«عمود فقري»... دراما اجتماعية واقعية ساخرة

نشر في 23-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 23-03-2015 | 00:02
تعالج مشكلات الشباب المادية وتأخر سن الزواج

شاب لا يجد فرصة عمل تساعده على العيش، وتحقيق حلمه بالزواج بحبيبته، فيضطر إلى العمل في وظائف عدة، ما يعرضه لمواقف كوميدية كثيرة. في هذا الإطار تدور أحداث فيلم {عمود فقري}، الذي يناقش أيضاً موضوعات أخرى من بينها تأخر سن الزواج.
حضرت {الجريدة} أحد أيام تصوير الفيلم، وتحدثت إلى صانعيه.
يعكف أبطال فيلم {عمود فقري} على تصويره، وهو أول بطولة للممثل وائل علاء، تسانده الممثلة علا غانم، ومعها مجموعة من الفنانين في مقدمهم بيومي فؤاد، وإيناس النجار، وحمادة بركات، وعبد الله مشرف، وحسن عبد الفتاح، فيما يتولى الإخراج إبرام نشأت.

قال مؤلف الفيلم أحمد الشحري إنه كتب {عمود فقري} بالاشتراك مع زميله المؤلف حسن الصياد، مشدداً على أنهما ليسا متقاربين من ناحية التفكير، ما أفادهما في الكتابة لأن التضارب في الأفكار يؤثر على نسج الأحداث ويعلو بمستوى الفكرة، فيما التشابه يعطي المستوى التقليدي في الأفكار والتنفيذ.

وأشار إلى أن الجمهور بحاجة إلى متابعة الأنواع كافة من الأفلام، ولكن بشرط أن تصل رسالتها بشكل ممتع لأنه بعيداً عن الطريقة الجادة والقاسية التي قد تنفر الجمهور. ولفت إلى أن الفيلم يحمل رسالة مفادها أن الشباب هم العمود الفقري لأي مجتمع، إن حدث شلل لهم فإن المجتمع كله سيتوقف.

رأي الشحري أكده المؤلف حسن الصياد، فأوضح أنه اختار {عمود فقري} عنواناً للفيلم لأنه يقوم على كون البطل المواطن الذي يعد العمود الفقري للبلد، وإن لم يتطوَّره سيصاب البلد بشلل. وأضاف: {أنادي من خلال الفيلم الدولة كي ترعى هذا العمود الفقري حتى تعود دولة حقيقية صحيحة غنية بالعلم والفن}.

وذكر أنه اختار هذه الفكرة موضوعاً لفيلمه الأول بناء على الانحدار الأخلاقي الذي انتشر في البلاد، متمنياً أن يكون ذلك مجرد ظرف ويمر. وقال إن الفيلم دراما اجتماعية واقعية مغلفة بإطار ساخر، يتابعها المشاهد من خلال مغامرات كوميدية يمرّ بها البطل، لافتاً إلى أن الزاوية اللافتة في فكرة الفيلم هي مناداة صانعيه بضرورة الرفع من مستوى الثقافة، وشدد على أن الفن يقدم هبوطاً حاصلاً في المجتمع لأنه مرآة له.

كذلك أوضح أن {عمود فقري} لا يهدف إلى التسلية، بل التفكير في وضع المجتمع. ويدعو أصحاب المبادئ الذين يبتعدون عن الاحتكاك بالأفراد حينما يرون التدهور الأخلاقي، إلى محاولة تغيير وجهات النظر السائدة.

الممثل وائل علاء قال إنه يجسد شخصية {محمود}، خريج كلية الآداب قسم فلسفة يتمسك بقيم ومبادئ في الحياة، ولكنه يواجه مشكلات مادية واجتماعية كثيرة بسبب عدم إيجاده فرصة عمل مناسبة تساعده للزواج من حبيبته {سعاد} (علا غانم)، لذا يظل يتنقل من وظيفة إلى أخرى. ومن هنا ينشأ كثير من الموقف الكوميدية التي تظهر وجود خلل أخلاقي في البلد.

حتى إنه يحاول استغلال كل ما يملك لجمع المال ليتزوج، كأن يستبدل بيع برج الحمام بتربية الحمام على أرضه، ويستخدم الأخيرة في الدعايا الانتخابية.

وقالت الممثلة علا غانم إن {سعاد} تجسد نموذج الفتاة المصرية البسيطة، فقد تمت خطبتها على {محمود} منذ عشر سنوات، وما زالت مرتبطة به على أمل أن يتحسن وضعهما المادي والاجتماعي.

وأشارت إلى أنها تساند زميلها وائل علاء في أولى خطواته نحو البطولة، كذلك هي لا تخشى هذه الخطوة لأنها سبق وتعاونت مع فنانين ومخرجين شباب، وكانت أولى تجاربهم ناجحة للغاية، منها مشاركتها في فيلم {سهر الليالي} مع المخرج هاني خليفة.

زعيم العصابة

يجسد بيومي فؤاد في الفيلم شخصية {المعلم الجاحد}، وهو زعيم عصابة سرقة سيارات، يحمل جوانب إنسانية عدة، ومشاعر طيبة نحو {محمود} الذي يشعر كما لو كان ابنه، ويراه الشاب مثله الأعلى في الإجرام. لفت إلى أنه تحمس للمشاركة في الفيلم لانتمائه إلى نوعية الأعمال الاجتماعية الكوميدية، إلى جانب فريق العمل المتميز.

الممثل حمادة بركات قال إنه يجسد في {عمود فقري} شخصية {سعيد} صديق {محمود} الذي يصاحبه في المواقف التي يتعرض لها. حتى عندما يختلف الكل مع {محمود} يظل هو بجانبه، ناهيك بعشقه شقيقة محمود (إيناس النجار)، ومواجهته الظروف المادية الصعبة نفسها. ويظل خائفاً من أن يعلم فيغضب منه، لكنه في النهاية يقرر مواجهته ويتزوج بشقيقة صديقه.

بدورها أعربت إيناس النجار عن سعادتها بالمشاركة في {عمود فقري}، مشيرة إلى أن المخرج إبرام نشأت رشحها لدورها الذي تعتبره مختلفاً عن أدوارها السابقة حيث تجسد فتاة شعبية سيئة المظهر، وقد تأخر بها سن الزواج حتى لم يعد يعجب بها أي رجل، ما يصيبها بإحباط واكتئاب، حتى ترتبط بقصة حب مع حمادة بركات.

منتج الفيلم محمد قاسم قال إن {عمود فقري} أول تجربة إنتاجية يخوضها، شجعه عليها وائل علاء، واتفق على تنفيذها مع مخرجه إبرام نشأت الذي أسند أدواراً مهمة إلى فنانين صاعدين، إلى جانب علا غانم، مشيراً إلى أنهم لا يميزون بين أفراد العمل وفقاً لاعتبارات النجومية. كذلك اعتبر أن الفيلم فرصة لمساعدة الشباب الجدد بمنحهم أدوار بطولة حتى يظهر جيل جديد في السينما.

وذكر أنه ليس متخوفاً من هذه التجربة الأولى استناداً إلى القصة التي كتبها ويخرجها ويقوم ببطولتها نجوم شباب، ما يجعلها متجددة بدماء صانعيها. وتوقع أن الفيلم سيحقق نجاحاً كبيراً عند عرضه.

back to top