في خطوة قد تشكل مفتاحاً لحل الخلافات العميقة بين بغداد وأربيل، بدأ أمس تنفيذ اتفاق أولي بين الطرفين، بالتزامن مع زيارة مقررة لرئيس الحكومة التركية إلى بغداد.
أعلن وزير المالية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس بالتزامن مع زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني للعاصمة المركزية، أن الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق شبه المستقل بدآ في تنفيذ اتفاق تستأنف بغداد بموجبه تمويل رواتب الموظفين العموميين الأكراد مقابل حصة من صادرات النفط الكردية.ويهدف الاتفاق إلى الحد من الخلافات بين بغداد والسلطات الكردية في وقت تواجهان فيه تهديدا مشتركا من تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر على أجزاء واسعة من شمال وغرب البلاد.وبموجب الاتفاق، الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، تعهدت السلطات الكردية بضخ 140 ألف برميل يومياً من النفط، أو نحو نصف إجمالي الشحنات الكردية إلى ناقلات التصدير التابعة للحكومة العراقية في ميناء جيهان التركي.ووافقت بغداد على دفع 500 مليون دولار تخصص للرواتب الكردية. وقال زيباري إن حكومة كردستان العراق بدأت في ضخ النفط إلى ناقلات شركة نفط الشمال في ميناء جيهان أمس الأول الثلاثاء، وإنه جرى تحويل مبلغ 500 مليون دولار أمس.كانت بغداد خفضت حصة الأكراد في الميزانية خلال ولاية رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، عقاباً لهم على تصدير النفط بدون موافقتها. ورغم أنه يعاني أزمة مالية واصل إقليم كردستان ضخ النفط عبر خط أنابيب مستقل إلى تركيا، وزادت الصادرات في الفترة الأخيرة إلى نحو 300 ألف برميل يومياً.داود أوغلوإلى ذلك، يصل إلى بغداد اليوم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في زيارة تحمل دلالات عدة. وأكد مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن "الاستقرار الإقليمي والمصالح المشتركة" ستكون في صلب زيارة أوغلو إلى بغداد، مشيرا إلى أن "استقرار المنطقة هو المفتاح لاستقرار كل دولة على حدة".وقال المتحدث باسم مكتب العبادي رافد جبوري، إن "العراق يتطلع باهتمام إلى زيارة رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إلى بغداد"، مبينا أن "الاستقرار الإقليمي والمصالح المشتركة ستكون بصلب الزيارة". وأكد جبوري ضرورة أن "تكون هناك علاقة قوية بين العراق وتركيا مستندة إلى الجوار الجغرافي والمصالح المشتركة في العلاقة الثنائية بين البلدين وفي الاستقرار الإقليمي"، مشيرا إلى أن "العراق وتركيا لديهما مصالح اقتصادية مشتركة". وتابع جبوري ان "العراق يتطلع إلى أن تتعزز هذه المصالح وتكبر وفقاً لمصلحة الشعبين والبلدين"، موضحا أن "العراق اليوم في مرحلة انفتاح على جميع دول العالم عموماً ودول المنطقة خصوصاً".وأضاف جبوري أن "العراق يرى أن استقرار المنطقة هو المفتاح لاستقرار كل دولة على حدة، أي أنه لا يمكن لأي دولة أن تكون مستقرة أو آمنة من غير استقرار كل المنطقة"، مشيراً إلى أن "خطر الإرهاب الذي يواجهه العراق وابناء العراق من كل المكونات في الخطوط الأمامية هو خطر يهدد كل دولة من دول المنطقة، فمن مصلحة كل دول المنطقة أن تساند العراق في مواجهة الإرهاب، وتتطلع أيضاً إلى تعزيز العلاقة مع العراق، لكونه بلدا إقليميا أساسيا، خصوصاً بالنسبة إلى دول الجوار المحيطة به ومنها تركيا".يذكر أن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري سلم في 6 من الشهر الجاري إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو دعوة رسمية من العبادي لزيارة العاصمة بغداد ولقاء المسؤولين العراقيين، وبحث الملفات المشتركة بين البلدين."الحرس الوطني" والأنبارفي سياق آخر، أكد مكتب العبادي أن "إجراءات تشكيل الحرس الوطني تشق طريقها بالتنسيق مع وزارة الدفاع والحشد الشعبي ولجنة المصالحة الوطنية في مناطق المواجهة مع داعش"، ورجح أن "تكون هذه التشكيلات نواة للحرس الوطني عند تشريعه".يذكر أن مجلس الوزراء أوعز في سبتمبر الماضي بـ"إعداد مشروع قانون لتأسيس قوات الحرس الوطني وتنظيم المتطوعين من الحشد الشعبي في مدة أقصاها 15 يوماً".وقدم مجلس محافظة الأنبار أمس طلبا رسميا إلى وزارة الدفاع لتشكيل فرقة عسكرية من أربعة ألوية تضم 10 آلاف مقاتل من ابناء عشائر المحافظة لمساندة القوات الأمنية في تحرير المحافظة من تنظيم "داعش".وقال رئيس المجلس صباح كرحوت، إن "مجلس محافظة الأنبار عقد جلسته وقرر خلالها تقديم طلب رسمي إلى وزارة الدفاع بتشكيل فرقة عسكرية تضم أربعة ألوية مكونة من 10 آلاف متطوع من أبناء عشائر المحافظة، لمقاتلة تنظيم داعش وتحريرها من سيطرتهم"، وأضاف أن "مجلس محافظة الأنبار أرسل الطلب الى وزارة الدفاع بهذا الخصوص"، مبيناً أن "المجلس بانتظار رد الوزارة على هذا الطلب".وأعلن قائد عمليات محافظة الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي، يوم الجمعة الماضي، فتح باب "التطوع المفتوح" لأبناء عشائر المحافظة ضمن قوات الجيش في قاعدتي الحبانية وعين الأسد شرق وغربي الرمادي، بينما دعا عشائر الأنبار إلى التهيؤ لحمل السلاح للوقوف مع القوات الأمنية لتحرير مدن المحافظة من تنظيم "داعش".الجبوري والأمير مقرنفي سياق آخر، بحث ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز مع رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في الرياض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الجانبين استعرضا خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. وأضافت أن الاجتماع حضره رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وعدد المسؤولين من الجانبين السعودي والعراقي.(بغداد، الرياض، أنقرة -أ ف ب، رويترز، د ب أ)
دوليات
أربيل وبغداد تنفذان اتفاق النفط... وداود أوغلو في بغداد اليوم
20-11-2014