المنتج محسن جابر: الدولة متراخية في مواجهة القرصنة

نشر في 09-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 09-03-2015 | 00:02
No Image Caption
محسن جابر أحد أهم منتجي الألبومات في العالم العربي عموماً ومصر خصوصاً، وهو صانع النجوم والمحرك الأول للأغنية العربية من خلال إنتاج أغانٍ لفنانين عرب تنوعوا بين نجوم الصفين الأول والثاني ووجوه جديدة.
عن تاريخه وقضايا فنية وعلاقته بأجيال من المغنين كان اللقاء التالي معه:
ما آخر تطورات قرصنة الأغاني والألبومات وكيفية مواجهتها؟

قررت عام 2007 وقف نزيف الخسائر بسبب القرصنة التي وصلت إلى 95% من رأس المال، وما تبقى لا يكفي لاستمرار الصناعة، لذا تواصلت مع جهات معنية، تحديداً وزارات: الاتصالات والداخلية والثقافة، ونجحت في حث الحكومة على إصدار قرار في 2011 بغلق مواقع التحميل، أي قبل قيام الثورة بأيام. بعدها لم يستقر مسؤول في منصبه فترة كافية كي أتابع الأمر معه، واقتصرت الجهود على محاولات فردية، فأنا عضو في الاتحاد الدولي للمنتجين، وبهذه الصفة خاطبت الدول الأعضاء في الاتحاد لغلق المواقع التي تسطو على إنتاجي في بلادها، ما أسهم في تخفيض الخسائر، ولم يبق سوى حماية المنتج في الداخل، وهو أمر يتطلب متابعة مع الحكومة الحالية واتخاذ الأساليب لمواجهة هذه السرقات.

هل يعني ذلك اتهامك الدولة بالتراخي في هذا الشأن؟

تتعامل الدولة مع الفن عموماً ومع هذه المشكلة خصوصاً كأمر ثانوي، فيما هي كارثة في حد ذاتها. مثلاً، أثناء لقائي أحد المسؤولين وبعد تحدثي عن القرصنة والتدابير اللازمة لمواجهتها، رد أن لديه مشاكل أهم! حتى قانون حماية الملكية الفردية الصادر منذ سنوات لم يرد فيه أي بند عن سرقات الإنترنت! من هنا، على الدولة إجراء تعديلات على هذا القانون لتواكب العصر.

برأيي، لا بد من تعاون الدولة والمنتجين للقضاء على هذه الآفة التي دمرت صناعة الأغنية وكبدتها خسائر بالملايين.

هل ثمة أمل في القضاء على ظاهرة القرصنة وعودة الحياة إلى صناعة الألبومات؟

بالطبع ستنتهي هذه المشكلة قريباً، بالتعاون بين الدولة والأطراف المعنية، وصدور تشريعات وقوانين جديدة. سبق أن مررنا بأزمة مماثلة في نهاية السبعينيات مع الكاسيت، إذ ظهرت آنذاك نسخ مقلدة ومهربة منها، ما أدى إلى خسائر كبيرة. لكن الدولة أصدرت قوانين وأنشأت شرطة المصنفات وتمت السيطرة على السوق وتتبع المزورين، وبعد فترة انتهت الأزمة. حدث ذلك كله بعد لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب الرئيس السادات في أعقاب تعرض شركته {صوت الفن} إلى خسائر ضخمة.

ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب، وهل أضافت إلى الساحة الغنائية؟

الهدف من هذه البرامج العائد المادي من الإعلانات والتصويت لصالح المطربين، وقد حققت هدفها. إلا أنها لم تضف إلى الساحة الغنائية، لأن الفائز يبحث عن فرصة جديدة فور تخرجه في البرنامج وكأن شيئاً لم يكن. في كل يوم تطرق بابي مواهب جيدة لو أتيحت لها الفرصة لأصبح لها شأن كبير، لكن ظروف صناعة الأغنية وما حدث لها من تدمير يمنعاننا كمنتجين من تقديم وجوه جديدة، وبالطبع أصحاب هذه البرامج لن يخاطروا بما حققوا من مكاسب في الإنتاج للفائز...  

ما رأيك في أغاني المهرجانات؟

ظاهرة عشوائية أفرزتها ظروف استثنائية وعشوائية. بعد انهيار سوق الألبومات بفعل القرصنة خرجت من الساحة شركات إنتاج كانت تنتج لكبار المطربين وابتعد بعض المطربين، ولم يبق سوى شركات صغيرة لا اسم لها ولا تهتم بما تقدم، فكانت السبيل الوحيد لظهور أغانٍ هابطة في الفترة الأخيرة.

