أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتصحيح أوضاع اليمنيين المقيمين بطريقة غير نظامية في المملكة، بينما واصلت طائرات التحالف العربي قصف مواقع الحوثيين.

Ad

نشرت الولايات المتحدة التي لاتزال تخوض مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني سفناً حربية في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك بعد قيام إيران باعتراض سفن ترفع علماً أميركياً.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الأول أن المحادثات جارية مع دول اخرى من دون تحديد ماهيتها، من أجل تأمين حماية لسفنها من البحرية الأميركية.

وأوضحت «البنتاغون» أن البحرية الأميركية «سترافق» السفن التي تحت حمايتها، لكن دون أن يشكل ذلك «مواكبة»، وهو تعبير عسكري يمكن أن يذكر بفترات التوتر التي شهدها المضيق في الماضي.

وكانت واشنطن أعلنت الخميس الماضي أن سفنها الحربية «سترافق» السفن التجارية الأميركية في المضيق الذي لا يتجاوز عرضه 30 كلم وتحده إيران من الشمال، بعد احتجاز طهران لحاملة الحاويات ميسرك تيغريس التي ترفع علم جزر مارشال، وتعرض حاملة حاويات أخرى هي ميرسك كينسينغتون ترفع العلم الأميركي «للمضايقة» لمدة 15 الى 20 دقيقة من قبل زوارق عسكرية إيرانية.

وسبق أن شهدت الولايات المتحدة وإيران صراع قوة مرات عدة حول حرية تحرك السفن في المضيق الاستراتيجي.

ففي عام 1987، اقترح الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان أن ترفع ناقلات النفط الكويتية العلم الأميركي لتأمين مواكبة عسكرية لها، لأن إيران التي كان تخوض حرباً ضد العراق كانت تتعرض لها، لأنها تتهمها بنقل النفط العراقي.

وفي عام 1988، وقعت مواجهات بين سفن حربية أميركية وأخرى إيرانية انتهت بغرق ثلاثة زوارق إيرانية سريعة.

تصحيح أوضاع

في سياق آخر، ومع تواصل عمليات «إعادة الأمل» بقيادة السعودية في اليمن، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع اليمنيين المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية قبل الخامس من أبريل الماضي، حتى استقرار الأوضاع في بلادهم.

وقال الديوان الملكي السعودي في بيان أمس: «نظراً للأوضاع الحالية التي تشهدها اليمن، واستجابة لطلب الحكومة الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي بالوقوف إلى جانب الحكومة والشعب ومؤازرته في هذه الظروف، وتقديراً لأبناء اليمن ولتخفيف الأعباء عنهم، فقد صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة، لتصحيح أوضاع المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن، وذلك بمنحهم تأشيرات زيارة مدة ستة أشهر قابلة للتمديد، بعد حصولهم على وثائق سفر من حكومة بلادهم الشرعية».

وأمر الملك سلمان بـ«السماح لهم بالعمل وفق ما لدى الجهات المختصة من ضوابط، ويكون العمل بهذا الإجراء مدة شهرين من تاريخ بدء التصحيح».

ويأتي اتخاذ القرار في وقت يستمر فيه تقاطر النازحين من اليمن إلى الأراضي السعودية عبر منفذ الطوال البري.

إحباط إنشاء مدرج

إلى ذلك، قصف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية صباح أمس ميدان السبعين الواقع وسط العاصمة صنعاء، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية والمتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدة محافظات من بينها عدن، والضالع، وابين، وتعز، ومأرب.

وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن طائرات التحالف شنت غارتين على ميدان السبعين أكبر الميادين داخل العاصمة، مشيرة إلى أن الغارتين خلفتا أضرارا كبيرة بالميدان، الذي كان في السابق مطاراً عسكرياً.

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين رفعوا الحواجز الاسمنتية من على الميدان، لتحويله إلى مدرج هبوط للطائرات، وقالوا إن استخدام الميدان كمدرج لهبوط الطائرات يشكل خطورة كبيرة على السكان القاطنين في محيط الميدان، فضلا عن أن مستشفى السبعين الحكومي، هو الآخر لا يبعد عن الميدان سوى أمتار قليلة. وكان مدرج مطار صنعاء الدولي تعرض للقصف من قبل طيران التحالف في 28 أبريل، ما أسفر عن وقوع أضرار بالغة فيه.

وأشار المتحدث الرسمي باسم قيادة التحالف العميد ركن أحمد عسيري في بيان سابق إلى أن السبب وراء قصف المطار هو اختراق طائرة إيرانية للأجواء اليمنية، ومحاولة هبوطها في المطار.

اللجان الشعبية

في هذه الأثناء، تمكنت اللجان الشعبية من صد هجوم لميليشيات صالح والحوثي من الجهة الشمالية لمدينة مأرب، كما حققت تقدما في عدن واستعادة السيطرة على بعض المرافق من الحوثيين وميليشيات صالح.

وسيطرت اللجان الموالية لهادي على عدد من المواقع والتلال الاستراتيجية في مدينة تعز، في وقت تدور فيه اشتباكات عنيفة في الحي الجمهوري ومدينة النور وشارع الأربعين.

وأعلنت قيادة اللجان في محافظة الضالع، تخريج أول دفعة من مراكز تدريب المقاتلين الشباب، والتي دشنت لتأهيل مئات المنضمين للجان على استخدام جميع أنواع السلاح.

فشل أممي

من جهة أخرى، فشل مجلس الأمن في التوافق على مشروع قرار روسي يتناول الأوضاع الإنسانية في اليمن في جلسة مغلقة عقدها أمس الأول في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. وقدم وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان تقريراً للدول الأعضاء عن الموقف في اليمن، في ظل انقضاء المهلة التي حددها المجلس الدولي للأطراف اليمنية للالتزام بالقرار «2216»، إضافة إلى تعيين ممثل جديد للأمين العام إلى اليمن هو الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال فيلتمان انه في ظل «استمرار الحرب الأهلية» في اليمن، فإن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى «اتفاق نهائي لتقاسم السلطة يتم التفاوض عليه مع جميع الأطراف».

الوسيط الجديد

في السياق، من المنتظر أن يبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد الأسبوع المقبل جولة إقليمية، يجري خلالها مباحثات تتناول سبل إحياء عملية السلام بين الفرقاء اليمنيين.

(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)