هاجم مسلحون مجهولون أمس حافلة عسكرية للجيش اللبناني في منطقة البيرة في عكار شمال لبنان قرب الحدود مع سورية، ما أسفر عن مقتل الجندي جمال جان الهاشم. والهاشم هو ثالث جندي لبناني يقتل على أيدي مسلحين في هجمات في شمال لبنان منذ أغسطس الماضي، حين خاض الجيش معارك استمرت خمسة أيام في محيط بلدة عرسال الحدودية في شرق البلاد مع مسلحين قدموا من سورية ومن مخيمات للاجئين داخل عرسال.
وفي حادث آخر، أعلنت قيادة الجيش ان مسلحين في مدينة طرابلس الشمالية أطلقوا النار فجر أمس في محلة البيسار - طرابلس باتجاه دوريتين تابعتين للجيش، وألقوا قنبلة يدوية باتجاه أحد المراكز العسكرية من دون وقوع اصابات او خسائر بشرية. وأفادت التقارير بأن مسلحين جالوا في شوارع طرابلس على دراجات نارية وسيارات، واطلقوا الرصاص في الهواء وتسببوا بحالة ذعر، وقد نفذ الجيش انتشارا في «ساحة النور»، وعمد إلى استقدام تعزيزات.في المقابل، أوقف الجيش اللبناني أكثر من 40 سورياً إثر مداهمات قام بها في خراج بلدتي البيرة وخربة داود. في السياق، افاد مصدر عسكري لبناني وكالة «الأناضول» التركية بأن «عمليات الفرار من الجيش هامشية والجيش يدرس حالياً 16 ألف طلب تطوع»، وكان 5 عسكريين لبنانيين فروا من الجيش، وأعلنوا انضمامهم الى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش». ويحتفظ هذان التنظيمان بعدد من الأسرى العسكريين اللبنانيين. وفشلت الحكومة حتى الآن في التوصل إلى حل حيث يطالب الخاطفون بمجموعة من المطالب التي تنقسم ازاءها القوى السياسية المشكلة للحكومة التي يرأسها تمام سلام.جنبلاط وجعجعفي سياق آخر، أجرى رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط زعيم الحزب «التقدمي الاشتراكي» زيارة أمس لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وبعد لقاء دام ثلاث ساعات في معراب تخلله مأدبة غداء، خرج جنبلاط ليؤكّد أن «الحوار كان صريحاً وإيجابياً مع رئيس حزب القوات اللبنانية، بحيث كان هناك نقاط التقاء ونقاط خلاف، ولكن في النهاية لا يوجد إلا الحوار». وعمّا اذا كانت القطيعة انتهت بين الرجلين، قال جنبلاط: «لم يكن هناك من قطيعة في ما بيننا»، رافضاً الاعلان أو الكشف عن نقاط الخلاف التي تمت مناقشتها في هذا اللقاء. وعمّا إذا كان لبنان سيشهد رئيساً للجمهورية بعد هذه الزيارة، علّق جنبلاط قائلاً: «هنري حلو مرشحنا ومازال».بدوره، قال جعجع: «أجرينا جولة أفق كاملة وشاملة حول الهموم الوطنية الكبيرة التي نعانيها، وقد تطرقنا الى صُلب اهتماماتنا الوطنية، وقد كان الحديث معمّقاً نظراً لأهمية الأحداث التي نمرُّ بها»، لافتاً الى أن «جوهر البحث كان وضعيتنا الوطنية، ولا اختلاف حول ضرورة ترتيب أوضاعنا الداخلية، كلٌّ منا وفق طريقته».وعن الملف الرئاسي، قال جعجع: «لا جديد في هذا الموضوع، فالفريق الآخر مازال على وضعه ومتمسكاً بموقفه»، مشيراً الى ان «الملف الأمني كان في صلب مباحثاتنا وهو همّ وطني كبير».وشدد جعجع على ان «الوضعية اللبنانية كلها تحتاج الى لملمة تبدأ بانتخاب رئيس جديد للبلاد، الأمر الذي لا يتطلب الكثير من الشطارة والتدخلات الاقليمية والدولية، بل جل ما في الأمر أن تتوجّه الكتلتان المعطلتان للنصاب الى المجلس النيابي للقيام بواجبهما الوطني بانتخاب رئيس جمهورية جديد».ورد حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان أمس على تصريحات لجنبلاط قال فيها، إن «جبهة النصرة» ليست تنظيما إرهابياً، معتبرا أن هذه التصريحات «تبرير للأعمال الإرهابية وطعنة موجهة للشعب العربي السوري والشعب اللبناني، ومحاولة استرضاء وتودد لقوى الإرهاب والتكفير».جنبلاط يزور معرابتبادل رئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط خلال لقائهما في منزل جعجع في معراب كتباً. وقدم جنبلاط إلى جعجع كتابين: الأول بعنوان: "الزوهار" (Zohar) وهو كتاب قديم باللغة الآرامية يتحدث عن الكباليين القدامى، والمعروف عنه أنه لم يكن على شكل كتاب كما هو الآن، ويُقال إن بطاركة الكتاب المقدس كانوا يملكونه.أما الكتاب الثاني فهو باللغة الفرنسية بعنوان "Le rêve du Celte" للكاتب ماريو فارغاس ليوسا، وقد دوّن عليه جنبلاط الإهداء التالي: "عزيزي د. جعجع، إنه تاريخ الجرائم المرتكبة باسم الله… مع كامل احترامي – وليد جنبلاط".بدوره، قدّم جعجع إلى جنبلاط كتابين، الأول بعنوان "فلسفة التاريخ" للفيلسوف الألماني جورج فالهايم فريديرتش هيغل، والكتاب الثاني بعنوان: "نشأة المقاومة اللبنانية" للكاتب نادر مومني، ودوّن عليه جعجع الإهداء التالي: "للتاريخ اتجاهٌ واحد لا يجب تجاهله".أما النائب ستريدا جعجع فقد أهدت ضيفها كتاباً باللغة الفرنسية تحت عنوان "فن الحرب" للفيلسوف الصيني سان تزو دوّنت عليه الإهداء التالي: "الى الصديق وليد جنبلاط، هذا الكتاب هو درسٌ عن الحكمة، وعن فن الحياة. الحكمة التي تتمتع بها الطائفة الدرزية الكريمة، وأنتَ طبعاً على رأسها. لكن الحياة تحتاج الى الجرأة، كالتي عوّدتنا عليها في عام 2005. كنت أتمنى أن نكمل معاً، ونبقى في نفس التموضع السياسي، لكن أنا متأكدة لا محالة، لأنك قارئٌ جيّد في التاريخ أننا سنعود ونلتقي- ستريدا جعجع".
آخر الأخبار
لبنان: مسلحون يهاجمون الجيش في عكار وطرابلس
18-10-2014