محمود ياسين: ذكرياتي مع سيدة الشاشة لا تُنسى

نشر في 23-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 23-01-2015 | 00:02
No Image Caption
رشحتني لـ{الخيط الرفيع}

يعتز الفنان القدير محمود ياسين بالأعمال التي قدمها مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، خصوصاً أول أفلامه معها {الخيط الرفيع}، مشيراً إلى أنها رشحته لدور البطولة معها، ثم تعاونا في فيلمين آخرين، إلى جانب مسلسلين في الإذاعة. حول كواليس الأعمال التي جمعت بينه وبين فاتن حمامة، وذكرياته معها أثناء تصويرها كان لـ{الجريدة} معه هذا الحوار.
كيف استقبلت نبأ وفاة فاتن حمامة؟

لم أصدقه لأن الفنانين يتعرضون غالباً لمثل هذه الإشاعات من وسائل الإعلام، وتمنيت ألا يكون صحيحاً. لكن بعد ساعات تأكد الخبر الذي أصابني بحالة شديدة من الاكتئاب والإحباط، فموتها سبب خسارة كبيرة للفن العربي. ستظل فاتن حمامة جزءاً مهماً من تاريخ السينما المصرية، وفي مقدمها مهما مرت السنوات.

ماذا تقول عنها بعد رحيلها؟

الموت أمر محتم سنواجهه جميعاً. فاتن حمامة بين يدي الله الآن، وأدعو لها بالرحمة لأنها سيدة أخلصت لضميرها مع كل كلمة نطقت بها أمام الكاميرات وخلفها، وكانت تشعر بأن عليها مسؤولية كبيرة كفنانة نحو مشاهديها كلهم، خصوصاً في العالم العربي، وكان الفن الوسيلة التي تستخدمها في الحديث معهم عبر أفلامها ومسلسلاتها، وهي حرصت على التنويع في مضمونها بين الاجتماعي والرومانسي والتراجيدي، ذلك لكونها فنانة لديها انتماء إلى وطنها الإنساني.

ماذا عن الأعمال التي جمعتك بها؟

ليست كثيرة ولكنها ضمن أهم خطواتي في مشواري الفني. قدَّمت معها ثلاثة أفلام هي {الخيط الرفيع} و}أفواه وأرانب} و}حبيبتي}، إلى جانب مسلسلين إذاعيين تم تقديمهما خلال شهر رمضان في عامين، وهما {أفواه وأرانب} الذي كان مسلسلاً قبل أن يحوِّله مؤلفه ومخرجه الراحل سمير عبد العظيم إلى فيلم في السبعينيات، كذلك الجزء الثاني من المسلسل، والذي كان بعنوان {كفر نعمت} ولكن لم يُحوَّل إلى عمل سينمائي، وقمنا ببطولته أيضاً أنا وفاتن.

قلت إنها دعمتك في بدايتك الفنية.

صحيح. عندما بدأت فاتن حمامة العمل على فيلم {الخيط الرفيع} مع كاتب روايته إحسان عبد القدوس رشحتني له، وهو أيّدها في اختيارها، وأبلغني بذلك مخرج الفيلم هنري بركات.

كيف كان شعورك بعدما علمت بهذا الترشيح؟

لم أصدق أن سيدة الشاشة العربية اختارتني للعمل معها، وأثناء التصوير لم تُشعرني بأنني ممثل شاب يخطو خطواته السينمائية الأولى إزاء نجمة بحجمها، وإنما ساندتني ودعمتني، كما فعلت مع الأجيال الصاعدة، فقد تخرّج في أعمالها شباب أصبحوا نجوماً، ما يؤكد أنها كانت فنانة حقيقية.

ماذا عن أول مشهد جمعك بها؟

كنت أخشى الوقوف إزاء  فاتن حمامة، وخوفي كان يزداد كلما تذكرت ترشيحها لي للفيلم، وخفت من ألا أكون عند حسن ظنها وظن صانعي العمل. لكنها استطاعت بخبرتها تحويل هذا الخوف لدي إلى طاقة عمل، وشجعتني، ولم يظهر هذا الخوف أمام الكاميرا. شخصياً، اعتبره أحد أهم أفلامي.

ما الذكريات التي جمعتكما في كواليس التصوير؟

ذكرياتي معها لا تُنسى، يسودها المحبة والاحترام الشديدين، خصوصاً في كواليس فيلم {حبيبتي} الذي صوَّرناه في لبنان، فهي كانت تتميز بإنسانيتها الشديدة، وطيبتها، ومساندتها لأصدقائها. كانت تمنح المحيطين بها شعوراً بالتفاؤل والأمل في الحياة، وكلامي عنها ليس لأنني أتحدث في الإعلام، بل أشعر بكل كلمة أقولها عن هذه السيدة العظيمة إنسانياً، والأستاذة العملاقة فنياً.

ما موقع أفلامك معها من مجمل مشوارك الفني؟

أعتز بأعمالي كافة، ولكن لأفلامي الثلاثة مع سيدة الشاشة العربية مكانة خاصة في قلبي، ولها قيمتها أيضاً. على سبيل المثال، خضنا في فيلم {أفواه وأرانب} تجربة كانت جديدة آنذاك، وهي فكرة تحويل مسلسل إذاعي إلى عمل سينمائي. ورغم حداثة هذه التجربة، فإنها حققت نجاحاً عظيماً وقتها، والفيلم أحد أبرز الأعمال السينمائية.

هل استمر التواصل بينكما رغم انقطاعه فنياً؟

بالطبع. جمعتني بها علاقة طيبة حتى الأيام الأخيرة من حياتها. أعتز بصداقتها على المستويين الفني والإنساني، ولعل سيرتها الطيبة وأعمالها التي ستظل خالدة تشهد بذلك، فالمبدع يرحل ويبقى إبداعه، وهي مبدعة وصاحبة تاريخ طويل في الفن العربي لا يمكن لأي شخص إغفاله.

back to top