«اللي فينا كافينا»
عبارة يجب أن يسمعها أعضاء مجلس التابعين الحكومي، بعد أن قرأنا أخبار حماسة 33 عضواً لإقرار الاتفاقية الأمنية بين دول الخليج، العبارة هي «اللي فينا كافينا»، يكفي علينا قلقنا الكبير من تهاوي أسعار النفط وعلى رقابنا سلطة كانت «محتاسة» وغارقة عندما كانت أسعار النفط فوق المئة دولار، والآن تواجه أكبر أزمة اقتصادية بالفكر الساذج ذاته، ويكفي علينا: غرقنا في أخبار «توتر» عن مشاريع تثمينات بأرقام فلكية، في الوقت الذي يختنق اقتصاد الدولة مع حكومة مازالت تردد أسطوانة «يجب أن نشد الحزام... ويجب أن نرشد الإنفاق، ويجب اتباع وصفات صندوق النقد الدولي»...! تهنا معها ومع خصبصة ضياعها الإداري والمالي، ويكفي علينا مشاكل ليس لها أول ولا آخر من مرور خانق وأزمة سكن وأسعار أراض جنونية، إلى تردي الخدمة الصحية، إلى تدهور التعليم من روضة إلى جامعات «الفالصو»، وإقرار شهاداتها تنفيذاً لضغوط نواب مجالس الهم والغم، يكفي علينا همومنا الكبيرة التي ما كان يجب أن تتراكم على بلد في مثل حالتنا، حين كانت كل ظروف الداخل والخارج تقدم أفضل الفرص للتقدم والتنمية وارتقاء البشر، فضيعتها الإدارات السياسية المتعاقبة، وهي «شكلاً» متغيرة ومتعاقبة لكن جوهرها واحد ويا خسارة، ويكفي علينا التضييق المتزايد يوماً بعد يوم على حريات الضمير، ولا يجد الشباب المهموم بقضايا الوطن من يلجأ إليه لإنصافه.يكفي علينا الكثير والكثير من «حوسة» هذا الوقت الأغبر، ولا تنقصنا هذه الهرولة المزايدة لإقرار الاتفاقية الأمنية الخليجية... أي أمن يتحدث عنه نواب المرايا العاكسة للحكومة في الخليج و»المخاطر الخارجية»، كما يروج في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية؟! اذ لا توجد دولة خليجية واحدة ليس لها خلاف حدودي مع جارتها، اعطوني يا حضرات النواب مثالاً واحداً عن حدود مستقرة ومعترف بها بين دولتين جارتين من دول المجلس حتى نهلل معكم للاتفاقية، أخبروا قواعدكم الذين صوتوا لكم عن المادة السادسة من الاتفاقية التي تنص على عبارة مثل «... الجريمة المنظمة عبر الوطنية المستجدة»، ماذا تعني تلك العبارة؟ وأي فقيه هو «فلتة زمانه» يمكن أن يرشدنا لمعاني كلمات مثل «المنظمة، عبر الوطنية، مستجدة»!! قولوا لنا، مثلاً، إن المقصود بها ملاحقة جرائم الرأي والتجمعات السلمية الناقدة لأنظمة الحكم...! ماذا نفهم من تلك الكلمات غير المزيد من القمع واللكمات؟
بأضعف الإيمان شاهدوا لقاء رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون مع الزميل محمد الوشيحي في برنامج تلفزيوني حر وجريء تم قبره ووئدت معه القناة التلفزيونية التي كانت تبثه تحقيقاً لحرية الرأي بدولة الحريات، وماذا قال أحمد السعدون عن الاتفاقية وتاريخها؟ وكيف تم تعديلها للأسوأ من قبل الدول الموقعة عليها؟يكفينا اللي فينا يا نواب 33، آخر ما ينقصنا اليوم... هو حصافتكم حين تمثلون هذه الأمة المغتمة بكم.