الكويت اليوم!

نشر في 24-05-2015
آخر تحديث 24-05-2015 | 00:01
في اعتقادي أن العوامل الخارجية المحيطة بالدولة تتفوق في قوتها على قدراتنا في مواجهتها منفردين، فما العمل لتقليل الخسائر؟ الإجابة هي في الاهتمام بالداخل من خلال تقليل التوتر السياسي بتحسين الإدارة العامة.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

مصروفات وزارة التربية والتعليم في ميزانية          2014-2015 بلغت ملياراً و700 مليون دينار، ومع ذلك لم تكن الكويت ضمن قائمة الدول العربية المتطورة في مجال التعليم، كما جاء في تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأخير؟!

***

بمَ يمكن وصف حال الكويت اليوم؟ وما العوامل التي تسهم في صنع هذه الحال؟

أختصر أبرزها: احتقان سياسي داخلي سببه الحقيقي رداءة الأداء الحكومي الإداري، وتعثر منظومة التعليم رغم كرم الصرف (مليار و700 مليون دينار لسنة 2014)! وهبوط أسعار النفط، وتوتر إقليمي بسبب تحولات في نظرة الدول الكبرى تجاه إيران.

قد تكون هذه الأحوال قريبة الشبه بما كان عليه الوضع العام في الفترة التي تلت حل مجلس الأمة عام 1986: احتقان داخلي وتجمعات إثنينية، وحرب إقليمية بين إيران والعراق، وتشنج مذهبي، ورقابة مشددة على الصحف، وقمع للمتظاهرين.

شخصيا لا أحبذ المقارنات بين أحداث مختلفة رغم إغراءات التشابه، وذلك لسبب بسيط وهو صعوبة تقييم العوامل التفصيلية التي تقود لحدث ما ووزنها، لأن الأحكام العلمية لا تأتي عادة إلا بعد مرور فترات زمنية كافية.

نعود لحالنا اليوم، أو (الكويت اليوم) كما هو في العنوان.

 في اعتقادي أن العوامل الخارجية المحيطة بالدولة تتفوق في قوتها على قدراتنا في مواجهتها منفردين، ولذلك لا بد من تحمل قدر من الخسائر المحتومة، فالكويت اليوم تدخل في تحالف عسكري وسياسي لترتيب أوضاع شائكة في اليمن، كما أن لديها ملفاً يحتاج إلى حسم عنوانه نفط المنطقة المقسومة، ونتمنى أن يجد حلاً، وهناك بالطبع التوتر المحيط بنا من العراق وسورية وخطر الجماعات الإرهابية.

فما العمل لتقليل الخسائر؟ الإجابة هي في الاهتمام بالداخل، وبتقليل التوتر السياسي من خلال تحسين الإدارة العامة، وتغيير الأوضاع في التعليم والصحة والإسكان وكشف المتسببين في ملفات الفساد في مؤسسات الدولة واستباحة المال العام فيها، ووقف خطف المناصب القيادية.

بعض من تم سجنهم في الآونة الأخيرة كانوا ينتقدون أوضاعاً عامة غير سليمة في البلد، والآن وبعد أن تم سجنهم فآن الآوان لإصلاح ما كانوا ينتقدونه!

 في الفترة الممتدة من 1986 حتى 1990 عام الغزو العراقي كان هناك احتقان سياسي شديد داخل البلد لم تتم معالجته بشكل يخفف من وطأة الحرب الدائرة على مرمى من مدينة الكويت، وما نتمناه ألا يستمر هذا الاحتقان الداخلي اليوم بسبب رداءة الأداء الحكومي الذي يتسبب في إشاعة أجواء سلبية انعكست على سلوك المواطنين. ما نحتاجه تحديدا تجارب نجاح.

back to top