للمرة الأولى منذ بدء هجومه على كوباني في 16 سبتمبر الماضي، مدّ تنظيم الدولة الإسلامية معركته مع أكراد سورية المدعومين بعناصر من البيشمركة العراقية، إلى حدود تركيا، التي اعتبر النظام السوري دعمها للتنظيم المعروف باسم «داعش» حائلاً دون هزيمته.

Ad

شملت المعارك الدامية الدائرة في كوباني شمال سورية بين المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» للمرة الأولى منطقة وبوابة المعبر الذي يصل المدينة بتركيا، في وقت أكدت دمشق عدم جدوى غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم بسبب عدم ضبط الحدود التركية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس أمس، إن «انتحارياً من تنظيم الدولة يقود سيارة مفخخة فجر نفسه فجراً في منطقة المعبر الحدودي بين كوباني وتركيا ثم اندلعت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي وحدات حماية الشعب» الكردية.

وفيما أوضح عبدالرحمن أن «هذه المرة الأولى التي تدور فيها معارك بين الجانبين في منطقة المعبر»، أكد مسؤول محلي في كوباني أن «التنظيم صعّد هجماته في محيط المعبر، ووقعت هجمات عنيفة فجرا قرب هذا المعبر الذي لا يزال تحت سيطرة وحدات حماية الشعب».

وإلى جانب الاشتباكات عند المعبر، ذكر المرصد السوري أن «معارك طاحنة» دارت أيضاً في جنوب ووسط المدينة وعند أطرافها الشمالية، في ظل عمليات قصف من قبل «داعش» شملت إطلاق نحو 90 قذيفة منذ الفجر، مشيراً إلى مقتل 17 داعشياً وثمانية من وحدات حماية الشعب.

وبدأ «داعش» هجومه في اتجاه كوباني في 16 سبتمبر وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، وصولاً إلى دخولها في السادس من أكتوبر واحتلال أكثر من نصف المدينة التي تتراوح مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع.

غارات التحالف

إلا أن تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البيشمركة العراقية إلى المدينة للمساندة، أوقفا تقدم التنظيم الجهادي المتطرف وأسهما في تراجع حدة المعارك منذ ثلاثة أسابيع واستعادة الأكراد المبادرة على الارض. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعتبر، في لقاء تلفزيوني مع قناة «الميادين» بثته مساء أمس الأول، أن هذه الغارات لم تضعف «داعش» ولن تحقق هدفها اذا لم تضبط تركيا حدودها.

وقال المعلم: «إذا لم تقم الولايات المتحدة ومجلس الأمن بجهد حقيقي لإجبار تركيا على ضبط حدودها فإذاً كل هذه الحركة وحتى غارات التحالف لن تقضي على داعش»، معتبراً ان المقاتلين الأجانب في صفوف هذا التنظيم دخلوا عبر أراضيها.

جبهة «النصرة»

في غضون ذلك، أحكمت جبهة النصرة وفصائل من كتائب المعارضة سيطرتها على منطقة المعامل المحاذية لبلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي والتي تشكل الخط الأول للبلدة التي تسكنها أغلبية موالية للنظام السوري. وفي حين تحاول «النصرة» السيطرة على الزهراء ونبل من أجل استكمال فتح خط إمداد آمن من محافظة حلب إلى تركيا، منع القصف الدامي لطائرات النظام فصائل المعارضة من استكمال خطتها.

«أمير الرمادي»

وفيما خسرت «النصرة» أمس الأول أحد أمرائها أثناء إلقائه خطبة الجمعة في مسجد «الزبير بن العوام» بقرية ابلين في منطقة جبل الزاوية الواقعة في ريف حلب، أكد المرصد السوري مقتل أمير بلدة الرمادي الواقعة في ريف مدينة البوكمال التابعة التابعة لـ»ولاية الفرات» التي أسسها «داعش». وبحسب المرصد فإن مسلحين مجهولين اغتالوا بعد منتصف ليل الجمعة- السبت «أميراً» في «داعش» من الجنسية الكويتية، في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، موضحاً أنه تم استهداف سيارة كان يستقلها «الأمير»، بالقرب من مرآب منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال.

معارك درعا

وفي درعا، تمكنت كتائب المعارضة من قتل أكثر من 30 عنصراً من جنود النظام والمليشيات المتعاونة معه، معظمهم من الإيرانيين وعناصر «حزب الله». وأكدت مصادر ميدانية لقناة «العربية» أن جثث القتلى مازالت ملقاة على أرض المعركة تحت سيطرة الثوار، حيث لم تتمكن الميليشيات من سحبها.

كذلك سقط 18 قتيلاً جراء القصف الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة في مناطق متفرقة من ريف درعا، وفق المصادر، التي أوضحت طائرات الميغ والمروحيات العسكرية التابعة لجيش النظام تبادلت أدوار القصف على مدن إنخل ونوى وبلدات داعل ودير العدس، مما أسفر عن سقوط قتلى في مدينتي نوى إنخل في الشمال الغربي من ريف درعا، إضافة لسقوط عشرات الجرحى.

المنطقة العازلة

سياسياً، كشفت «العربية» عن إبلاغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال اجتماعه أمس الأول بوفد ائتلاف المعارضة السورية برئاسة هادي البحرة، بأن موسكو تدفع لفتح أبواب الحل السياسي، مؤكداً أن الملف السوري سيكون حاضراً في الاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة لتركيا والتي تبدأ الاثنين المقبل.

ووفق مصادر «العربية» فإن الاجتماع، الذي جرى في مبنى الخارجية التركية في أنقرة، تناول الوضع الميداني في حلب، ومبادرة المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، وموضوع المنطقة الآمنة الذي طرحته أنقرة خلال الفترة الماضية، بالإضافة لزيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لتركيا وتوافق الجانبين حول المنطقة الآمنة، التي أكدت المصادر أن مواقف الجانبين التركي والأميركي متطابقة تماماً حولها ويتم الآن دراسة تفاصيل في اجتماع أميركي تركي فرنسي قريباً.

تونس والتحالف

وفي لقاء مع صحيفة «الوطن» القطرية، طالب هادي البحرة تونس بإعادة النظر بخطوتها الأخيرة في فتح مكتب إداري لدى نظام الأسد، موضحاً أنها ستعطي مؤشرات خاطئة لمواصلة الاستمرار في قتل السوريين.

وفيما يخص إرهاب الأسد واستمراره في شن غارات جوية تحصد أرواح المدنيين، استغرب البحرة سلوك قوات التحالف، حيث «تستهدف بضرباتها فقط تنظيم داعش من دون استهداف الأسد، وهذا الوضع استغله النظام لزيادة غاراته بالبراميل المتفجرة على المناطق المأهولة، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه».

(دمشق، أنقرة- أ ف ب،

رويترز، د ب أ)