اتهمت مصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم الإرهابيين والسعي لإثارة الفوضى في الشرق الأوسط وذلك بعد تشكيكه في شرعية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

Ad

وتوترت العلاقات بين القاهرة وأنقرة منذ إعلان الجيش عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة على حكمه العام الماضي، وكان السيسي وزيراً للدفاع وقائداً للجيش وقت عزل مرسي.

ومنذ ذلك الحين، شنت السلطات المصرية واحدة من أشد الحملات ضراوة على الجماعة، وقتل مئات من أعضائها ومؤيديها في فض اعتصامين بالقاهرة والجيزة واعتقل آلاف آخرون وقدم مرسي وقيادات أخرى للمحاكمة.

وخلال كلمته أمام زعماء العالم بالأمم المتحدة وجه أردوغان انتقادات لاذعة للسيسي، قال فيها "مرة أخرى فإن الذين يعترضون على أعمال القتل في العراق وسورية واغتيال الديمقراطية في مصر يتعرضون لاتهامات بالغة الظلم ولا أساس لها ويتهمون على الفور بدعم الإرهاب."

وأضاف "ولم تفعل الأمم المتحدة وكذلك الدول الديمقراطية أي شيء سوى الفرجة على الأحداث مثل الإطاحة بالرئيس المنتخب في مصر وقتل آلاف الأبرياء الذين يريدون الدفاع عن اختيارهم، والشخص الذي نفذ هذا الانقلاب حصل على الشرعية."

من جانبها، نددت وزارة الخارجية المصرية في بيان بتصريحات أردوغان حول السيسي، وقالت "لا شك أن اختلاق مثل هذه الأكاذيب والافتراءات ليس بأمر مستغرب أن يصدر عن الرئيس التركي الذي يحرص على إثارة الفوضى وبث الفرقة في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعمه لجماعات وتنظيمات إرهابية سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء بهدف الإضرار بمصالح شعوب المنطقة تحقيقاً لطموحات شخصية لدى الرئيس التركي وأوهام الماضي لديه".

ووفقاً للبيان دفعت تصريحات أردوغان وزير الخارجية المصري إلى الغاء اجتماع ثنائي طلب نظيره التركي عقده على هامش أعمال الجمعية العامة.

ولجماعة الإخوان المسلمين علاقات وثيقة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة أردوغان، وظهرت تركيا كواحدة من أشد المنتقدين على الصعيد الدولي لعزل مرسي ووصفت ذلك بأنه "انقلاب غير مقبول" من الجيش.

وقال أردوغان في خطابه "إذا دافعنا عن الديمقراطية فبالتالي دعونا نحترم صندوق الانتخاب، إذا دافعنا عن الذين يصلون للسلطة بالديمقراطية لكن من خلال انقلاب فبالتالي أتساءل لماذا توجد الأمم المتحدة".

ومصر على خلاف مع تركيا وقطر بسبب عملية التحول السياسي التي تشهدها مصر أكبر بلد عربي منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011.

وتقول مصر إن عزل مرسي ليس انقلاباً لكنه جاء استجابة لإرادة الشعب الذي رفض حكم مرسي بعد أن امتد لعام واحد واتسم بالاضطرابات.