كشف تقرير إحصائي، صادر عن وزارة الداخلية المصرية، شيوع ظاهرة عنف الطلاب، منذ انطلاق الفصل الدراسي الثاني، مطلع فبراير الماضي، ما فجر تخوفات لدى الخبراء من تنامي الظاهرة، خاصة أن التقرير أوضح أن عنف الطلاب مثّل 82% من إجمالي الحوادث التي سجلتها الوزارة خلال تلك الفترة، إلى جانب تسجيل 15 حالة وفاة بين صفوف الطلاب على مستوى المحافظات نتيجة هذا العنف.
الخبير والباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، كمال مغيث، انتقد عنف المُعلمين تجاه الطلاب، خاصة أن "الطالب أصبح يفقد حياته نتيجة هذا العنف"، مؤكداً لـ«الجريدة» أن عنف المُعلِّم مع الطلاب لا يمت إلى مفهوم "التربية والتعليم" بصلة، ولا يعتبر إلا "سلوكاً همجياً مدمراً للشخصية والمهارات الإبداعية، ما يُسبب أمراضاً نفسية للطالب"، متابعاً: "المواثيق الدولية حرمت العنف، تجاه الطفل نهائياً، سواء باللفظ أو الاعتداء بالضرب عليه".ظاهرة العنف بشكل عام، تحدث عنها أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية، سعيد صادق، حيث أكد أنها "أصبحت من أسوأ المشاكل التي تواجهها مصر حالياً"، مبرراً أسباب انتشارها بـ"شعور الشخص بالنقص لقلة الإمكانيات، إلى جانب ما تبثه وسائل الإعلام من مواد تزيد من روح العصبية والعنف، فضلاً عن انتشار البطالة، وضعف الفهم الوسطي للدين".أما بشأن العنف الطلابي في المدارس، فيقول صادق لـ«الجريدة» إن "عدم الاختيار المناسب للمعلمين، وغياب الرقابة زاد من عنف المعلمين تجاه الطلاب"، مطالباً بـ"إجراء دورات تدريبية للمعلمين لاطلاعهم على أحدث طرق تواصل مع الطلاب، إلى جانب ضرورة تشديد الرقابة والتأكيد على قيم احترام المُعلم من قبل الأسرة".مؤسس رابطة استقلال المعلمين محمد زهران، ربط بين وجود العنف الطلابي والقصور الإداري في الرقابة، مطالباً في تصريحات لـ"الجريدة" بـتعديل اللوائح وسد القصور، لردع الطرفين "المُعلم والطالب"، والحفاظ على حقيهما، مشيراً إلى أن "سلوكيات الطلاب تغيرت وأصبحت تميل إلى العنف والصدام والدموية، بفضل ما تبثه وسائل الإعلام من مواد عنيفة لا تساعد على إعلاء قيم التسامح".
دوليات
«الداخلية» تخشى انتشار «عنف المدارس»
11-04-2015