تراجعت أعداد الأفواج السياحية القادمة من الصين لزيارة هونغ كونغ بنحو 80 في المئة مطلع مارس، في ظل تصاعد المشاعر المعادية للصين، واندلاع سلسلة من الاحتجاجات أثنت الكثيرين عن عبور الحدود، مما يسلط الضوء على تعمق الانقسام بين الجانبين.

Ad

وتصاعد التوتر في الأسابيع القليلة الماضية مع اتهام نشطاء محليين للزائرين من الصين بنقل وشراء كل شيء بدءاً من حليب الأطفال حتى الحفاضات.

وتصدى محتجون لزائرين في مراكز تسوق بالقرب من الحدود مشتكين من أن الزائرين يرفعون الأسعار، ويسدون الطرق، ويسببون الازعاج بشكل عام.

وقال بول ليونغ رئيس مجلس إدارة رابطة السياحة الوافدة في هونغ كونغ «كنا نتعامل مع 400 إلى 500 فوج سياحي كل يوم تقريباً، لكن الآن هناك ما يزيد على 100 بالكاد. حدث ذلك في الفترة بين نهاية فبراير وبداية مارس».

ووفد أكثر من 40 مليوناً من الصين لزيارة هونغ كونغ العام الماضي، وهو ما يفوق بكثير السكان المحليين البالغ عددهم 7.2 ملايين. وتعرض أيضاً كثير ممن يعبرون الحدود يومياً للتسوق، وتناول الطعام، والاستمتاع برؤية البحر للتحرش في الأسابيع القليلة الماضية.

ولوح المحتجون في هونغ كونغ بأعلام ترجع إلى عهد الاستعمار وصرخوا في السائحين لمطالبتهم بالعودة إلى بلدهم، مما فجّر اشتباكات أجبرت الشرطة على استخدام رذاذ الفلفل، وأدت إلى إغلاق المحال التجارية.

وأعرب الزائرون من الصين عن صدمتهم قائلين إن سكان هونغ كونغ غير مهذبين، وتوعدوا باستثمار أموالهم في مكان آخر.

كما يتجنب بعض السائحين، ممن ينفقون بسخاء، زيارة هونغ كونغ في أعقاب احتجاجات مطالبة بالديمقراطية نهاية العام الماضي أصابت أجزاء من المدينة بالشلل التام، وشهدت في ذروتها خروج أكثر من 100 ألف شخص للشوارع.

وانتقلت تبعية هونغ كونغ من بريطانيا إلى الصين في 1997 وفق صيغة «بلد واحد ونظامان» معطية لها حكماً ذاتياً واسعاً وحريات مع وعد بإجراء اقتراع عام في «نهاية المطاف».

وطالب المحتجون بإجراء انتخابات حرة لاختيار القيادة القادمة لهونغ كونغ في 2017 وليس تصويتاً على مرشحين مختارين بعينهم، كما قال الحزب الشيوعي الصيني إنه ينوي أن يفعل.

ووعد ليونغ تشون ينغ حاكم هونغ كونغ بأن يثير المخاوف بشأن السائحين الصينين مع سلطات الحكومة المركزية أثناء زيارته لبكين هذا الشهر.

(رويترز)