قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء إن الشباب الأتراك يعرفون ألبرت اينشتاين لكنهم لا يعرفون اسم أي عالم أو مفكر مسلم، داعيًا إلى مناهج جديدة لتدريسها في المدارس.

Ad

وكان إردوغان يتكلم في منتدى للمعلمين في مدينة انطاليا جنوب تركيا، وقال: "إذا سألتهم من هو اينشتاين، فجميع الشباب يعرفون معلومات عنه، لكن إذا سألت من هو ابن سينا، تجد التلميذ لم يسمع به في حياته".

وابن سينا فيلسوف وطبيب وعالم إسلامي فارسي، عاش في القرن الحادي عشر، وهو واحد من ألمع مفكري العصر الذهبي للاسلام خلال القرون الوسطى، عندما كان الخلفاء المسلمون يدعمون التقدم العلمي.

عطري وديدي أفندي

وقال إردوغان على الطلاب الأتراك أن يتعلموا عن الموسيقيين الأتراك بقدر ما يتعلمون عن الموسيقيين الأجانب، وأضاف: "يجب أن يستمع طلابنا إلى عطري وديدي أفندي، تماماً كما يستمعون إلى بيتهوفن"، في إشارة إلى موسيقيين كلاسيكيين من العهد العثماني، وإلى الموسيقار الألماني.

وتابع: "على طلابنا أن يتعلموا عن لغتهم وكذلك أن يتعلموا كلمات وأعمال وفنون أسلافهم من دون عقد، تماماً كما يتعلمون الثقافات واللغات الأخرى، ويجب ألّا ننسى أن من يقلّد الآخرين يبقى متأخرًا عنهم بخطوة".

ويسعى اردوغان، الرئيس الإسلامي الذي تولى رئاسة الوزراء أكثر من عقد، إلى ترسيخ صورة الإسلام في تركيا، وأثارت حملته القوية بهذا الاتجاه مخاوف من القضاء على المبادئ العلمانية التركية.

لا مساواة

وأسلمة تركيا دفعت بإردوغان إلى إنكار المساواة بين الرجل والمرأة، قائلًا إن الإسلام حدد دور النساء في المجتمع بالأمومة، وذلك أمام حشد يضم عددًا كبيرًا من النساء، خلال قمة حول العدالة والنساء، وأضاف: "البعض يتفهم ذلك والبعض الآخر لا... لا يمكنكم تفسير هذا الأمر للمدافعات عن حقوق المرأة، لأنهن لا يقبلن حتى فكرة الأمومة".

وأوضح أنه لا يمكن معاملة الرجل والمرأة بالطريقة نفسها، "فذلك ضد الطبيعة البشرية، طباعهن وعاداتهن وأجسادهن مختلفة، ولا يمكنكم وضع امرأة ترضع طفلها ورجل على قدم المساواة، ولا يمكنكم أن تطلبوا من امرأة أن تقوم بكل أنواع العمل الذي يقوم به رجل، كما كانت الحال في الأنظمة الشيوعية".

عداء الغرب للمسلمين

ولم ينته إردوغان في إدارته للجدل عند هذا الحد، فقال السبت الماضي إن الغرب يكره المسلمين، ويطمع بثرواتهم ونفطهم، ويرغب برؤية المسلمين أمواتاً، ويريد القضاء على الدين الإسلامي.

وقال في كلمة ألقاها أمام اللجنة الاقتصادية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول: "إنهم يكرهوننا، وأي شخص يأتي من الغرب إلى أرضنا يكون هدفه ثرواتنا ونفطنا، يُظهرون لنا ودًا، لكنهم يتشفّون بموت أبنائنا".

وأتى هذا التصريح الناري بعد يوم من وصف إردوغان الولايات المتحدة بالـ"وقحة"، إثر زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لأنقرة، طالبًا دعم الحكومة التركية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).