عين الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، خالد بحاح نائباً له بينما قصف طيران تحالف «عاصفة الحزم»، صباح أمس، مواقع الحوثيين في قصر معاشيق الرئاسي بمدينة عدن التي تشهد قتالاً شرساً بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية ومليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح.

Ad

أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس من مقره في الرياض قراراً جمهورياً بتعيين رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح نائباً لرئيس الجمهورية اليمنية.  

جاء ذلك بينما، دارت اشتباكات عنيفة في أنحاء مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن على مدار اليومين الماضيين بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية من جهة وعناصر الميليشيات الحوثية المدعومة من عناصر الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى، سعيا للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.

وفي حين قصف طيران التحالف العربي، صباح أمس، قصر المعاشيق في عدن بعد سيطرة الحوثيين عليه، واستخدامه قاعدة لقصف الأحياء المجاورة له، دارت اشتباكات في مناطق المعلا والبريقة ودار سعد في المدينة أسفرت عن مقتل 12 شخصا.

الوقت المناسب

وفي وقت لم تنجح الضربات الجوية التي يشنها تحالف "عاصفة الحزم" حتى الآن في منع تقدم مقاتلي جماعة الحوثي من دخول عدن، لكنها ساعدت اللجان الشعبية الموالية لحكومة الرئيس هادي في مقاتلة الحوثيين في عديد من مناطق المدينة، اعتبر المتحدث باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري أن "اللجوء إلى العمل البري سيكون في الوقت المناسب".

وتعد تصريحات عسيري أقوى إشارة من جانب الحملة التي تقودها الرياض ضد المتمردين الحوثيين على تضمنها جانبا بريا.

وقال عسيري إن "العمليات العسكرية مستمرة وفق الجدول المخطط له، وتم تنفيذ 1200 طلعة جوية، 35 طلعة كانت في اليوم الأول، ثم 50 طلعة، حتى وصلت إلى 80 طلعة جوية يوميا، وذلك بسبب أن العمليات أصبحت بشكل أدق". وأشار إلى أن أقصى عدد طلعات جوية وصل إلى 120 طلعة يوميا.

كما جدد التأكيد على وجود أدلة تدين إيران بدعم الحوثيين وتدريبهم، وعدم استبعاد وجود إيرانيين يقاتلون إلى جانب الميليشيات الحوثية.

غارات متفرقة

وأصابت غارة التحالف، أمس، معسكر اللواء 22 في منطقة الظهراء الجنوبية في محافظة تعز، ما أدى إلى مقتل 15 متمردا من الحوثيين وحلفائهم وجرح ثمانية متمردين آخرين، بينما ترددت أنباء عن مقتل 8 مدنيين في غارة أخرى بتعز.

والمعسكر تابع للحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي بقيت موالية للرئيس الذي أجبر على الاستقالة في 2012 بعد 33 سنة في السلطة.

دبابات قرب الحدود

في غضون ذلك، ذكرت مصادر أن عددا من الدبابات والآليات السعودية اقتربت من الحدود اليمنية في منطقة حرض بمحافظة حجة.

ووفق مصادر في منطقة حرض الحدودية، فإن الآليات والدبابات السعودية دخلت إلى منطقة الجمرك السعودي، وأصبحت على مقربة جدا من الجمرك اليمني.

مقتل سعوديين

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع السعودية، وضمن المواجهات المتكررة مع عناصر من الميليشيات الحوثية على الحدود الجنوبية، أُطلقت قذيفة هاون على أحد مواقع الرقابة الحدودية الذي توجد فيه وحدات من القوات البرية بمنطقة نجران، وتم الرد على مصدر النيران في الحال، وألحقت خسائر فادحة بالميليشيات الحوثية لترتفع خسائرهم لما يفوق 500 قتيل في المواجهات الحدودية بقطاعي جازان ونجران منذ انطلاق "عاصفة الحزم".

وأضافت الوزارة، في بيان لها، مساء أمس الأول، "ونتج عن هذا الحادث استشهاد ثلاثة ضباط صف وإصابة اثنين آخرين من القوات البرية الملكية السعودية حالتهما الآن مستقرة".

تكتل قبلي

في غضون ذلك، أعلنت قبائل شبوة وأبين ولحج النفير العام من أجل تكتل قبلي لمقاتلة الحوثيين.

وقالت قبائل يافع في أبين إنها جهزت دفعة ثالثة للالتحاق بأبناء القبيلة في كل من عدن والمثلث لقتال مليشيا الحوثي وصالح، كما أعلنت قبائل محافظة شبوة النفير لمواجهة التمدد الحوثي في مناطق المحافظة.

وبدأ عشرات من مسلحي القبائل الاحتشاد في ضواحي عتق مركز محافظة شبوة، استعدادا لهجوم شامل ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح في المحافظة.

وفي محافظة لحج تقود قبائل الصبيحة معارك ضد الحوثيين، كما تم في الفترة الأخيرة إعلان حلف قبائل حضرموت لقتال الحوثيين وتنظيم "القاعدة".

نفي وتهديد

إلى ذلك، نفت "الخارجية الإيرانية" اعتقال اثنين من ضباطها في اليمن، بعد التقارير التي أشارت إلى القبض عليهما خلال المعارك في مدينة عدن، مضيفة أن طهران ليست لديها قوات باليمن.

وفي سياق متصل، واصل المسؤولون الإيرانيون مهاجمة السعودية، ووصف قائد القوة البرية للجيش الإيراني، العميد أحمد بوردستان، الجيش السعودي بأنه "جيش مستأجر"، متوقعا هزيمة من قال إنهم "يشنون عدوانا على اليمن".

وفي تهديد مبطن للرياض نقلت قناة "العالم" الإيرانية عن بوردستان قوله: "إننا نشهد آثار الهزيمة عليهم، رغم أنه لم تطلق أي قذيفة صوبهم، فما بالهم لو انفجرت عدة مفرقعات في الرياض؟"

في سياق قريب، نفى "حزب الله" في بيان مساء أمس الأول سقوط أي من عناصره في اليمن. وقال بيان "ادعت بعض وسائل الإعلام السعودية واللبنانية، سقوط شهيد لحزب الله في محافظة شبوة اليمنية. إن الحزب ينفي الخبر جملة وتفصيلا".

في المقابل، أكد المتحدث باسم الحراك الجنوبي ردفان الدبيس، أمس، أسر الضابطين الإيرانيين في عدن. وأوضح الدبيس أن الضابطين الإيرانيين يخضعان حاليا للتحقيق.

تركيا وباكستان

على صعيد آخر، أعلنت السفارة الباكستانية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث أزمة اليمن مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في اتصال هاتفي أمس الأول، بعد يوم من إجراء محادثات مماثلة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

وقالت السفارة الباكستانية في أنقرة في البيان إن أردوغان وشريف اتفقا في المكالمة التي استغرقت 45 دقيقة على تكثيف الجهود لإيجاد حل سلمي للوضع المتدهور في المنطقة.

وأضافت "شدد الزعيمان على أن الحوثيين لم يكن لديهم أي حق في الإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن، وأكدا أن أي انتهاك لوحدة أراضي السعودية سيتبعه رد فعل قوي من البلدين".

(طهران، الرياض، عدن  ــ د ب أ، رويترز، أ ف ب)