استهلت فعاليات احتفال {المركز القومي المصري للترجمة} باليوم العالمي للكتاب بندوة موسعة، حول كتاب {القاهرة مدينة عالمية}، ويطرح مؤلفاه دايان سينغرمان وبول عمار، نظرة نقدية للمدن العالمية، وناقشه الباحثون السيد ياسين، وجليلة القاضي، ومنى أباظة ومترجم الكتاب يعقوب عبد الرحمن، بحضور دايان سينغرمان. 

Ad

صدر الكتاب في العام 2005، وتضمن رؤية استشرافية لإرهاصات ثورة 25 يناير، وتحليلاً للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعاصمة المصرية، وقراءة تاريخية للمدينة عبر عصور فائتة، وتعاقب الأنظمة الحاكمة منذ العهد الفاطمي، وحتى ثورة يوليو 1952. 

في سياق متصل صدرت حديثاً عن {المركز المصري القومي للترجمة}، النسخة العربية من كتاب {أمة مارقة - الأحادية الأميركية وفشل النوايا الحسنة} للمؤلف كلايد بريستو ويتز، ترجمة فخري لبيب وتقديمه، ويتناول الراهن السياسي الأميركي، بإحصائيات موثقة، واقتباسات ثابتة المرجعية.

لفت المترجم فخري لبيب إلى أهمية {أمة مارقة} لكون كاتبه كلايد بريستوويتز واحداً من الطبقة الحاكمة فكراً وانتماءً، وينطبق عليه القول المأثور {وشهد شاهد من أهلها}، ويرصد دوافع قرارات البيت الأبيض، وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والدولية والثقافية. كذلك صدر ضمن سلسلة العلوم الاجتماعية، كتاب {عالم متعدد الأبعاد - تأملات في وحدة العلوم الاجتماعية} للمؤلف برنار لايبر وترجمة بشير السباعي. ويجيب الكتاب عن سؤال: ما السبيل إلى صوغ رؤية تستوعب مجمل العالم الاجتماعي؟

أوضح الكتاب أن كل فرع معرفي ينغلق على ذاته، والتخصص المعرفي الزائد عن الحد، يدفع الباحثين إلى دراسة شرائح محدودة بشكل متزايد، ويحرمهم من قراءة السيرورة التي تستوعب مجمل العلم الاجتماعي في قراءة شاملة.

 

ثلاثية جليبري

 

كذلك أقيمت بقاعة طه حسين بالمركز القومي المصري للترجمة، ندوة احتفالية بصدور الطبعة العربية من «ثلاثية جليبري» للكاتبة جليبري أفلاطون بحضور د. أنور مغيث مدير المركز، ود. خيري دومة أستاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة والمشرف على سلسلة الإبداع القصصي بالمركز.

لفت د. أنور مغيث إلى أن «ثلاثية جليبري» عمل أدبي مهم، وتتناول فترة محورية من تاريخ مصر الحديث والمعاصر، والكاتبة عاصرت تلك الأحداث، وطرحت تفاصيل الحياة اليومية، بأسلوب أدبي يعكس نبض الشارع المصري بداية من عصر الملك فاروق مروراً بحقبتي عبد الناصر والسادات.

من جهته قال د. خيري دومة إن «ثلاثية جليبري» يعكس أزمة هوية طاحنة، تدركها الرواية وتعبر عنها بوضوح ودون حسابات أو مواربة، لا سيما أن كتابة السيرة الذاتية في جوهرها لون من ألوان استعادة الماضي في محاولة للبحث عن الهوية، وصياغتها والدفاع عن هوية ما.

أشار دومة إلى أن الكتاب يطرح سؤالاً ضمنياً يستحق التأمل، من يملك حق صياغة هوية وطن كمصر؟ وحق التعبير عن هذه الهوية؟ هل هي الغالبية الساحقة من أبناء الفقراء المصريين الذين لا يملكون قدرة التعبير عن هويتهم أم هي الأقلية المعزولة من أبناء الأثرياء الذين يعيشون على هامش الهوية المصرية؟

 جدير بالذكر أن {ثلاثية جليبري} سيرة ذاتية من ثلاثة أجزاء {حدائق الزمن الماضي- رحلة السجون- من موت لاَخر}، ومؤلفته جليبري أفلاطون كاتبة مصرية تكتب بالفرنسية، ولها قصص ومقالات متنوعة في الصحافة الفرنسية والفرانكفونية، وشقيقة الفنانة التشكيلية الكبيرة إنجي أفلاطون، وزوجة المناضل والاقتصادي المعروف إسماعيل صبري عبد الله. 

شارك في الندوة فريق العمل الذي قام بإعداد النسخة العربية: سهير فهمي، نجاة بلحاتم، أمينة رشيد. وأدارت اللقاء د. رانيا فتحي المشرفة على إدارة المكتب الفني بالمركز المصري للترجمة، وأستاذة اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة. 

 

جوائز الترجمة 

 

كذلك أعلن د. أنور مغيث اختيار لجنة التحكيم خمسة أعمال للوصول إلى القائمة القصيرة لكل من جائزتي رفاعة الطهطاوي وشباب المترجمين، وتعدا إحدى أهم جوائز الترجمة في العالم العربي، التي تمنح للمترجم تقديراً لدوره في تواصل القارئ مع الفكر والإبداع في ثقافات مختلفة.

أشار مغيث إلى تخصيص المركز للعام الثالث على التوالي، جائزة لشباب المترجمين أقل من 35 عاماً، واستحداث العام المقبل جائزة متخصصة في فرع الثقافة العلمية، إدراكاً لأهمية العلوم في الارتقاء بالإنسان، وفتح آفاق جديدة للنهضة في المجالات كافة. 

تضمنت القائمة القصيرة لجائزة رفاعة، كتاب {دليل روتليدج للسينما والفلسفة} تحرير بيزلي ليفين غستون وكارل بلاتينيا، وترجمة أحمد يوسف، ويعد أول عمل شامل لدراسة العلاقة بين الفلسفة والسينما، ومرجعاً مهماً لمن يريد التعرف إلى أساس فلسفة السينما وجمالياته. كذلك اختارت لجنة التحكيم المجموعة القصصية {السهل يحترق} للكاتب المكسيكي خوان رولفو، ترجمة علي عبد الرؤوف البمبي، من إصدارات المشروع القومي للترجمة.

كذلك تنافست خمسة أعمال على جائزة الشباب، من بينها {الحياة الاجتماعية في مصر} عن مكتبة الآداب بالقاهرة، ترجمة ماجد محمد فتحي، ويعد أحد الكتب النادرة للمستشرق البريطاني ستانلي لين بول، وألفه بعد الاحتلال البريطاني لمصر بعام واحد .

أما ديوان {أغنيات البراءة والتجربة} للشاعر البريطاني الشهير وليم بليك ضمن سلسلة {المائة كتاب} عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، من ترجمة حاتم منصور شفيق، فتعد قصائده بمثابة رؤية روحية عميقة للعالم.

تضمنت القائمة رواية {النسيان} للكاتب الكولومبي الكبير إكتور أباد فاسيولينسي، وهو أول عمل مترجم له بالعربية (مارك جمال)، عن دار العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة.