«البيشمركة» تدخل كوباني... والبارزاني مستعد لإرسال المزيد

نشر في 31-10-2014 | 00:03
آخر تحديث 31-10-2014 | 00:03
● نظام الأسد يدين أنقرة ولا ينتقد أربيل
● طهران: لا يمكن محاربة «داعش» في العراق ودعمه في سورية

في خطوة رمزية معبرة، دخلت قوات البيشمركة الكردية أمس الى مدينة كوباني السورية الكردية لقتال تنظيم «داعش»، في وقت تعمد نظام الأسد عدم الاصطدام بأربيل منتقداً تركيا.
وسط استمرار المواجهات الدامية الدائرة على محاور عدة، دخل العشرات من قوات البيشمركة العراقية مدينة كوباني السورية الكردية أمس، بهدف تنسيق عبور رفاقهم المدججين بالسلاح الثقيل، الذين لايزالون ينتظرون في تركيا للانضمام إلى مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي الذين يقاتلون تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف بـ»داعش» منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة أنباء «الفرات» الموالية للأكراد أن الجنود وصلوا عبر معبر مرشد بينار الواصل بينها وبين الأراضي التركية، موضحين أن «هذا الوفد سيقوم بمهمة التنسيق مع مسؤولين في كوباني لدخول القوة» التي وصلت أمس الأول براً وجواً من العراق إلى تركيا محملة بالسلاح.

ووصلت القافلة التي تتألف من حوالي اربعين آلية تنقل تعزيزات لمقاتلي «وحدات الحماية» إلى مدينة سوروتش الحدودية التركية. وذكر مصور من وكالة فرانس برس أن هؤلاء المقاتلين العراقيين انضموا إلى كتيبة أولى قدمت من كردستان ووصلت الى سوروتش قبل 24 ساعة جواً، وتمركزت أمس على تخوم موباني بحماية قوات الأمن التركية.

وكان عشرات العناصر من «الجيش السوري الحر» المعارض للنظام دخلوا الى المدينة أمس الأول عبر الحدود التركية، لمساندة «وحدات حماية الشعب» الكردية، بحسب المرصد.

المزيد من القوات

وفيما بعثت هذه التعزيزات الأمل في صمود كوباني، التي يسيطر التنظيم منذ أكثر من أسبوعين على نصفها، تعهد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس بإرسال مزيد من القوات لكوباني في حال طلب منه ذلك.

وقال البارزاني، عقب اجتماع مع قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال لويد أوستن في أربيل، إن «انتصارات البيشمركة بدعم من قوات التحالف أدت إلى إفشال مخططات إرهابيي داعش لربط مناطق سهل نينوى بالمناطق التي يسيطرون عليها في سورية».

ودعا البارزاني الحكومة العراقية الى «الاضطلاع بمسؤولياتها والتزاماتها في الحرب ضد «داعش»، مؤكداً «أهمية التزام الحكومة العراقية بواجباتها تجاه مساعدة قوات البيشمركة في هذه الحرب».

وأضاف أن «إقليم كردستان كان لديه ملاحظات كثيرة على الحكومة العراقية الجديدة، لكن الإقليم قرر المشاركة في هذه الحكومة لرفع مستوى القدرات في مواجهة داعش».

النظام يعترض

واعتبر النظام السوري أمس أن سماح تركيا بدخول «قوات اجنبية» عبر أراضيها الى كوباني يشكل «انتهاكا سافرا» للسيادة السورية.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «مرة أخرى تؤكد تركيا حقيقة دورها التآمري ونواياها المبيتة وتدخلها السافر في الشأن السوري، من خلال خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب (الاسم العربي لكوباني) بالسماح لقوات اجنبية وعناصر ارهابية تقيم على أراضيها بدخول الأراضي السورية». واعتبرت ان ذلك «يشكل انتهاكا سافرا للسيادة السورية».

ورأت الخارجية السورية أن تركيا «كشفت عن نواياها العدوانية ضد وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية بمحاولة استغلالها لصمود اهلنا في عين العرب، لتمرير مخططاتها التوسعية من خلال ادخالها عناصر ارهابية تأتمر بأمرها وسعيها لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية».

وجاء في البيان «لم يعد خافيا على أحد حقيقة الارتباط القائم بين حكومة حزب العدالة والتنمية التركي والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيما داعش وجبهة النصرة».

وعبرت الخارجية عن إدانتها ورفضها «هذا السلوك الشائن للحكومة التركية والاطراف المتواطئة معها المسؤولة بشكل اساسي عن الازمة في سورية، واستمرار سفك الدم السوري من خلال دعم التنظيمات الارهابية».

القيادة الوسطى

وفي حين أكد أوستن «استعداد بلاده لمواصلة تقديم الدعم والغطاء الجوي لقوات البيشمركة في أية منطقة يريدون إحراز تقدم فيها، أو لتنفيذ اية عملية عسكرية في جبهات القتال»، قالت القيادة المركزية أمس إنها وجهت «عشر ضربات جوية لأهداف قرب مدينة كوباني ضمن 12 غارة شنتها مقاتلات وقاذفات أميركية في سورية»، مبينة أنها أصابت وحدتين صغيرتين لـ»داعش» ودمرت 7 مواقع قتالية وخمسة مبان. كما ألحقت الضربات أضراراً بمقر التنظيم بالقرب من دير الزور ومبنى أمني قرب الرقة.

إيران

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس انه «لا يمكن التصدي لتنظيم داعش في العراق ودعمه بسورية»، لافتا إلى أن بلاده تعارض بشكل مبدئي الإرهاب والتطرف.

ونقلت وكالة انباء «إرنا» الرسمية عن ظريف قوله خلال لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون الذي يزور طهران، إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنشد الاستقرار والهدوء في المنطقة»، مشدداً على «ضرورة تعاون كل الدول، لاسيما بلدان منطقة الخليج الفارسي في مكافحة الإرهاب والتطرف»، وداعياً الأمم المتحدة والدول الغربية إلى «العمل بشكل جاد في هذا المجال».

«حزم» و«النصرة»

في غضون ذلك، تسلم «جيش المجاهدين» حواجز حركة حزم في محيط بلدة الأتارب والفوج 46 بريف حلب الغربي، بينما من المنتظر أن يتسلم فيلق الشام حواجز «جبهة النصرة» في المنطقة ذاتها، وإطلاق سراح المحتجزين لدى الطرفين، تنفيذاً لاتفاق توصل إليه الطرفان.

وكانت اشتباكات دارت يوم الثلاثاء الماضي بين «حزم» و»النصرة» على حاجز للأولى في ريف حلب الغربي، قتل فيها عدد من مقاتلي الثانية، وأدت إلى توتر شديد في الاتارب ومنطقة الفوج 46.

ووفق المرصد، فإن الهدوء ساد جبل الزاوية بريف إدلب بعد موافقة كل من «النصرة» و»جبهة ثوار سورية» بقيادة جمال معروف على التحكيم الشرعي، بعد معارك دامية اندلعت الأحد بينهما وتمكنت خلاله «النصرة» و»جند الأقصى» من السيطرة على مقرات معروف في معرة النعمان، وعلى قرى مشون وشنان وابديتا والمغارة وكنصفرة وابلين وبليون.

(دمشق، أربيل، أنقرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top