في سابقة خطيرة، اتجه مسلحو جماعة الحوثي صوب محافظات جنوبية بعد سيطرتهم على مناطق عسكرية ومدنية مهمة في أغلب محافظات الشمال.

Ad

وذكرت مصادر محلية لـ«الجريدة» أن مسلحي الجماعة انتشروا أمس في مديرية دمت بمحافظة الضالع الجنوبية، التي تقع بين محافظات إب والبيضاء وتعز ولحج، وتعتبر منفذاً مهماً إلى محافظة عدن الاستراتيجية، جنوب البلاد.

ويقول مسلحون مؤيدون لجماعة الحوثي إن انتشارهم في المديرية يأتي تحسباً لدخول عناصر «القاعدة» وجماعة «أنصار الشريعة» التابعة لها، والتي تقاتلهم في مدينة رداع المجاورة، وبالتالي فإن هدفهم هو تأمين المنطقة وأبنائها من أي عمليات إرهابية.

وطبقاً لمتابعين، فإن جماعة الحوثي وجدت تعاطفاً من بعض الأسر التي تسمى بـ»الهاشمية» في الضالع، فضلاً عن وجود مسؤولين ينتمون إلى حزب «المؤتمر الشعبي العام»، المتحالف ضمناً مع الجماعة، وهو ما سهّل انتشار الجماعة وشعاراتها.

وجاء وصول الحوثيين إلى الضالع بالتزامن مع أنباء عن بدء سيطرتهم على نقاط ومواقع عسكرية وأمنية قريبة من ميناء المخاء الذي يتوسط ميناءي الحديدة وعدن، في شريط ساحلي طويل يحتضن أهم الممرات البحرية في العالم، هو مضيق باب المندب.

ويعتقد متابعون أن ثمة مغريات كثيرة لتقدم الحوثيين باتجاه محافظات الجنوب، أهمها إلى جانب الثروة والنفط والغاز والموانئ، وجود جماعات «أنصار الشريعة» في بعض مناطق شبوة وحضرموت وأبين.

وتفيد معلومات خاصة بـ»الجريدة» بأن لجاناً شعبية مسلحة شُكِّلت أخيراً في مديرية سناح بمحافظة الضالع أيضاً، وهي تابعة لفصائل «الحراك الجنوبي» وأعلنت عن تكفلها بحماية المنطقة من أي مسلحين سواء كانوا يتبعون جماعة الحوثي أو «أنصار الشريعة».

وتوقع محللون حدوث صدامات إذا واصلت جماعة الحوثي زحفها المسلح باتجاه الجنوب، وخصوصاً عدن التي انتشر فيها أخيراً مسلحون قبليون يتبعون فصائل متعددة لما يسمى بـ»الحراك الجنوبي» الذي يطالب منذ سنوات بفك الارتباط مع الشمال.

وتقول مصادر محلية في عدن لـ»الجريدة» إن هناك «تحفزاً شعبياً متزايداً للحفاظ على المؤسسات المدنية والأمنية بشتى الوسائل»، موضحة أن «غالبية الشعب الجنوبي متفقة على فكرة حماية مسلحي الفصائل الحراكية المختلفة لمصالح دولة الجنوب العربي».

وتكفلت ما تسمى بـ»اللجان الشعبية» القادمة من أبين وشبوة ولحج إلى عدن، بحراسة منشآت الدولة بالتنسيق مع الجيش والأمن، وبحماية ساحة اعتصام نشطاء «الحراك الجنوبي» الذين صعّدوا من احتجاجاتهم السلمية للمطالبة بفك الارتباط مع الشمال بدءاً من منتصف أكتوبر الماضي.

ويخشى أن يكون ما حدث في بعض مناطق المحافظات الوسطى نموذجاً يؤخذ به في عدن أيضاً، وذلك في إشارة واضحة إلى مساندة وحدات الجيش والأمن لعناصر الحوثي في توسعها الميداني الأخير، بحجة محاربة أنصار «القاعدة»، لكنهم في الوقت ذاته يتساءلون كيف يمكن للجيش أن يدعم لجاناً شعبية حوثية في الشمال ولجاناً شعبية حراكية في الجنوب؟ مشيرين إلى أن القادم سيكون أكثر رعباً، إذا لم تتوقف الاجتياحات المسلحة للمدن من كل الأطراف.