جدد تيار "المستقبل" (السني) وحزب الله (الشيعي) في لبنان التزامهما بمواصلة الحوار بينهما، على الرغم من التوتر المتصاعد بين الرياض وطهران وتبادل الشتائم والإهانات بين زعيم "المستقبل" سعد الحريري بحق طهران، وزعيم حزب الله حسن نصرالله بحق السعودية، وأيضا الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين في الطرفين.

Ad

وإلى جانب هذا الحوار، الذي سيشهد جلسة جديدة يوم الثلاثاء المقبل، حسبما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، تتجه الأنظار الى النتائج المرتقبة لـ "حوارين" آخرين، هما الحوار بين حزب "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع و"التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون، والحوار بين حزب "الكتائب اللبنانية" وحزب الله.

في غضون ذلك، لا يزال الإنجاز الأمني الذي تحقق في لبنان بإلقاء القبض على الشيخ خالد حبلص ومقتل أسامة منصور، أو ما بات يعرف بـ "عملية المئتين"، يفرض إيقاعه على المشهد الداخلي، وتتركز الأنظار على ما ستفضي إليه التحقيقات مع حبلص، وسط تعويل من المحققين على انتزاع ما يكتنزه من معلومات من شأنها أن تكشف عن كثير من الأعمال الإرهابية في طرابلس ومناطق أخرى.

وقالت مصادر أمنية إن "ما اعترف به حبلص ورفيقه مهم للغاية، ويلقي الضوء على جزء مما كان يخطط له وأسامة منصور"، مضيفة أن "التحقيقات مع حبلص توسعت بعدما اعترف بهويته الحقيقية، وبالأمكنة التي لجأ اليها، فدهم بعضها خصوصا منزله الأخير في الكورة، حيث عثر على مزيد من الأدلة على حجم تورطه في عمليات عدة، وعلى هويته الحقيقية".

في السياق، هنأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر"، أمس، قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات بالعملية الأمنية الأخيرة "الناجحة جدا في طرابلس".

وقال: "هكذا أعمال تزيد من طمأنة اللبنانيين على أمنهم واستقرار بلادهم. أما للمشككين والمعترضين فنقول: عاجلا أم آجلا سيعم منطق القانون والدولة على لبنان بأجمعه، شرط أن نستمر باعتماد منطق الدولة والقانون من دون هوادة".

وعاد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أمس الأول، العنصرين المصابين من "المعلومات" في مستشفى الروم بالأشرفية.

وردّ المشنوق على البيان الذي أصدرته "هيئة العلماء المسلمين" احتجاجا على مقتل المطلوبين منصور والناظر، بالطلب من القيمين على "الهيئة" أن "يتبينوا قبل إصدار أي بيان معلوماته غير دقيقة"، مشددا في هذا المجال على أن "الأبطال في شعبة المعلومات لم يطلقوا النار إلا بعدما تعرضوا لإطلاق النيران من قبل المطلوبين، بدليل وجود الجريحين من الشعبة في المستشفى".

وختم مؤكدا: "لن نترك أي متهم أو مطلوب للقضاء على كل الأراضي اللبنانية، وتحديدا في الجنوب أو الضاحية الجنوبية وفي البقاع الشمالي، وهذه مهمة لن نتوقف عنها، وليس نهاد المشنوق من يترك مهمة من هذا النوع، ولا يترك أي مطلوب للقضاء أيا كانت طائفته أو منطقته، أو أيا كان انتماؤه السياسي".

يذكر أن هناك 4 أعضاء في حزب الله مطلوبين من المحكمة الدولية بتهمة التورط في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري. ويرفض الحزب تسليمهم، كما أعلنت السلطات اللبنانية أنها عاجزة عن جلبهم.