السنيورة: الحريري أبلغني أن «حزب الله» حاول اغتياله مراراً

نشر في 25-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 25-03-2015 | 00:02
No Image Caption
«الحريري كان يخاف عند كل عودة إلى بيروت... وراهن على انتباه البعض لعواقب اغتياله»
● فتفت لـ الجريدة: الحوار مع الحزب لن يتأثر لأننا اتفقنا على «تحييد» المحكمة الدولية والسلاح
في معلومة تكشف للمرة الأولى على العلن، منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال رئيس «تكتل المستقبل» النيابي فؤاد السنيورة في شهادته أمام المحكمة الدولية، إن الحريري أبلغه أن حزب الله حاول اغتياله أكثر من مرة.

في اليوم الثاني على شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، فجر رئيس الحكومة السابق، فؤاد السنيورة، قنبلة سياسية وأمنية من العيار الثقيل من شأنها أن تنعكس مباشرة على أجواء الحوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، كما من شأنها أن تنعكس على مسار التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي اتهم 5 أشخاص بالتورط فيها ينتمون جميعهم الى «حزب الله».

وفي معلومة تكشف للمرة الأولى، ذكر السنيورة الذي يترأس الكتلة النيابية لتيار المستقبل أن «الرئيس الشهيد رفيق الحريري أبغلني عن محاولات اغتيال عدة قام بها حزب الله ضده قد جرى اكتشافها»، مشيراً إلى أن «الحريري كان يعتمد على أن البعض سيكون منتبهاً لعواقب اغتياله ولا يقدم على مثل هذا الأمر».

ولاحقاً ورداً على سؤال من محامي الدفاع عن المتهم العنيسي، قال السنيورة: «ذكرت حرفيا ما سمعته من الحريري عن اكتشاف محاولات حزب الله لاغتياله وليس لدي ما اضيفه بشأن ذلك».

«الله يسترنا في بيروت»!!

وأشار الى أنه بعد كل زيارة الى الخارج كان الحريري يقول «الله يسترنا عندما نعود الى بيروت»، مضيفاً أن «النظام الامني اراد ان يبقي الحريري ملجوما وخاضعا للاستتباع السوري».

رستم و«الغرض»

وأعلن السنيورة أنه اثناء لقائه الأخير بالحريري، جاء مرافقه يحيى العرب وقال إنه التقى اللواء السوري رستم غزالة و»سلمه الغرض»، مضيفا: «استنتاجي ان الغرض المقصود الذي سلم لرستم غزالة هو مبلغ من المال، وكنت اسمع ان هناك مساعدات كانت تعطى لغزالة بين حين وآخر».

وأشار إلى أن «الحريري كان يحاول ان يتقي العسف الذي يمارسه النظام الامني السوري، وليس لدي على الاطلاق أي معلومة عن المبالغ التي كان يتقاضاها رستم غزالة».

توزيع الزيت

وزاد: «في لقائي الاخير مع الحريري كان متجهما وممتعضا جدا من القضية التي أثيرت حول توزيع الزيت»، في اشارة الى اتهام الحريري برشوة الناس للاقتراع له.

«المحكمة أنقذتنا»

وأكد السنيورة أن «طلب انشاء محكمة دولية اتخذ في اجتماع قريطم بعد الجريمة ودون تدخل من احد»، مشيرا الى ان «الأحداث التي كانت تلي الجريمة كانت تثبت صواب إنشاء المحكمة»، ومؤكداً أنه «جرت محاولات لاستبدال المحكمة الدولية بأخرى عربية لكن المحاولات ولدت ميتة».

