اتهمت الحركة المطالبة بالديموقراطية اليوم الأحد الشرطة بالافراط في استخدام القوة بعد ليلة من المواجهات العنيفة في هونغ كونغ حيث حذر وزير من أن التظاهرات التي دخلت أسبوعها الرابع بلغت نقطة "حرجة".

Ad

وقام عشرات من رجال الشرطة الذين ارتدوا بزات مكافحة الشغب بضرب المتظاهرين ليل السبت الأحد في مونغكوك أحد ثلاثة مواقع يحتلها المتظاهرون منذ ثلاثة أسابيع.

وذكرت مصادر طبية ومراسلو وكالة فرانس برس في المكان أن عناصر الشرطة انهالوا بالضرب على المتظاهرين في الحي المكتظ بالسكان مما أدى إلى اصابة عدد كبير من المتظاهرين بكدمات وجروح وكسور تفاوتت درجة خطورتها.

وأعلنت حكومة هونغ كونغ اليوم الأحد أن عشرين شخصاً جرحوا في صدامات عنيفة جديدة جرت ليلاً بين المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية والشرطة في هذه المنطقة التي أعادتها بريطانيا إلى الصين في 1997.

وذكرت مصادر متطابقة أن العديد من المتظاهرين أصيبوا بجروح صباح الأحد خلال محاولة الشرطة تفريقهم بالقوة، وأضافت بأن الإصابات تنوعت بين كدمات وجروح في الرأس وكسور، عولج بعضها في المكان والبعض الآخر استدعى نقل الجرحى على حمالات.

وقدم رجال الشرطة والمتظاهرون روايات مختلفة عن أسباب الصدامات في هذا الحي الواقع في الشطر القاري من المدينة مقابل جزيرة هونغ كونغ.

وقالت الشرطة في بيان أنها التزمت ضبط النفس وتحركت عندما حاول "متظاهرون فجأة اقتحام" الطوق الأمني، وأكدت بأن عناصرها "استخدموا الحد الأدنى من القوة لتفريق" المتظاهرين بهدف "تجنب تفاقم الوضع".

أما المتظاهرين فقد قالوا لفرانس برس أنهم لم يفعلوا شيئاً يستفز الشرطة، وأضافوا بأن رجال الشرطة بدأوا بضربهم عندما فتحوا مظلاتهم التي أصبحت رمزاً للتعبئة من أجل المطالبة بالمزيد من الحريات الديموقراطية، ووضعوها على متاريس.

ويتسلح المتظاهرون بالمظلات للاتقاء من غازات الفلفل وضربات الهراوات التي تستخدمها الشرطة ضدهم.

وقال جاكي (30 عاما) "قاموا بضربنا بلا سبب، أصبت بثلاث أو أربع ضربات هراوات كانت الدماء تغطي رأسي وتلقيت علاجاً"، وأضاف "لم نفعل شيئاً، بعض الأشخاص خلفي فتحوا مظلاتهم فراحت الشرطة تضرب الناس، لم يكن هناك أي تحرك عنيف من جانبنا".

وصرح جيمس هون الذي ينتمي إلى رابطة الدفاع عن الحرية في هونغ كونغ أن "الشرطة انتهكت المبدأ" الذي يقضي "باستخدام الحد الأدنى من العنف لتفريق متظاهرين سلميين".

وأضاف هون الذي تضم حركته عدداً من المحترفين القلقين من تراجع الحريات أن ذلك كان يمكن أن يؤدي إلى إصابة متظاهرين بجروح خطيرة بل وإلى قتلهم.

وذكرت الحكومة أن عشرين شخصاً جرحوا بين الساعة 22,00 والساعة 6,00 (14,00 و22,00 تغ من السبت) بدون أن توضّح ما إذا كانوا من الشرطة أو من المتظاهرين، ولم يحدد المكتب الإعلامي للسلطة التنفيذية ما إذا كان هؤلاء الجرحى أصيبوا جميعهم في حي مونغكوك.

وقالت الشرطة في بيان أن الصدامات أسفرت عن إصابة أحد عناصرها في حين أصيب ثلاثة من المتظاهرين، مؤكدة بأن المتظاهرين هم الذين بادروا إلى الاصطدام بها من خلال محاولتهم إزالة الحواجز التي وضعتها واختراق الطوق الأمني الذي فرضته.

وهي الليلة الرابعة على التوالي من أعمال العنف في المستعمرة البريطانية السابقة التي تشهد أخطر أزمة سياسية منذ عادت إلى سيادة الصين في 1997.

وقالت كارلا تشو وهي طالبة في كلية الطب تطوعت لإسعاف المصابين في موقع التظاهرة أنها رأت أربعة متظاهرين مصابين في رؤوسهم و"ينزفون بشدة".

وقال ناشطون لوكالة فرانس برس أن عشرة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح في رؤوسهم أو أذرعهم أو أرجلهم وتلقوا العلاج في مستشفى مجاور.

من جهته، قال وزير المالية جون تسانغ أن حملة المطالبة بالديموقراطية بلغت "نقطة حرجة"، ودعا المتظاهرين إلى انهاء التجمعات.

وكتب على مدونته الشخصية "كنت شاباً وشاركت في حركات طلابية عدة"، وأضاف أن "قرار التراجع لن يكون سهلاً وسيتطلب شجاعة كبيرة وأعتقد أن لديكم الشجاعة لاتخاذ القرارات الجيدة في هذه اللحظة الحرجة".

وكانت سلطات هونغ كونغ عرضت السبت إعادة فتح المفاوضات مع الطلاب المطالبين بالديموقراطية الذين ينظمون منذ نحو ثلاثة أسابيع تظاهرات حاشدة تشل جزئياً نشاط المستعمرة البريطانية السابقة.

ويطالب المحتجون باستقالة الحكومة المحلية وباعتماد نظام انتخابي يتيح لهم أن يختاروا بحرية تامة رئيس حكومتهم المحلية في الانتخابات المقررة في 2017.

ووافقت بكين على مبدأ الاقتراع العام لانتخاب الرئيس المقبل للسلطة التنفيذية، إلا أنها تصر على التحكم بمسار الانتخابات من خلال لجنة حكومية مهمتها النظر في أهلية المرشحين.

وأثارت "حركة المظلات" في بادئ الأمر تعاطف الرأي العام لكن السكان بدأوا يتململون مع الاختناقات المرورية وتشكل طوابير طويلة من السيارات واضطراب النقل العام وإغلاق المدارس والمحلات التجارية.