منذ 26 مارس الفائت حملة جوية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على مناطق مترامية في البلاد بينها العاصمة صنعاء.

back to top