ولفت الى أن «الرئيس السابق اميل لحود رفض القيام بالتعهد لعقد جلسة مجلس الوزراء بشأن اقرار الاتفاق مع المحكمة، ولما لم يعط اي موقف ولمست امتناعا عن ذلك وجهت دعوة للحكومة. لم يكن يبدو لي ان لحود كان مرحبا بتأسيس المحكمة الخاصة بلبنان وكان انطباعي انه يتهرب من عقد جلسة للحكومة لبحث هذا الموضوع»، مؤكدا ان «احد أهم القرارات التي اتخذت على طاولة الحوار الوطني انشاء المحكمة الدولية».

وأضاف أن «هناك من كان يحاول في لبنان تلطيخ المحكمة والنيل من حياديتها والعمل على اظهارها وكأنها تحاول ان تتخطى حدودها»، مؤكدا «ان من يؤيد المحكمة يريد الحقيقة مهما كانت مؤلمة، لأن اخفاء الحقيقة يعمق الجروح»، مشيرا الى ان «الغالبية الساحقة من اللبنانيين كانت مع انشاء المحكمة لكشف الحقيقة وللحد من استمرار الاغتيالات».

 وختم: «لو لم تنشأ المحكمة الدولية لكان سيل جرائم الاغتيال التي شهدها لبنان قد استمر».

فتفت

في السياق نفسه، قال عضو كتلة المستقبل، النائب احمد فتفت، لـ»الجريدة» إنه لم يتفاجأ بكلام السنيورة، «لانني كنت على اطلاع على هذه المعلومة».

وعن تأثير كلام السنيورة على الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله»، أشار فتفت إلى أنه «من الأساس اتفقنا ان المحكمة والسلاح خارج نطاق الحوار والخلاف مستمر حولهما»، لافتا إلى ان هذا «ليس ما يؤثر على الحوار».

وتساءل: «هل ينتظر حزب الله منا الا نقول الحقيقية؟»، مضيفاً: «الحملة الأخيرة على الرئيس السنيورة كانت تهدف للضغط عليه لتخفيف كلمته أمام المحكمة الدولية، لكنه لم يرضخ والتزم بقناعاته».

واستبعدت مصادر سياسية ان يتولى «حزب الله» الرد على إفادة الرئيس السنيورة أمام المحكمة، وقالت المصادر إن «حزب الله اتخذ قراراً بعدم الرد حتى قبل بدء السنيورة بتقديم إفادته».

جعجع - باسيل

في موازاة ذلك، زار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مساء أمس الأول «معراب»، حيث التقى رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، على مدار ساعة ونصف الساعة، ناقش خلالها الطرفان، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لجعجع، ملفات عدة من ضمنها اقتراح قانون استعادة الجنسية.

 وشدد جعجع على «أهمية هذا القانون لجهة استرجاع المتحدرين من أصل لبناني لهويتهم وانتمائهم، فضلا عن مساهمته في عودة أكبر قدر ممكن من اللبنانيين الى وطنهم الأم بعد طول غربة عنه».

وأكد جعجع في حوار مع جريدة زحلة الفتاة، ينشر اليوم، أن «الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات مستمر، بغض النظر عما سنتفق عليه او النقاط التي قد نختلف حولها»، مستبعدا «حصول انتخابات رئاسية في المدى المنظور، نتيجة قرار استراتيجي لدى ايران، بعدم حصول هذا الاستحقاق اذا لم تأت بمرشحها الى سدة الرئاسة»، مشيراً الى أن «الحل في هذا الاطار يكون عند حصول تغيير في موازين القوى».

اعتقال مطلوبين

في سياق منفصل، أوقفت مديرية المخابرات في الجيس اللبناني صباح أمس المطلوبين الإرهابيين عمر ميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة»، وبلال ميقاتي الملقب بـ«أبي عمر اللبناني» و«أبي عمر الطرابلسي»، وهما ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية ومن المشاركين في الاعتداءات على الجيش، وفي عمليات إرهابية داخل الأراضي اللبنانية، كما يشتبه بتورط أحدهما بذبح أحد العسكريين المخطوفين. وقد بوشر التحقيق معهما بإشراف القضاء المختص.

back to top