أخذ حديث سلمى حايك  عن لبنان حيزاً من الحوار وبدت متعلقة  بأرض أجدادها، ورغم أنها لم  تزر هذا البلد في السابق، فإن لديها فكرة واضحة عن معالمه وأبرز شخصياته،  مشيرة إلى أنها أرادت زيارة لبنان منذ زمن طويل لكن الظروف حالت دون ذلك، واصفة شعورها لدى تحليق طائرتها في الاجواء اللبنانية ومشاهدتها بيروت من الجو بالرائع.

Ad

حايك التي تعود أصولها إلى بلدة بعبدات اللبنانية، أوضحت  أن «الجالية اللبنانية في المكسيك وفي العالم كبيرة جدّاً وموحّدة جدّاً»، وأسفت لعدم إجادتها اللغة العربيّة، وأضافت: «جدّي وجدّتي لبنانيّان، حتى أمي، وهي من إسبانيا، تطهو الطعام اللبناني مثل جدّتي اللبنانيّة، وحاولت منافسة عمّاتي على طهو أنواع الطعام اللبناني».

فخر واعتزاز

حول زيارتها مخيّم النازحين السوريين في لبنان قالت: {أفتخر بالشعب اللبناني الذي شرّع أبوابه لمن كان يُعتبر، في السابق، عدوّه. لا أعرف مستوى الكرم هذا في أي مكان آخر في العالم}.  بالنسبة إلى انخراطها في العمل الإنساني وتعاطفها مع النازحين السوريين، أجابت: {منذ بدأ النزاع في سورية، قلقت على الناس الذين يخسرون بلادهم، لا يتعلق الأمر بالدين أو بالسياسة بل بالناس، قلبي مع هؤلاء الذين اضطروا إلى الهرب، وقلبي مع الدول التي تناضل في ظل وضع اقتصادي سيئ وكان عليها استقبال النازحين. قصدت مخيّمات  هؤلاء النازحين لأنها طريقتي في مساعدة اللبنانيين أيضاً، منذ سنوات وأنا أتابع وأساعد}.

«النبي»...

روت حايك أنها اكتشفت كتاب {النبي} لجبران خليل جبران من خلال جدّها عندما كانت في السادسة، إذ كان يضعه إلى جانب سريره، ثمّ في الثامنة عشرة  من عمرها، رأت الكتاب مجدّداً فدفعها  فضولها لقراءته، وشعرت حينها  بأنه يعلّمها أموراً عن الحياة.  مع الوقت نمت لديها رغبة بتحويله إلى فيلم سينمائي، وتابعت: {فيلم {النبي} رسالة حبّ ووفاء لبلدي،  اعتقدت منذ أربع  سنوات، عندما بدأنا هذه المغامرة الرائعة، أنّ من المهمّ تذكير العالم بأن مفكراً  لبنانياً وعربياً وحّد العالم بأسره بفلسفته وجمع الأديان لعدّة أجيال في أنحاء العالم. أردت أن يتذكّر الناس بوضوح هذا الرجل اللبناني وفلسفته التي هي نوع من الطبّ لألم الروح وأوجاعها. هذا الفيلم للشباب والأطفال الذين يعتقدون اليوم بأن رابط العالم هو الإنترنت، من المهمّ ألاّ يتوقّفوا عن تعلّم التواصل مع البشر الأخرين بعمق. هذا الفيلم ليتذكّر الإنسان أموراً جميلة في داخله، وهو مرآة لكلّ شخص يشاهده}.

طالبت حايك  اللبنانيّين بدعم  الفيلم الذي أنتجته وصوّرته عائلة من الأصدقاء المحبّين لهذا الفيلسوف الرائع مقابل الحدّ الأدنى من المال، وقالت: {كلنا عملنا مقابل القليل، الفيلم هو تكريم لهذا الكاتب الاستثنائي، أردت تصويره من أجل لبنان}.

حياة شخصية...

حول حياتها الشخصيّة، قالت حايك إن أحد إنجازاتها الكبرى أنها وجدت الحب الحقيقي، {هذا امتياز كبير عندما تتزوّج الشخص الذي تحبّ، أردت أن يكون لديّ عائلة ولكن أنجبت طفلة واحدة فحسب،  الخبر السار أن لزوجي أولاداً آخرين، ومحظوظة أيضاً لأن والديّ يحبّانني ويدعمانني ولديّ شقيق رائع، العائلة مهمّة جدّاً بالنسبة إلي}.

إصرار

عن بداياتها الفنيّة، كشفت حايك أنه طُلب منها تغيير اسمها لتتمكّن من الوصول إلى النجوميّة، {عندما بدأت حياتي المهنيّة في المكسيك قيل لي: يمكنك أن تصبحي نجمة ولكن علينا تغيير اسمك الذي يصعب لفظه في المكسيك، واعتبروا أن أحداً  لن يتذكّر هذا الاسم، فجلست  وساد صمت لدقيقة وقلت: لا تقلقوا سأحرص على أن يتذكّروه وأن يتعلّموا لفظ هذا الاسم في المكسيك والعالم}.