يوم الجمعة، وقبل أن أباشر الكتابة، كان صباحاً مشرقاً جميلاً، أشعر فيه بأنني "منتصر وسعيد"، انتصرت على كل هواجسي بأن هناك مؤامرات "يحيكها" الأشرار ضد البلد، وصفا الجو من كل المنغصات، ليطفو على السطح فقط صوت "الأمة"، وملأتني السعادة بنهاية عهد "الضجة"، فلا صوت يعلو على صوت إنجاز "الأمة" بالقوانين الجديدة وطي صفحات سابقة من العبث بالمكاسب الدستورية والفوضى، ولتُرجم وتدفن كل المطالب الخرافية التي ينفثها مثقفون مرفهون ومجانين باسم حريات "الأمة"!
أنا منتصر لأنني أستطيع أن أذهب إلى "الدستورية" ببضعة آلاف من الدنانير، ولكن قانون استقلال القضاء لم يُنجَز بعد، فهو يحتاج إلى مراجعة وتضبيط فلا مانع أن تنتظر "الأمة".أنا سعيد لأن صحفنا كلها قتال ونضال من أجل الحريات وإبراز كل رأي ممنوع، ولم يقترب بعضها قط من المصالح أو يمارس التضليل على "الأمة".ولعنت تلك الأيام التي قضيتها في إحدى الدول العربية كانت فيها كل الصحف منسوخة العناوين، وكانت فقط أسماؤها هي المختلفة، فلديهم "خوش" سياسة لكي يريحوا الكتاب والصحافيين من العمل وأيضاً من التفكير! فيطبعوها كلها بالجملة!فحمدت ربي كثيراً، فآباؤنا المؤسسون وضعوا نموذج الكويت الديمقراطي التعددي، وأبناؤهم المخلصون النجباء حافظوا عليه وأدوا الأمانة لصالح "الأمة".أنا سعيد لأنني أقلب في بلدي قنوات تلفازي، فأرى المذيع يرتجي المعارض ليخفف من حدة الطرح ونقد رؤساء السلطات الذين أعيتهم الحيلة من شدة وطأة وسائل الإعلام عليهم، وقسوة الخطابات النارية الموجهة إليهم من نواب "الأمة"، فشعرت بكمٍّ من النشوة، فأين مني الأميركي والفرنسي والياباني؟! فأنا في الكويت كنت أصنع نموذجاً لهذه "الأمة"... لذا فأنا منتصر سعيد، لأنني برعاية وتحت وصاية هذه "الأمة".
أخر كلام
... أنا منتصر سعيد!
07-06-2015