«منو عيل»؟
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
تلك المثالية بالطرح والادعاء الكاذب بفضيلة المجتمع هي من أكثر أسباب تردي مجتمعنا، فنحن نواجه مشاكلنا بالزيف والكذب على أنفسنا لنوهم بعضنا بعضاً بما ليس فينا، وما استنكار اقتراح الفضل سوى نموذج بإمكاننا أن نسوق ألف دليل على نفاقنا ومحاولة الاختباء حول المثاليات لعدم مواجهة الواقع.فإن كنا فعلا هذا المجتمع الفاضل، فلماذا نسمع أخبارا شبه يومية عن ضبطيات الخمور وإتلافها؟ ولماذا يستمر مروجو الخمور في محاولة إدخالها إلى الكويت رغم خسائرهم المادية نتيجة بعض الكميات التي يتم ضبطها مادمنا مجتمعاً فاضلاً بعيداً عن الخمر؟ولمن توضع إعلانات الشقق المفروشة بإيجار يومي في الصحف الإعلانية؟ ومن يملأ كثيراً من شاليهات لؤلؤة الخيران بكثير من الممنوعات في كل نهاية أسبوع؟ ومن يبحث عن أقصر الإجازات للبحث عما هو ممنوع في الخارج القريب أو البعيد؟ولا يقتصر سوء مجتمعنا الذي لا نكشفه على الممنوعات أو المحرمات دينياً فقط، بل يمتد إلى أكثر من ذلك، فمجتمعنا هو من يسيء إلى العمالة الوافدة، وهو من يكذّب مدعيا المرض لعدم تأدية أعماله، ويتقاضى الأموال رغم تزويره، وهو من يزور الشهادات الدراسية من أجل الحصول على أموال أكثر من الدولة، وهو من يتلاعب بأموال العلاج في الخارج، وقد يساهم أحيانا في حرمان المستحقين، وهو من يبحث عن أي ألاعيب ليتحصل على ما لا يستحقه. لن يكفي مقال واحد لشرح ما نعانيه ولا نعترف به، وسنظل نكذب على أنفسنا لتقديم صورة مثالية غير واقعية عن أنفسنا لعلنا نشعر برضا مزيف ولا يمتّ للواقع بصلة، لقد تجذّر النفاق والكذب فينا وبمختلف قطاعاتنا، فالمجتمع يكذب ويدّعي المثالية، والحكومة تكذب وتدّعي أن الأمور طيبة، ولن يتغير أي شيء ما دمنا نكذب بدل أن نعالج.ضمن نطاق التغطية:إن كان المجتمع فاضلاً ومثالياً كما يدّعي البعض فلماذا نخشى السماح بالخمر كما اقترح الفضل، فلو أن مجتمعنا ملتزم فلن يؤثر هذا القانون في أحد؟خارج نطاق التغطية:كل عام وأنتم بخير، وكل الأمنيات للجميع بسنة أفضل من التي سبقتها.