واصلت جماعة «أنصار الله» الحوثية تحركاتها الانقلابية في اليمن وسيطرت على مقر لواء مدرع موال للشرعية في مدينة تعز، وبينما لاحقت غارات التحالف العربي بقيادة السعودية تحركات المتمردين في الجنوب وقصفت مواقعهم في عدن وتعز، أبقت الرياض على تأهب قوات حرس الحدود رغم الإعلان عن انتهاء «عاصفة الحزم».

Ad

غداة إعلان التحالف الذي تقوده السعودية انتهاء عمليات "عاصفة الحزم" وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليمن، واصل المتمردون الحوثيون تحركاتهم الانقلابية على الأرض وسيطروا على مقر اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي أمس، بعد معارك عنيفة.

وسعت ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى استغلال إعلان قيادة التحالف وقف "عاصفة الحزم" للتقدم على أكثر من جبهة في الجنوب، حيث سعت إلى بسط سيطرتها والتقدم نحو الأحياء التي توجد فيها اللجان الشعبية الموالية للشرعية في عدن لإحكام السيطرة على كامل أحياء المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن اليمن.

واستمرت الاشتباكات بين اللجان الشعبية والمتمردين في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. وذكرت مصادر، أن ميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية وصالح دفعت بتعزيزات عسكرية من ذمار وصنعاء باتجاه الضالع جنوب البلاد.

في سياق متصل، حققت اللجان الشعبية المدعومة بقبائل مأرب تقدماً في المواجهات مع المتمردين الحوثيين وسيطرت على مواقع حيوية في طريق مأرب صنعاء وباتت على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة اليمنية.

غارات جديدة

ولاحقاً، شنّ التحالف غارات جديدة على أهداف للحوثيين في مدينة تعز استهدفت مقر اللواء 35 مدرع الذي سقط في قبضة الحوثيين صباح أمس، كما استهدفت مواقع لهم قرب السجن المركزي في جنوب غرب المدينة. واستهدف التحالف مواقع الجماعة الحوثية في عدن.

وكان التحالف أعلن مساء أمس الأول، وقف حملته الجوية التي بدأها في 26 مارس الماضي مساندة لقوات هادي، لكنه قال إنه سيقف متأهباً لاستئناف الحملة إذا اقتضت الضرورة.

وفي تطور آخر، أطلق الحوثيون سراح وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي في صنعاء بعد قرابة شهر من احتجازه، كما أفرجوا عن شقيق الرئيس هادي.

وكان مجلس الأمن الدولي طالب في وقت سابق من أبريل الجاري بإطلاق سراح الصبيحي كما فرض حظراً على تزويد المتمردين بالأسلحة.

موقف صالح

بدوره، تلقف الرئيس السابق علي صالح الحليف الرئيسي للمتمردين الحوثيين والذي يعد القوة الحقيقية خلف صعودهم المثير منذ 2014، إعلان التحالف العربي انتهاء عملية "عاصفة الحزم" بترحيب واسع، مؤكداً أنه يتطلع إلى استئناف الأطراف اليمنية للحوار.

وقال صالح في تعليق على "فيسبوك" "كان قرار الضربات والعدوان على اليمن مستنكراً ومرفوضاً كما أن قرار وقفها وإنهاء العدوان مرحب به"، مضيفاً "نرجو أن يشكل نهاية تامة لخيارات القوة والعنف وإراقة الدماء وبداية لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء وأن يتساعد الجميع للعودة إلى الحوار".

تأهب سعودي

في موازاة ذلك، أعلنت السعودية أمس، استمرار حالة التأهب على الحدود مع اليمن، وقال الناطق الرسمي لحرس الحدود اللواء محمد سعد الغامدي، إن انتهاء "عاصفة الحزم" يعني لحرس الحدود البقاء في حال التأهب كما كانوا قبل وأثناء العاصفة.

وأكدت دول التحالف، أن وقف "العاصفة" جاء استجابة منها لطلب الرئيس اليمني في رسالة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أرسلها أمس الأول.

واعتبر المتحدث باسم "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد عسيري، أن بدء مرحلة "إعادة الأمل" بهدف التوصل إلى حل سياسي لا يعني وقفاً لإطلاق النار، مشيراً إلى أن المرحلة الجديدة ستركز على العمل الدبلوماسي والسياسي لتحقيق استقرار اليمن وتأمين مستقبله.

