الحلقات المنفصلة المتصلة... تنوع درامي وأفكار عصرية

نشر في 14-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-05-2015 | 00:01
في وقت سيطرت فيه مسلسلات الحلقات الطويلة على الموسم الموازي لشهر رمضان، وخلاله بحيث تستكمل حلقاتها بعد انتهائه، قرر بعض الفضائيات جذب مسلسلات ذات حلقات منفصلة متصلة تنافس بها تلك الطويلة.
من المسلسلات التي تعرض راهناً {من الجاني؟} بطولة إياد نصار، دينا فؤاد، محمد شاهين، {الشركة} بطولة محمد رمضان، ونشوى مصطفى، فيما تستعد الفضائيات لاستقبال مجموعة من هذه المسلسلات خلال شهر رمضان من بينها: {أنا وبابا وماما2}، و{نصيبي وقسمتك}، و{ألف ليلة وليلة}، و{يوميات زوجة مفروسة}، و{اللعب مع الستات}...

تناقش  هذه الأعمال موضوعاً مختلفاً في حلقة أو مجموعة حلقات، ويمكن التعامل مع كل مجموعة منها على أنها حكاية منفردة عن باقي قصص المسلسل. وقد اثبتت التجارب السابقة لهذه النوعية أنها تتمتع بنسبة مشاهدة جيدة وقبول من المتابعين لها، لذا تفضل القنوات الفضائية طرحها عبر شاشاتها.

{نصيبي وقسمتك}

في تصريح لـ {الجريدة} يؤكد عمرو محمود ياسين، مؤلف مسلسل {نصيبي وقسمتك}، أنه حينما كتب القصة رغب في تقديم موضوع  يتميز بتنوع درامي عبر مجموعة من الأفكار، وهو ما لا يسمح به مسلسل يتمحور حول موضوع واحد ، كاشفاً أن  {نصيبي وقسمتك} يتضمن 15 حكاية، وتمتدّ كل  واحدة على حلقتين.

يضيف: {تمر حياتنا بتغيرات كثيرة، ونحتاج، في هذه الفترة، لتقديم أعمال تتضمن نصائح ورسائل للمشاهدين، لكي يستفيدوا من متابعتهم لها}.

يتابع أن  الأحداث تدور حول العلاقة بين الرجل والمرأة، باعتبار أن كل ما يحدث في الحياة ليس بعيداً عن هذه العلاقة، واصفاً إياهما بأنهما صانعان للحدث، كذلك لا تقتصر هذه العلاقة  على زوج وزوجته وإنما تتناول العلاقة بين الأصدقاء، لافتاً إلى أنه شارك في اختيار الأبطال، هاني سلامة، نيكول سابا، ريهام حجاج، شيري عادل ومي سليم.

يشير إلى أن انسحاب المخرج علي إدريس بعد انتهائه من تصوير ست  حكايات بمعدل 12 حلقة، لن يؤثر على التصوير لأنه يتبقى نحو 80 يوماً على حلول شهر رمضان، وهي فترة كافية لينتهي المخرج الجديد من باقي الحلقات.

 يقول في هذا السياق: {سعدنا بالتعاون مع إدريس الذي تعاقد على تصوير 12 حلقة فقط منذ البداية، وترك استكمال بقية الحلقات وفق وقته وارتباطاته، ولن يؤثر انسحابه على العمل نفسه، لأن كل حلقتين تتناولان موضوعاً مختلفاً، ما يسمح لكل مخرج بتقديم وجهة نظره الخاصة.

{أنا وبابا وماما}

يوضح فداء الشندويلي، مؤلف {أنا وبابا وماما}، أن بطلي المسلسل أشرف عبد الباقي ونشوى مصطفى صورا أحداث الجزء الثاني بعد عرض الأول في رمضان الماضي، مشيراً إلى أنه يستمر في   تقديم المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها الأسرة، وتختلف كل حلقة في موضوعها، مؤكداً أن وجود أعمال عدة تعرض حالياً على الشاشات، وأخرى  ستعرض  في رمضان المقبل لا يعني أن هذه النوعية  سهلة،  بل أصعب من كتابة مسلسل ذات موضوع واحد، وما يزيدها صعوبة اتخاذها الطابع الكوميدي مثل {أنا وبابا وماما}.

يضيف: {الكتابة الكوميدية عموماً صعبة، لذا قلة من المؤلفين  تهتم بكتابة أحداث تجذب ضحك المشاهد أو على الأقل ابتسامته، ولكن في النهاية الحلقات المنفصلة المتصلة نمط موجود في البلاد كافة، وتحتاج الفضائيات  أصناف الدراما المختلفة، وتزداد درجة قبولها لدى المحطات إذا كانت كوميدية، وهو ما يتحقق في {أنا وبابا وماما}، خصوصاً  أنه يحمل رسالة للأسرة العربية، ويوضح بعض أساليب التربية}.

يلفت إلى أن المنافسة بين الأعمال ذات الحلقات المنفصلة المتصلة وتلك الطويلة ليست واردة في ذهن العاملين فيها، وإلا لن يركز المبدع في إبداعه، مشيراً إلى أن ذلك يعود بفائدة على المشاهد، ويحفز صنّاع الدراما على الاهتمام بمستوى أعمالهم للتفوق على بعضهم، مؤكداً {أنا وبابا وماما} ليس ست كوم، وإنما ميني كوم لأن صنّاعه لم يلتزموا بقواعد الـ ست كوم المتعارف عليها مثل أصوات ضحك الجمهور في الأستوديو.

أفكار مختلفة

تؤكد الناقدة ماجدة موريس أن هذا النوع من الدراما ليس جديداً على المشاهد، وله نماذج سابقة كثيرة حققت نجاحاً مثل {هو وهي}  بطولة سعاد حسني وأحمد زكي، ولكن الأمر متوقف على الأفكار المختلفة التي يتم تقديمها فيها، مع كتابة جيدة ملائمة لإيقاع العصر الذي نعيشه ولا يفضل فيه المشاهد الارتباط بمسلسلات الحلقات الطويلة،  بل يختار الحلقات المنفصلة المتصلة، التي لا تجبره على متابعتها يومياً، إنما يجد في الحلقة التي يتابعها موضوعاً كاملاً مختلفاً، وهو يشبه ما كان يحدث في السباعيات ومسلسلات الـ13 حلقة.

تضيف: {كلما كانت ثمة مساحة حرية للمشاهد في المتابعة كانت ثمة إمكانية للاحتفاظ به، والعكس صحيح، بدلاً من نظرية المشاهد الذي يعمل موظفاً عند المسلسل، ويتوجب عليه متابعته حتى يربط أحداث حلقاته ببعضهاالبعض}، لافتة إلى أن ملل المشاهدين من بعض المسلسلات الطويلة قد يكون أحد دوافع عودة هذا الشكل الدرامي، الذي يعد أقل إنتاجياً من دراما الـ90 والـ120 حلقة، لأن ما  سينفق على فريق عمل مسلسل بهذا الحجم أقل بالطبع من مسلسلات الحلقات المنفصلة المتصلة البعيدة عن المط والتطويل، وتوفر في النفقات، خصوصاً  لدى الممثلين الذين لن يتقاضوا بالطبع أجوراً مماثلة لتلك التي يتقاضونها في الدراما الطويلة}.

back to top