تتزايد الأوضاع الأمنية في ليبيا تدهورا، نتيجة انتشار الصراعات المسلحة منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في فبراير 2011، إلا أن ذلك لم يمنع كثيرا من الشباب المصري العاطل من السفر إلى ليبيا، هربا من الفقر وشبح البطالة في بلادهم، رغم استهداف المصريين العاملين في ليبيا لاسيما الأقباط، الذين يتعرضون لعمليات قتل واختطاف، آخرها اختطاف 20 مسيحيا قبل أسبوع.
"الجريدة" رصدت محاولات عدد كبير من الشباب للسفر إلى ليبيا خلال الأيام الماضية، وهو ما كشفه تدفق مئات منهم على مكتب "الخطوط الجوية الليبية" وسط القاهرة، من بينهم سامح الذي قال لـ"الجريدة": "وزارة الخارجية تحذرنا من السفر، لكننا نغامر من أجل لقمة العيش، فأنا أعمل هناك منذ خمس سنوات، ولي مستحقات مالية، وإذا لم أسافر فستضيع علي".أشرف عوض، رجل خمسيني لم يمنعه عمره المتقدم نسبيا من محاولة العودة إلى ليبيا، وقال بنبرة حزن: "شارفت مدة إقامتي في ليبيا على الانتهاء، وأجاهد حاليا لتجديدها، وكل ما أخشاه ألا أتمكن من العودة مجددا إلى هناك، ولو بقيت في مصر فلن أجد فرصة عمل أنفق من خلالها على أسرتي"."الجريدة" التقت أيضا بعض العائدين من مدينة سرت، التي شهدت واقعة اختطاف الأقباط الأسبوع الماضي، ومن بينهم ملاك فايق، أحد أبناء مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، الذي قال: "أنا في إجازة بمناسبة أعياد الميلاد".وأضاف فايق: "بدأت السفر إلى ليبيا عام 2009، والوضع اختلف تماما فقد أصبح سيئا جدا، والبقاء في مصر لن ينفعني فأنا حاصل على الشهادة الإعدادية، ولن أتمكن من الحصول على فرصة عمل، وليس أمامي الا العودة إلى ليبيا".أما ماركوس عزت فقد نجاه الله من حادث الاختطاف، بسبب عودته إلى مصر قبل الحادث، وقال لـ"الجريدة": "أحمد الله أنني عدت في الوقت المناسب لمتابعة امتحاناتي، حيث كنت أقيم في نفس المكان الذي اختطف منه زملائي في سرت، وكان عددنا الإجمالي حوالي 30 شخصا، وكنا نتعرض لعمليات سرقة مستمرة".
دوليات
الجريدة• ترصد هروب عاطلين إلى جحيم ليبيا
12-01-2015