لفت الفنان محمد الطراوي إلى إسهام سيف وانلي المتفرد كأحد أساطير الفن التشكيلي، وإنجازه البانورامي الحافل بالعطاء والإبداع، وأعماله التعبيرية، وارتياد فضاءات فنية غير مطروقة في بدايات القرن الماضي، مثل مصارعة الثيران والباليه.

Ad

أشار الطراوي إلى تميز وانلي بضربات فرشاة سريعة وخاطفة، تعكس موهبة متقدة، وتوحد مع موضوع اللوحة، وعمق أفكاره الإنسانية، وأعماله المستوحاة من البيئة الشعبية، ومخاطبة البحر أحد المصادر الملهمة لإبداعه، واعتبر تدفق أمواجه الزرقاء ملاذاً يفصله عن شوائب الحياة.

كذلك ارتاد وانلي عالم اللاشعور بكل أسراره وغرائبيته، وتميزت أعماله بنوع من الخيال المنطلق والموازي للواقع، ولامست فرشاته ألوانه الحميمة، وتمازج الأزرق بدلالة البحر وإيحائه بالحلم والأمل، والأصفر الموحي بالشموخ والكبرياء، والمعبر عن شخصية الفنان وانطلاقه في فضاء وثيق الصلة بالارتقاء الإنساني.

تحوَّل سيف وانلي من الموهبة الفطرية إلى الحضور المتفرد بين كبار فناني عصره،  مثل محمود سعيد ومحمود مختار وراغب عياد، وأدى دوراً مؤثراً كرائد وأستاذ في احتضان المواهب الشابة، وأسهم في مسيرة التنوير التي بدأت في عشرينيات القرن الماضي.

خبرات الحياة

انطلق إبداع  سيف وانلي من مدينته الإسكندرية، حيث ولد بمنطقة محرم بك في  31 مارس 1906، وانتمى إلى أسرة أرستقراطية تهتم بالعلم والثقافة، وكوَّن مع شقيقه أدهم ثنائيا فنياً فريداً، وأدَّت المصادفة دورها في تفرغهما التام للرسم، وتشكل لكل منهما أسلوبه الخاص، وتجربته المرتكزة على خبرات الحياة في بيئة ساحلية.

عن تلك الفترة قال سيف وانلي: {انتميت إلى أسرة تحب الأدب والفن، ومنزلنا كان يحوي مكتبة كبيرة جداً، وكثير من أدباء مصر وشعرائها كانوا دائمي التردد على منزلنا مثل أمير الشعراء أحمد شوقي وإسماعيل صبري، ومن الفنانين عبده الحامولي وداود حسني. وأكثر ما يميز المكتبات آنذاك أنها تحوي دواوين الشعر وكتب التاريخ، ودفعني ذلك إلى القراءة المتعمقة}.

من جهته، قال الفنان عصمت داوستاشي: {وجد كل من سيف وانلي وأدهم مظاهر الجمال تحيط بهما من كل جانب، الحديقة والأزهار والأشجار والمكتبة العامرة بمختلف الكتب والأسطوانات الموسيقية، ولوحات بالخط الفارسي ورسوم إيرانية وتركية، وهكذا لم يخرجا من فراغ}.

لم يلتحق الأخوان وانلي بالمدارس الحكومية، واكتفت الأسرة بدراستهما على يد مدرسين في القصر، وكان لوجود مدام إيدول مدرسة اللغة الفرنسية الأثر الكبير، إذ وجهت اهتمامهما إلى المتاحف والرسم وأشهر اللوحات الفرنسية.

 صعد نجم سيف وانلي وذاعت شهرته من خلال مشاركته في كثير من المعارض التي كانت تقيمها الجاليات الأجنبية في الإسكندرية، بالإضافة إلى معارض جمعية الصداقة الفرنسية التي كان يرأسها الراحل الدكتور حسين فوزي، وجمعية مصر أوروبا والجمعية اليونانية والإيطالية وغيرها .

أثارت رسوم سيف وأخيه التي أنجزاها منذ عام 1946 اهتمام كثير من عشاق الفن. حتى إن مراسل جريدة لوموند الفرنسية الشهيرة، أرسل تعليقاً نشر في عددها الصادر يوم 22 يونيو 1956، وقد وصفهما بأنهما خلفاء {ديغا} مصور الباليه العظيم.

عاشق الإسكندرية

 قال الناقد الراحل بدر الدين أبو غازي: {سيف وانلي كالإسكندرية، بلده المنفتح على حضارات العالم، كل النسمات والرياح تهب عليها، في شكل إسطوري يغمره تنوع فكري متميز. ولو كان وانلي فناناً يعيش في مدينة أخرى من مدن مصر، لما بدا فنه في هذه الصورة التي ظهر فيها، فقد تجاوبت لامحلية مدينته جغرافياً وتاريخياً بمزاجه الذي لا يهدأ له قرار}.

من جهته، قال الناقد د. صبحي الشاروني: {رسم سيف كل شيء يحيط به، أينما كان وفي أي لحظة، في النهار والليل وفي ظلام قاعات المسارح. وكان ينفذ أعماله بالألوان الزيتية أو الجواش أو الأقلام السوداء والملونة، ولكنه يرحب بأي وسيط آخر يجده أمامه، بقايا فنجان قهوة، رماد سيجارته التي لم تكن تفارق شفتيه أبداً مثل ابتسامته الطيبة الصادقة.