وقال العسيري، إن حملة "عاصفة الحزم" على الحوثيين حلفاء إيران تمكنت من تأمين أراض السعودية وحققت أهدافها بضرب قدرات المليشيات الحوثية الصاروخية والعتاد العسكري الثقيل الذي استولت عليه من مقرات الجيش اليمني.

هادي

من جهته، شكر هادي السعودية والتحالف العربي على دعم "شرعيته" في كلمة بثها التلفزيون السعودي من الرياض ليل الثلاثاء ـ الأربعاء.

وقال هادي، إن الحوثيين قاموا بأعمال استفزازية "للأشقاء" من خلال القيام بمناورات عسكرية على الحدود ورفض كل طرق الحل السلمي والحوار، مضيفاً أن "ميليشيات الحوثي الانقلابية وصالح وأعوانه عقدت تحالفاً استراتيجياً تدميرياً، واتفاقاً مكوناً من عشر نقاط جوهرية لتقاسم السلطة روحياً وسياسياً، وذلك استنساخاً للتجربة الإيرانية، التي لا تتوافق مطلقاً مع البيئة اليمنية"، محملاً الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن".

دعوة إيرانية

من جهتها، دعت إيران أمس، كل الأطراف في الصراع اليمني إلى بدء مفاوضات وقالت، إن "التوصل إلى حل طويل الأجل ممكن".

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وقف عمليات "عاصفة الحزم" بأنها "خطوة سعودية إيجابية" وحث على إجراء محادثات وتشكيل حكومة جديدة.

وأضاف عبر حسابه على (تويتر)، "يجب أن تتبع التطورات الإيجابية مساعدات إنسانية عاجلة وحوار ما بين اليمنيين وحكومة ذات قاعدة عريضة. و(نحن) على استعداد للمساعدة".

وفد أمني

في سياق آخر، وصل إلى القاهرة أمس، وفد يمنى رفيع المستوى برئاسة العميد أحمد علي المقدشي رئيس أركان قوات الأمن المركزي اليمني قادماً من ماليزيا في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها تطورات الأوضاع في اليمن على ضوء إعلان انتهاء "عاصفة الحزم".

القاعدة

على صعيد منفصل، قتل 5 عناصر من تنظيم "القاعدة" في غارة لطائرة بلا طيار "درون" أثناء جلوسهم لتناول الطعام على ساحل مدينة المكلا بجنوب البلاد.واعترفت الولايات المتحدة باستخدام طائرات بلا طيار في اليمن ضد "القاعدة في جزيرة العرب" الذي يعد أحد أنشط أفرع تنظيم "القاعدة"، لكنها لا تعلق على الهجمات الفردية ولم يتضح على الفور من أين جاءت الطائرات بلا طيار.

«العاصفة» بالأرقام

حققت غارات تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية في اليمن الكثير من الأهداف، حيث دمرت 98 في المئة من الدفاعات الجوية للميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما هيأت مدينة عدن للعمليات اللاحقة بنسبة 90 في المئة، وتمكنت من تدمير 80 من خطوط مواصلات الميليشيات، وفي ما يلي أهم ما تم إنجازه بالأرقام.

● مهاجمة قدرات الميليشيات الجوية ومراكز السيطرة ٩٠ في المئة.

● تدمير الصواريخ البالستية ٨٠ في المئة.

● منع تدفق الدعم للميليشيات وإضعاف قدراتها لمواصلة العمليات ٨٠ في المئة.

● تعطيل خطوط المواصلات ٨٠ في المئة.

● تدمير ورش الصيانة والتصنيع ومخازن الأسلحة ٩٠ في المئة.

● مواصلة استهداف مناطق الميليشيات المتاخمة لأراضي المملكة، ومنع شن أي هجوم على الأراضي السعودية ٩٠ في المئة.

● تهيئة مدينة عدن للعمليات السطحية اللاحقة ٩٠ في المئة.

أهداف «إعادة الأمل»

بعد انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، فتح المجال لعملية "إعادة الأمل في اليمن"، وهذه قائمة بأهداف العملية الجديدة:

● سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية.

● استمرار حماية المدنيين.

● استمرار مكافحة الإرهاب.

● تسهيل إجلاء الرعايا الأجانب.

● تكثيف جهود تقديم المساعدات الإغاثية والطبية لليمنيين.

● إفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية.

● التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين ومن تحالف معهم.

● منع الحوثيين من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة.

 ● إيجاد تعاون دولي لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الحوثيين.

● تكثيف عمليات المراقبة والتفتيش لمنع وصول أسلحة للمتمردين وأنصار الرئيس السابق علي صالح.

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب،

د ب أ، رويترز)