الرئاسة تنفي تعرُّض موكب السيسي لهجوم في سيناء
العثور على 3 هويات مصرية وجواز سفر فرنسي في موقع «تفجير الكرنك»
كثفت الأجهزة الأمنية المصرية تحركاتها لتأمين الأماكن السياحية أمس غداة إحباط هجوم إرهابي استهدف معبد الكرنك أمس الأول، بينما تعهد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بالقضاء على العناصر الإرهابية قريباً، مؤكداً خلال زيارته للمعبد أن الإرهاب لن ينجح في النيل من أمن الوطن.
غداة هجوم إرهابي على معبد الكرنك بالأقصر (أقصى صعيد مصر)، نفت الرئاسة المصرية أمس، تعرض موكب الرئيس عبد الفتاح السيسي لإطلاق نار، في أثناء المشاركة في مؤتمر التكتلات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة (الكوميسا والسادك وتجمع شرق إفريقيا)، الذي اختتم أعماله أمس الأول في شرم الشيخ.وقالت «الرئاسة»، في بيان رسمي، إن ما تردد حول تعرض إحدى السيارات الرئاسية لهجوم إرهابي في شرم الشيخ، «ليس له أي أساس من الصحة»، مطالبة وسائل الإعلام بمراعاة الدقة من الأخبار قبل نشرها.وكانت مواقع إلكترونية مصرية عدة نشرت مساء أمس الأول تقارير عن تعرض موكب الرئاسة لزخات من الرصاص في أثناء تنقله للمشاركة في فعاليات مؤتمر التكتلات الاقتصادية الإفريقية بشرم الشيخ.نفي الرئاسة السريع، تزامن مع تحركات أجهزة الدولة المصرية على أكثر من صعيد لمواجهة الإرهاب واتخاذ إجراءات لتطويقه سواء في سيناء أو محافظات الوادي، حيث وجه الرئيس السيسي وزير داخليته اللواء مجدي عبد الغفار بتشديد الإجراءات الأمنية بالمواقع الحيوية، بخاصة المواقع الأثرية، للحيلولة دون تكرار الهجمات الإرهابية، بعد الهجوم الانتحاري على معبد الكرنك بالأقصر، والذي نجحت قوات الأمن في إحباطه وقتل اثنين من المهاجمين والقبض على الثالث.وتفقد وزير الداخلية الوضع الميداني لمحيط معبد الكرنك والوضع الأمني في الأقصر أمس، مشددا على أن «الإرهاب لن ينجح في النيل من أمن الوطن والمواطن»، متوعدا بالقضاء على العناصر الإرهابية في أقرب وقت.3 هويات وجواز سفروكشف مصدر أمني لـ«الجريدة» عثور أجهزة الأمن بموقع الحادث على 3 بطاقات شخصية يشتبه في صلتها بمنفذي التفجير الانتحاري في محيط المعبد، مؤكدا أن البطاقات لأشخاص من محافظات الغربية والمنيا وبني سويف، بينما وجد جواز سفر فرنسي، ويجري الأمن الوطني جهوده للتوصل إلى أصحاب هذه الهويات، مشيرا إلى أن التوصل إلى هوية منفذي العمل الإرهابي والجهات التي تقف خلفهم بات وشيكا.قطع الإمداداتفي غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، اتخاذ وحدات القوات المسلحة إجراءات تأمينية جديدة في شمال سيناء، تستهدف قطع الإمدادات وضمان عدم وصول أي مساعدات للعناصر التكفيرية المتمركزة في وسط شبه الجزيرة المصرية.افتتاح القناة في شأن منفصل، وبينما تستعد الحكومة المصرية لاحتفالية دولية لافتتاح قناة السويس الجديدة أغسطس المقبل، أعلنت القوات المسلحة المصرية أمس أن ما يفصل مصر وشعبها عن تحقيق حلم إنشاء قناة السويس الجديدة، هو 56 يوما فقط، في إشارة إلى الالتزام بتوجيهات الرئيس السيسي الذي طلب العام الماضي الانتهاء من عمليات الحفر في أقل من عام لكي يكون المجرى الملاحي جاهزا للافتتاح في أغسطس المقبل.«هيومان رايتس ووتش»في غضون ذلك، أكدت اللجنة الوطنية الدائمة لحقوق الإنسان في مصر، برئاسة وزير العدالة الانتقالية، إبراهيم الهنيدي، أمس أن التقرير الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس»، قبل عدة أيام عن مصر يتضمن تحريفا متعمدا للواقع.وقالت اللجنة الحكومية إنها لا تجد مبررا لتقرير «هيومان رايتس»، إلا «محاولة زعزعة استقرار البلاد وأمنها، وتعطيل أية خطوة نحو تقدمها».رجال الشرطة أكثر من السياح في الأقصرفاق رجال الشرطة عدد السياح في مدينة الاقصر الاثرية في جنوب مصر أمس غداة احباط هجوم انتحاري كان يستهدف معبد الكرنك.وفي الموقف الخاص بالمعبد حيث وقع الاعتداء، لم يكن هناك سوى سبع حافلات وثلاث اخرى صغيرة قبل الساعة العاشرة صباحا فيما تتجمع عادة عشرات الحافلات منذ الفجر. وتقدمت سيارة أجرة تقل راكبين والسائق صباح أمس الأول نحو حاجز التفتيش عند مدخل موقف سيارات معبد الكرنك، احد اشهر الآثار الفرعونية، حين فتح عناصر الامن صندوق السيارة الخلفي رأوا حقيبتين كبيرتين ارتابوا فيهما، بحسب مسؤول امني كبير في موقع الحادث.واضاف المصدر انه حين طلب عناصر الشرطة فتح الحقيبتين فر احد راكبي السيارة منها، وفجر حزامه الناسف فقتل. في هذه الأثناء فتح الراكب الآخر الحقيبة واخرج منها سلاحا آليا في حين تدخل شخص آخر مسلح متواطىء مع المجموعة كان يسير على رجليه. وحصل تبادل لاطلاق النار بين المسلحين وعناصر الأمن الذين تمكنوا من قتل احد المهاجمين واصابة الثاني اصابة خطيرة في الرأس. واصيب شرطيان ومدنيان مصريان بجروح طفيفة في تبادل اطلاق النار. وتبين وفق المصادر أن السائق لا علاقة له بالمجموعة.وفي المعبد، وعلى بعد 50 مترا من مكان الحادث، جال حوالي 200 سائح على طريق الكباش وشاهدوا ابواب معبد آمون. وفي يوم الاعتداء كان هناك 604 سياح في الكرنك، وفق الشرطة التي ابقتهم داخل المعبد اثناء العملية حرصا على سلامتهم.وقال مدير حفريات الآثار في الكرنك صلاح الماسخ: "بالتأكيد هناك سياح اقل من البارحة، وقد ألغيت رحلات منظمة قادمة من الغردقة" على البحر الاحمر.وفي كل المواقع الاثرية في الاقصر، فاق عدد رجال الشرطة المنتشرين صباح أمس عدد السياح في هذه المدينة التي تضم 1.5 مليون نسمة. وكانت الشرطة تحدثت عن تفاديها حصول "مجزرة" في الكرنك على اعتبار ان المهاجمين الثلاثة كانوا مسلحين بسلاحين آليين و19 مخزن سلاح. وأحاط رجال الشرطة بالمدينة، وخصوصا عند أطراف المواقع الاثرية، وسارت سيارات تابعة للامن على متنها رجال من قوات النخبة في الشرطة في دوريات حول كل موقع، وهي خطوة غير معتادة، وفق السكان.(الأقصر ــ أ ف ب)