«القتل المقدس» ينتقد القتل باسم الدين

نشر في 18-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-06-2015 | 00:01
No Image Caption
 

يستعرض كتاب "القتل المقدس: داعش... 10 سنوات من الخروج على الله"، الصادر عن دار رَهَف للنشر والتوزيع في 170 صفحة، للكاتب الصحافي محمد حميدة، الأسس الفكرية والفقهية لنظرية التطرف في المرجعية الإسلامية، بدءا من ابن تيمية والمحيط الاجتماعي والسياسي الذي قاده، لتدشين توجه فكري وفقهي مغالٍ في التشدد، ومتتبعا للنقلات التاريخية والمفصلية التي عبر عليها المنتج الفقهي الإسلامي في أزماته ومنعطفاته السياسية، التي حدت خطى الفقهاء والمفكرين نحو هذه المساحة الضيقة من تأويل النص واستنباط الدلالات وتوقيعها على الراهن والاجتماع البشري المساوقين لها.

ويلي التمهيد عشرون فصلا، تستعرض كل ما يخص تجليات هذا التطرف والتشدد المستند إلى رؤى ميتافيزيقية ومرويات مسحوبة على القداسة، ليبدأ الكتاب عبر فصوله الممتدة في التأصيل لنشأة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، بدءا من المرحلة التالية للغزو الأميركي للعراق، وتأسيس عدد من التنظيمات والحركات والجماعات المسلحة، المرتكزة على أسس فقهية ودينية في تحركها وفعلها في المجال العام، والتي شكلت نواة التنظيم ومبتدأ خطواته، قبل توسعه في الداخل العراقي، وفي الأراضي السورية –عقب اندلاع انتفاضة الشعب السوري في مارس 2011– وصولا إلى شكل التنظيم الحالي. 

ثم تبدأ باقي الفصول في استعراض جوانب التنظيم هيكليا وتنظيميا، وأهم قادته ومراحله المفصلية، ونزاعاته الداخلية، واقتصاده وموارده، وعلاقاته الخارجية بالدول والحكومات وبعض التنظيمات الإرهابية الأخرى، إضافة إلى ممارساته وجرائمه التي ارتكبها بحق الشعبين العراقي والسوري، وما أحدثه عبر خططه ومدونته الحركية والفكرية من تغير جذري عميق الفعل والتأثير في بنيتي المجتمعين وأسسهما الفكرية والتنظيمية.

كتاب "القتل المقدس: داعش"، يتوسل –في عبوره الواسع على هذا التنظيم– بآليات بحثية منهجية، يستند إلى معلومات وتفاصيل هي ثمار بحث وتقص طويلين ومع مصادر مطلعة وعلى مقربة من منابع التطرف والقيادة والحركة في التنظيم، وكذلك مع التنظيم نفسه وبعض قياداته.

والكتاب في كل هذا –وكما جاء في التقديم– هو "ولوج عميق للكاتب في عالم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومعه ستعيش تفاصيل رحلة الخروج على الله، التي غنّاها حداة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قبل 10 سنوات تقريبا من اليوم، وهو ما يمكنها أن تكون نبراسا وهاديا واضح الدرب ومحدد الخطوات لكل من يسعى لفهم مكنون وآلية عمل العقلية المتطرفة، ومنطلقات الراديكاليين ومبرراتهم ومفاتيح تسويقهم لأفكارهم، وكذلك تاريخ هذه الأفكار، وتاريخ داعش بشكل دقيق ومفصل".

back to top