 

اختفاء الحفلات العامة وانحسارها في الشواطئ... خطأ من؟

للأحداث السياسية تأثير مباشر فيها، فإقامة حفلة تمثل عبئاً أمنياً، ولم تكن  حال البلد تسمح بذلك إلا في أضيق الحدود، ثم لن يرضى المطرب مثلا بحفلات في المحافظات والأقاليم، كما يدعي، لأن أجرها لن تكون بنفس أجر حفلات الشواطئ والمدن الساحلية، ما أدى إلى اقتصار الحفلات على هذه المدن.

ما الهدف من طرح أغنية منفردة؟

نوع من التواصل مع الجمهور، يحتاج إعداد ألبوم إلى وقت وكلفة عالية أصبحت غير متاحة الآن، مع خروج شركات إنتاج كثيرة، ثم تقلل أغنية واحدة من خطر القرصنة وحجم الخسائر التي يتعرض لها المنتج من سرقة ألبوم كامل.

ما ردك على تصريح إيهاب توفيق بأنه ترك الشركة بسبب الاهتمام بتامر حسني وعاد بعد رحيله؟

نجاح مطربي الشركة هو نجاح للشركة ولي، ويستحيل أن أهتم بمطرب على حساب آخر وإلا لما تعاقدت معه. في الحقيقة يريد كل مطرب أن يكون وحده محور الاهتمام.

هذه المواقف واجهتها مراراً، في الثمانينيات تعاقدت مع وردة الجزائرية وميادة الحناوي، وقد دفعت الغيرة الفنية بينهما كل واحدة إلى الادعاء بأنني أهتم بالأخرى على حسابها، كذلك اتهمتني فايزة أحمد بالاهتمام بعزيزة جلال على حسابها... ما يشغلني هو نجاح كل مطرب تعاقد مع الشركة لأنه نجاح للشركة في النهاية.

كيف تختار المطربين للانضمام إلى الشركة؟

حرصت منذ البداية على التنوع، فثمة نجوم من الصف الأول على غرار عمرو دياب وراغب علامة وسميرة سعيد، ومغنون شعبيون وقارئو قرآن ومنشدون... منذ سبعينيات القرن الماضي تعاون معي نجوم الصف الأول والثاني ووجوه جديدة، وحدها فيروز لم تتعاون معي، إذ كانت لديها شركتها التي تنتج لها.

لم تتعاون أيضاً مع منير، فؤاد، شيرين وغيرهم كثر.

محمد منير صديق العمر، والتعامل معه ممتع لأنه فنان ونجم. سبق أن تعاونت معه في ألبوم {يونس} وأتمنى تكرار التجربة، كذلك تعاونت مع فؤاد منذ سنوات. في النهاية لا أعمل في سوق الألبومات منفرداً، وثمة شركات أخرى، ولكل مطرب الحرية في التعاقد مع الشركة التي تحقق طموحه. علاقتي مع الجميع، سواء مطربين أو أصحاب شركات، ودية، وتمكنت من تحقيق صلح بين نصر محروس وبهاء سلطان، وبين راغب علامة ومنتج أعماله، ولم استغل الظروف للتعاقد مع أي منهما.  

إحدى شركات الألبومات العربية متهمة بأنها تتعاقد مع بعض النجوم بهدف إخلاء الساحة لآخرين، ما رأيك؟

لا توجد شركة في العالم تتعاقد مع مطرب وتدفع له الملايين لمنعه من الغناء أو إفساح الطريق لآخر. كذلك لن تنهي أي شركة تعاقدها مع مطرب ناجح يحقق لها أرباحاً ومبيعات عالية.

ما الهدف من ترويج هذه الادعاءات؟

 تغطية بعض المطربين فشلهم. ولو نظرت إلى هؤلاء ستجد أنهم خارج الساحة الآن أو أصبحوا من نجوم الصف الثاني، وليسوا من أصحاب الأرقام الكبيرة في المبيعات.

ماذا عن التعاقد مع مطربين كبار وآخرهم وليد توفيق ونوال الزغبي؟

تسير المفاوضات معهما ومع مطربين آخرين بنجاح، وانتظروا من عالم الفن تعاقدات وأسماء لامعة في 2015.

back to top