أحمد يوسف أحمد لـ الجريدة•: الطمع «الساساني» عجّل «عاصفة الحزم»
المدير السابق لـ «معهد الدراسات العربية»: مشاركة مصر كانت متوقعة بعد مقولة «مسافة السكة»
قال المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية، أحمد يوسف أحمد، إن تصرفات الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تدعم بشكل مباشر جماعة الحوثيين، عجَّلت بالعملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية بمشاركة نحو 10 دول.وأوضح يوسف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، في مقابلة مع «الجريدة» أن الانقلاب الحوثي هدّد بشكل مباشر المصالح المصرية، ما دفع القاهرة إلى إعلان مشاركتها في العملية العسكرية، مشيرا إلى أن الأزمة السورية لن يكون لها حل على المستوى القريب، إلا بتفاهمات دولية... وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترى الأوضاع في العالم العربي؟ـ المشهد شديد السوء والتعقيد، وخاصة أن البلدان التي شهدت ثورات وتغيير أنظمة، تعرضت لموجات إرهاب عاتية، ما ظهر جلياً في سورية وليبيا واليمن، حيث تصدرت قوى الإسلام السياسي المشهد، ما زاد من عدم الاستقرار، إلى جانب زيادة الاختراق الخارجي، المتمثل في تدخّل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودولة تركيا، بشكل مباشر في عدد من الدول، فضلا عن الاختراق الأميركي، الذي يدعم خط الإسلام السياسي. • ماذا عن الدورين الإيراني والتركي في الأزمات العربية؟ - إيران وتركيا لهما دور أساسي في ما يجري في سورية والعراق ولبنان واليمن، الأولى لديها مشروع سياسي طموح، يتمثل في إعادة هيمنة القومية الفارسية على الوطن العربي، المتمثل في حلم إعادة الإمبراطورية «الساسانية» (آخر امبراطورية فارسية قبل دخول الإسلام)، وإيران قادتها أطماعها تلك، لبسط نفوذ واسع في 4 دول عربية، هي سورية والعراق واليمن ولبنان، أما تركيا فلا تختلف عن إيران، إلا أنها أقل إنجازا، فهي تدعم تنظيم «الإخوان المسلمين» في الوطن العربي، ولديها أوهام إعادة الإمبراطورية العثمانية.• كيف تقيّم الإجراء العسكري الأخير الذي قامت به دول عربية وإسلامية في اليمن تحت اسم «عاصفة الحزم»؟- الإجراءات التي اتخذتها إيران وجماعة الحوثي عجلت بقرار العملية العسكرية، التي تشارك فيها 10 دول بقيادة المملكة العربية السعودية، فسلوك الحوثيين وتصرفاتهم واستقواؤهم بإيران جعلت من المُحال التوصل إلى تسوية سياسية، وعلى أي حال، فإن الجميع يعول على نجاح العملية العسكرية كي تكون ورقة ضغط على إيران وجماعة الحوثي، لإعادة تشكيل المشهد اليمني من جديد، في ظل الحفاظ على شرعية الرئيس هادي.• ماذا عن الموقف المصري الذي أعلن المشاركة في العملية العسكرية؟- الموقف المصري منطقي ومتوقع، ومن غير المعقول أن تتردد مصر في تقديم دعم أمني لدول الخليج، وخاصة بعد مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسي «مسافة السكة»، وما جرى في اليمن من انقلاب جماعة الحوثي على شرعية الرئيس هادي، يمس أمن ومصالح مصر بشكل مباشر، فسيطرتهم على الممر المائي، مضيق «باب المندب»، يهدد بشكل مباشر الملاحة الدولية في قناة السويس، وسيطرتهم على اليمن بشكل عام، تهدد دول الخليج.• كيف ترى حل الأزمة السورية؟- الأزمة السورية لن تحل في القريب العاجل، لأنها تمر بمرحلة تجمّد، وهي المتمثلة في عدم وجود طرف قادر على فرض إرادته على بقية الأطراف بالكامل، والوقت مازال مبكراً للحديث عن تسوية سياسية، لأن كل طرف يتصور أن بمقدوره الانتصار، والحل هو حدوث تفاهم دولي يمنع التسلل الخارجي للإرهابيين والمرتزقة والتمويل الأجنبي.