ضمن مشروع {طي الذاكرة}، وبعد سبعين عاماً على تأليفه ونشره، يعيد {المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – الدوحة} نشر كتاب {سيناء المدخل الشرقي لمصر} للمؤلف المصري عباس مصطفى عمّار.

Ad

حين صدر كتاب سيناء المدخل الشرقي لمصر} للمرة الأولى، كانت مصر وفلسطين والعراق تحت الانتداب البريطاني بينما لبنان وسورية تحت الانتداب الفرنسي، فأتى هذا الكتاب في لحظة انتقالية كان الانتداب يستعد فيها للرحيل، بينما لا تعرف المنطقة ما ينتظرها في المقبل من الأيام. واليوم إذ يعاد نشره فإن المنطقة ذاتها تشهد فترة مصيرية في تاريخها المعاصر ولا تعلم ما الذي ينتظرها في المقبل من الأيام.

في آواخر ثلاثينيات القرن الماضي عكف عباس مصطفى عمار على تأليف الكتاب، فأمضى تسع سنوات في سيناء درس فيها جغرافيتها وتضاريسها وممراتها وتشعب تكوينها السكاني. في عام 1946 صدر الكتاب غنيّاً بالمعلومات الجغرافية والتاريخية والأنثروبولوجية.

 يستهل الكاتب حديثه عن سيناء بتوضيح الأهمية التي تحتلها كطريق مواصلات ومعبر تاريخي للهجرات البشرية، وتأكيداً على ذلك، يتنقل الكاتب في تاريخ سيناء، مستعرضاً مراحله الأساسية منذ أن سُكنت هذه المنطقة للمرّة الأولى، ومولياً أهمية أكبر لتاريخ سيناء في مرحلة ما بعد الفتح الإسلامي، مستعرضا المراحل التي مرّت بها، بالإضافة إلى استعراض الطرق الرئيسة فيها باعتبارها ممرا للتجارة العالمية متتبعا تطور تلك الطرق في الفترات التاريخية المختلفة.

يستند المؤلف إلى مصادر تراثية قديمة مثل حمزة الأصفهاني وابن إياس، ومراجع عربية حديثة مثل جرجي زيدان وعارف العارف، إضافة إلى وثائق عربية وبريطانية وفرنسية وألمانية ترجع إلى فترات مختلفة، وتقارير رسمية صادرة عن مصلحة خفر السواحل أو مصلحة الحدود أو خرائط، أشرف على رسمها وجمعها سنة 1933 يوسف كمال.

يمر الكتاب، الواقع في 239 صفحة، على القبائل التي تسكن سيناء، وتوزيعها والمهن التي عملت فيها، مبيناً أن الوجود السكاني في سيناء كانت تختلف كثافته باختلاف المراحل التاريخية، إضافة إلى تأثره بالمواسم المطرية وبتطور وسائل نقل البضائع والحجاج وتطور طرق المواصلات.

يهدف مشروع {طي الذاكرة} إلى البحث عن المنسي والمفيد من الكتب القديمة، وإعادة نشر المتميز منها، بغية ترميم الجسور المعرفية وردم الهوات بين عوالم الأفكار ومراحلها وإعادة الوعي والاعتبار إلى ما نسي أو كاد ينسى منها.