لفت الفنان محمد الطراوي إلى إسهام سيف وانلي المتفرد كأحد أساطير الفن التشكيلي، وإنجازه البانورامي الحافل بالعطاء والإبداع، وأعماله التعبيرية، وارتياد فضاءات فنية غير مطروقة في بدايات القرن الماضي، مثل مصارعة الثيران والباليه.

أشار الطراوي إلى تميز وانلي بضربات فرشاة سريعة وخاطفة، تعكس موهبة متقدة، وتوحد مع موضوع اللوحة، وعمق أفكاره الإنسانية، وأعماله المستوحاة من البيئة الشعبية، ومخاطبة البحر أحد المصادر الملهمة لإبداعه، واعتبر تدفق أمواجه الزرقاء ملاذاً يفصله عن شوائب الحياة.

كذلك ارتاد وانلي عالم اللاشعور بكل أسراره وغرائبيته، وتميزت أعماله بنوع من الخيال المنطلق والموازي للواقع، ولامست فرشاته ألوانه الحميمة، وتمازج الأزرق بدلالة البحر وإيحائه بالحلم والأمل، والأصفر الموحي بالشموخ والكبرياء، والمعبر عن شخصية الفنان وانطلاقه في فضاء وثيق الصلة بالارتقاء الإنساني.

تحوَّل سيف وانلي من الموهبة الفطرية إلى الحضور المتفرد بين كبار فناني عصره،  مثل محمود سعيد ومحمود مختار وراغب عياد، وأدى دوراً مؤثراً كرائد وأستاذ في احتضان المواهب الشابة، وأسهم في مسيرة التنوير التي بدأت في عشرينيات القرن الماضي.

خبرات الحياة

انطلق إبداع  سيف وانلي من مدينته الإسكندرية، حيث ولد بمنطقة محرم بك في  31 مارس 1906، وانتمى إلى أسرة أرستقراطية تهتم بالعلم والثقافة، وكوَّن مع شقيقه أدهم ثنائيا فنياً فريداً، وأدَّت المصادفة دورها في تفرغهما التام للرسم، وتشكل لكل منهما أسلوبه الخاص، وتجربته المرتكزة على خبرات الحياة في بيئة ساحلية.

عن تلك الفترة قال سيف وانلي: {انتميت إلى أسرة تحب الأدب والفن، ومنزلنا كان يحوي مكتبة كبيرة جداً، وكثير من أدباء مصر وشعرائها كانوا دائمي التردد على منزلنا مثل أمير الشعراء أحمد شوقي وإسماعيل صبري، ومن الفنانين عبده الحامولي وداود حسني. وأكثر ما يميز المكتبات آنذاك أنها تحوي دواوين الشعر وكتب التاريخ، ودفعني ذلك إلى القراءة المتعمقة}.

من جهته، قال الفنان عصمت داوستاشي: {وجد كل من سيف وانلي وأدهم مظاهر الجمال تحيط بهما من كل جانب، الحديقة والأزهار والأشجار والمكتبة العامرة بمختلف الكتب والأسطوانات الموسيقية، ولوحات بالخط الفارسي ورسوم إيرانية وتركية، وهكذا لم يخرجا من فراغ}.

لم يلتحق الأخوان وانلي بالمدارس الحكومية، واكتفت الأسرة بدراستهما على يد مدرسين في القصر، وكان لوجود مدام إيدول مدرسة اللغة الفرنسية الأثر الكبير، إذ وجهت اهتمامهما إلى المتاحف والرسم وأشهر اللوحات الفرنسية.

 صعد نجم سيف وانلي وذاعت شهرته من خلال مشاركته في كثير من المعارض التي كانت تقيمها الجاليات الأجنبية في الإسكندرية، بالإضافة إلى معارض جمعية الصداقة الفرنسية التي كان يرأسها الراحل الدكتور حسين فوزي، وجمعية مصر أوروبا والجمعية اليونانية والإيطالية وغيرها .

أثارت رسوم سيف وأخيه التي أنجزاها منذ عام 1946 اهتمام كثير من عشاق الفن. حتى إن مراسل جريدة لوموند الفرنسية الشهيرة، أرسل تعليقاً نشر في عددها الصادر يوم 22 يونيو 1956، وقد وصفهما بأنهما خلفاء {ديغا} مصور الباليه العظيم.

عاشق الإسكندرية

 قال الناقد الراحل بدر الدين أبو غازي: {سيف وانلي كالإسكندرية، بلده المنفتح على حضارات العالم، كل النسمات والرياح تهب عليها، في شكل إسطوري يغمره تنوع فكري متميز. ولو كان وانلي فناناً يعيش في مدينة أخرى من مدن مصر، لما بدا فنه في هذه الصورة التي ظهر فيها، فقد تجاوبت لامحلية مدينته جغرافياً وتاريخياً بمزاجه الذي لا يهدأ له قرار}.

من جهته، قال الناقد د. صبحي الشاروني: {رسم سيف كل شيء يحيط به، أينما كان وفي أي لحظة، في النهار والليل وفي ظلام قاعات المسارح. وكان ينفذ أعماله بالألوان الزيتية أو الجواش أو الأقلام السوداء والملونة، ولكنه يرحب بأي وسيط آخر يجده أمامه، بقايا فنجان قهوة، رماد سيجارته التي لم تكن تفارق شفتيه أبداً مثل ابتسامته الطيبة الصادقة.