ليبيا: «الهلال» تحت النار... والسدرة في قبضة «الفجر»
عشرات القتلى والجرحى في الزوارة وأبوكماش... وحكومة الثني تغلق مرافئ النفط
حولت الاشتباكات العنيفة الدائرة في منطقة الهلال النفطي في ليبيا إلى كتلة من النار بين حرس المنشآت النفطية وقوات فجر ليبيا، التي أعلنت ليل الأحد - الاثنين سيطرتها على ميناء السدرة، في وقت سقط عشرات القتلى قرب مدينة زوارة، وفي قصف جوي على بلدة أبوكماش قرب الحدود مع تونس.وأغلقت السلطات الليبية التابعة لحكومة عبدالله الثني، أمس، مرفأي السدرة ورأس لانوف بمنطقة الهلال النفطي بشرق ليبيا، من جراء تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية ومليشيات فجر ليبيا.
وقال المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية في منطقة الهلال النفطي علي الحاسي إنه تقرر إغلاق مرفأي السدرة وراس لانوف البالغة قدرتهما الإنتاجية والاستيعابية نحو نصف مليون برميل من النفط الخام يوميا عن العمل، بسبب الظروف الأمنية في المنطقة.وأشار الى أن قوات حكومة عبدالله الثني المعترف بها من الأسرة الدولية صدت هجوما جديدا كان يستهدف الاستيلاء على مرفأ السدرة النفطي شرق ليبيا من قبل مليشيات فجر ليبيا القادمة من غرب البلاد.وأوضح أن قوات حرس المنشآت النفطية والجيش بمساندة مقاتلات سلاح الجو أعادت القوات المهاجمة من حيث أتت، وخلّفت لديها قتيلين على الأقل وعددا من الجرحى.وشنّ سلاح الجو الحكومي غارة جوية على بلدة بوكماش الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس، والقريبة من معبر راس جدير الحدودي مع تونس، بينما تضاربت الأنباء حول السيطرة عليه من القوات الحكومية أو مليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ أغسطس الماضي.وكانت السلطات الأمنية التونسية قد قررت إغلاق المعبر من جانبها حتى استتباب الأمن في تلك المنطقة التي تقدم إليها الجيش الحكومي الليبي، وخاض معارك عنيفة مع مليشيات فجر ليبيا. ومن جانبه، أعلن صبحي جمعة المتحدث باسم القوة المتحركة القريبة من فجر ليبيا أن 13 مسلحا من "فجر ليبيا" لقوا مصرعهم، بسبب القصف الجوي والاشتباكات مع القوات الحكومية، في حين قتل أمس الأول 17 على الأقل، وأصيب أكثر من 30 آخرين بجروح في قصف جوي على معبر راس جدير.وأكد علاء حاضورة رئيس الجالية المصرية في ليبيا أن اثنين من مواطنيه قتلا من جراء الاشتباكات، بينما أصيب 4 آخرون بجروح متفاوتة.ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الأمم المتحدة أنها سترعى حوارا ثانيا بين أطراف النزاع الليبي، بغية حل الأزمة في البلاد التي تتنازع على شرعيتها حكومتان وبرلمانان.كما أعلنت مصادر طبية في بنغازي أمس الأول مقتل 54 شخصا خلال 10 أيام فقط من الاشتباكات المتواصلة في بعض أحيائها.وقال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إن الحرب الأهلية في ليبيا تهدد أيضا دول الاتحاد الأوروبي.ورأى شتاينماير، على هامش لقاء مع وزراء دول الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل، أنه "إذا سقطت ليبيا، فمن الممكن أن تكون لذلك عواقب مأساوية بالنسبة لجنوب أوروبا على الأقل".(بنغازي، طرابلس-أ ف ب، د ب أ)