استمرار المعارك في صنعاء رغم إعلان الأمم المتحدة عن اتفاق

نشر في 21-09-2014 | 14:50
آخر تحديث 21-09-2014 | 14:50
No Image Caption
استمرت المعارك الأحد بين المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يتخذون اسم "انصار الله" ومقاتلين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح (اسلامي) ومدعومين من الجيش، بالرغم من اتفاق لحل الأزمة أعلنه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر ليل السبت.

وسمع دوي انفجارات ضخمة في محيط مقر التابع للقائد العسكري اللواء علي محسن الأحمر وفي محيط جامعة الإيمان التابعة للزعيم السلفي عبدالمجيد الزنداني، وكلاهما من ألد أعداء الحوثيين.

وأكدت مصادر متطابقة أن اللواء الأحمر الذي كان الذراع اليمنى للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل أن ينفصل عنه في 2011، موجود داخل مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً، وهو محاصر تماماً في حين يتعرض المقر للقصف من قبل المسلحين الحوثيين.

ومن جهتها، أكدت مصادر مقربة من الزنداني أن الأخير موجود في جامعة الإيمان، وهو محاصر بدوره فيما تتعرض مباني الجامعة للقصف.

وبدت منطقة ساحة التغيير في شمال صنعاء خالية تماماً من أي حركة، مع استمرار القصف وتبادل إطلاق النار.

واستمرت المواجهات في صنعاء منذ إعلان المبعوث الدولي جمال بن عمر ليل السبت عن التوصل إلى اتفاق بين الحوثيين والرئاسة اليمنية لإنهاء الأزمة الحالية.

ونشر الحوثيون الآلاف من المسلحين وغير المسلحين في صنعاء وحولها منذ أعلن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في 18 أغسطس تحركاً احتجاجياً تصاعدياً للمطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود إضافة إلى تطبيق مقررات الحوار الوطني.

وانزلق الوضع إلى العنف منذ أيام في صنعاء وضاحيتها الشمالية حيث قتل العشرات في مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح،  الحزب الإسلامي الأكبر في اليمن.

وأعلن بن عمر في وقت متأخر من مساء السبت اتفاقا لـ "حل الأزمة" في اليمن بعد أن التقى الحوثي في معقله في صعدة بشمال اليمن.

وأوضح في بيان أنه "بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية بما فيها أنصار الله (الحوثيون) تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن والتحضير جار لترتيبات التوقيع على الاتفاق".

وأوضح أن "الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد".

وقد عاد مبعوث الأمم المتحدة مساء الجمعة من صعدة إلى صنعاء بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي.

وفرضت السلطات السبت حظر التجول إثر اشتداد المعارك بين "أنصار الله" ومسلحي حزب الإصلاح السني ما أوقع عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين إضافة إلى 22 مدنياً على الأقل، وأدت أعمال العنف أيضاً إلى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وغلق المدارس وأكبر أسواق العاصمة وإلى شبه شلل تام في صنعاء.

وخلال الأيام العشرة الأخيرة أعلنت السلطات اليمنية عن التوصل لاتفاقين للخروج من الأزمة إلا أنهما ظلا حبراً على ورق.

وغرق اليمن في أزمة منذ رحيل صالح في فبراير 2012 بعد 11 شهراً من الاحتجاجات ضد نظامه.

واليمن البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية يواجه أيضاً تمرداً انفصالياً في الجنوب وأعمال عنف يقف وراءها تنظيم القاعدة.

وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن مؤخراً بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل إلى الطائفة السنية، وهم بشكل أساسي التجمع اليمني للإصلاح القريب من تيار الإخوان المسلمين، إضافة إلى السلفيين والقبائل السنية أو المتحالفة مع السنة.

وكان الرئيس اليمني دعا إيران بالإسم إلى "تحكيم العقل والمنطق في ما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني"، وإلى "أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب"، في إشارة إلى دعمها المفترض للحوثيين.

ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، إلا أن الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصاً في اقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.

ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الأساس هو محافظة صعدة الشمالية إلا أنهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد أن خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.

back to top