مر قطوع الخلاف بين وزير العدل أشرف ريفي ووزير التنمية الادارية محمد فنيش، على خلفية اتهام الأول لـ«حزب الله» بـ»تبييض الاموال والتهرب من الضرائب». وقالت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» إن «الخلاف داخل مجلس الوزراء يعكس وجهة النظر داخل تيار المستقبل الرافضة لمبدأ الحوار مع الحزب»، لافتة إلى أن «اتهام ريفي للحزب أتى بعد حملة قوى 8 آذار على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة». وأضافت المصادر أن «السنيورة وريفي يمثلان الجناح المتشدد داخل تيار المستقبل الذي لايزال يسأل عن الجدوى من الحوار مع حزب الله، في ظل انغماسه في وحل الأزمة السورية»، مشيرة إلى أن «رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لا يمانع تكرار إظهار ريفي لموقفه بهذه الطريقة كي يبقى هناك توازن في العلاقة مع الحزب، وكي لا تفسر خطوة الحوار على انها استسلام له».

Ad

وكان فنيش بادر الى إثارة ما صرح به ريفي، فسأل ريفي: «هل لديك معطيات وإثباتات تحيلها على التحقيق؟ إن في الامر ما ينعكس على الحكومة وعلى الهدوء في البلد»، فرد ريفي: «أنا حريص على البلد أكثر منك. يجب أن تعرف أننا في حكومة ائتلافية وربط نزاع، وهذا ورد في تحفظي الذي سجلته على البيان الوزاري. إنني حريص على الامن والاستقرار، وأتطلع الى بلد فيه دولة وليس دويلة، فلا يعتبر متهم بقتل الرئيس رفيق الحريري قديسا. وإذا أردت أدلة فهناك الكبتاغون، وأصغر ولد يعلم ماذا يجري في المرفأ حيث تخرج بضائع تجارية من غير أن تفتّش لكي تباع في الخارج».

الحاج حسن

وهنا تدخّل وزير الصناعة حسين الحاج حسن لمؤازرة زميله فنيش في النقاش قائلا: «بصفتك وزيرا للعدل لم تعرض علينا أدلة، ولدينا أيضا ملفات المازوت والاملاك البحرية»، فأجابه ريفي: «أنا، من دون أي تردد، أقول لك أنا مستعد للذهاب الى المحاسبة». عندئذ تدخل رئيس الوزراء تمّام سلام داعيا الوزراء الى ان يأخذوا في الاعتبار مصلحة البلد في مرحلة حساسة يجتازها، كما دخل على خط التهدئة وزير الداخلية نهاد المشنوق، فرد ريفي مؤكداً حرصه على البلد، متعهدا «استمرار النضال حضاريا حفاظا على الدولة لأبنائنا وليس على الدويلة».

وبينما أصدر وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قرارا أمس قضى بتأجيل تسريح العميد الركن ادمون فاضل من الجيش حتى 20/9/2015، حذر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس من أن «لبنان كله يرقص على حافة الهاوية وليس الحكومة فقط»، كاشفا ان «موضوع التمديد لكبار الضباط لم يطرح على طاولة مجلس الوزراء مع استبعاده امكانية انتخاب رئيس قبل الصيف».

من جهة ثانية، أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف خلال تقديم شهادته للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، وقد استجوبه محاميا الدفاع عن سليم جميل عياش وأسد صبرا، الى ان «رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري كان يعلم أن هناك من يتنصت عليه عندما يجري اتصالات عبر الخط الأرضي في قريطم»، مضيفا: «لو فاز رفيق الحريري بانتخابات عام 2005 لكان ذلك سيؤدي الى الانسحاب السوري التدريجي من لبنان».

وعن قضية الزيت، قال يوسف: «الحريري تعمد الاتصال من رقم هاتف أرضي باللواء علي الحاج، لأنه كان يعلم بعملية التنصت على مكالماته»، وأعلن «ان الحريري اتصل باللواء الحاج وعاتبه، موضحا أن توزيع الزيت في شباط هو هبة ليس رشوة انتخابية»، متابعا: «الحريري أراد من اتصاله بالحاج ايصال رسالة إلى من يتنصت عليه بأنه جاد في مساره السياسي رغم القرارات التعسفية تجاهه».